أنيس منصور

هذا مجرد اجتهاد.. هل هناك أشباح؟ أنا شخصيا أقول هناك. سؤال: هل رأيت؟ الجواب: نعم.

فما هذه الأشباح؟ أنا لا اعرف.. لكن كما أن هناك ميكروبات وجراثيم وبكتريا لا نراها بالعين المجردة، فهناك كائنات أخرى: ملائكة.. شياطين وعفاريت.. وأشباح.

أما الملائكة فلم نرها. وإذا كان الأنبياء عليهم السلام قد رأوها، فهذه حالة خاصة. ولكن الكتب السماوية كلها تتحدث عنها. إذن هي موجودة.

أما الأشباح، فالذين رأوها كان ذلك ليلا. لم يرها أحد نهارا. إذن هي لها علاقة بالليل وشيء من الخوف. والذين لا يعترفون بوجودها ولا يخافون إن وجدوها فلن يروها. فكأنها لا تظهر إلا إلى الذين يخافونها. أو بعبارة أخرى: يراها من يخافها. والمثل الشعبي يقول: اللي يخاف من العفريت يطلع له. وهذا صحيح.. لماذا؟ أنا أقول لك ـ وهذا اجتهاد أقنعني إلى أن يثبت العكس ـ فأنا لا أتمسك به إلا مؤقتا. أقول بعبارة أوضح: عندما نخاف.. أو نغضب أو عندما ننفعل فإن مادة الأدرينالين التي تفرزها الغدة فوق الكلية تجعلنا أكثر حيوية وأكثر نشاطا وتشيع فينا القوة والإحساس المرهف.. والذي لا يستطيع أن يجري نراه يقفز بسبب الخوف. أو تتفجر فيه الحيوية فجأة فيكون اقدر على الرؤية وعلى الاستماع.. فيرى ما لا يراه بعينه في ظروفه العادية، ويسمع ما لا تستطيع أذنه أن تدركه قبل الأدرينالين.. وربما رؤية الأشباح بسبب الخوف.. وربما تكون هذه الأشباح قد ظهرت بصور أخرى لغيري من الناس..

لي صديق مهندس إلكتروني. له أب قسيس يفهم ويمارس السحر ـ هو الذي يقول ـ وعنده أدلة كثيرة على ذلك. قال إنه رأى هذه الأشباح على شكل أرانب وقطط وطيور. وأنا لا استبعد ذلك!

وفي العام الماضي بعث لي الفنان المصري الكبير حسين فهمي ممثلة بريطانية قائلا: إنها تريد أن تجلس إليك تسمع منها وتسمع منك.

وجاءت الفنانة البريطانية وحكت قصصا كثيرة عن أشباح تعيش معها في بيتها وفي كل ليلة تسمع أصواتهم يأكلون ويشربون وتسمع همهمة وغمغمة. وتقول إنها اعتادت على ذلك. فكيف وهي لم تعد تخاف من هذه الأشباح. فقالت لي: بل اعتدت على الخوف فاعتدت أيضا على سماع ورؤية ما لا يقدر غيري على أن يراه!

وكل هذا ظن.. وبعض الظن إثم!