الخميس:19. 01. 2006


عمان ـ الخليج:

شهد مجلس النواب الأردني في جلسته أمس خلافاً حاداً بين عدد من أعضائه، تطور إلى تبادل للشتائم بعد انتهاء الجلسة كاد يصل إلى العراك بالأيدي، وذلك بسبب المواقف من سوريا والضغوط عليها. واستذكر نواب حزب جبهة العمل الإسلامي في الجلسة قتلى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وهم يردون بعصبية على كلمة ألقاها النائب رائد حجازين باسم كتلة التجمع الديمقراطي، انتقد فيها تصريحات للمراقب العام لجماعة الإخوان عبدالمجيد الذنيبات في التاسع من الشهر الحالي ضد الحكم السوري. وأثارت كلمة حجازين غضب نواب الحركة الإسلامية تحت قبة المجلس، ثم انتقلت سريعا إلى خارجها، وتبادل النائبان رئيسا كتلتي نواب جبهة العمل الإسلامي عزام الهنيدي والتجمع الديمقراطي ممدوح العبادي الشتائم والكلمات النابية، كادت تصل إلى الاشتباك بالأيدي بين مناصري كل منهما، لولا تدخلات حشد من النواب فضوا الاشتباك بين الجانبين.

وكانت سوريا والموقف منها وما تتعرض له من ضغوط دولية ومواقف الحركة الإسلامية الأردنية مما يجري فيها عنواناً عريضاً للمشكلة التي جرت أمس بين نواب الحركة الإسلامية ونواب التجمع الديمقراطي الذين اعتبروا تصريحات الذنيبات تدخلاً مباشراً في الشأن الداخلي السوري. ورفض نواب الحركة الاتهامات، وتولى الرد على حجازين النائبان إبراهيم المشوخي ومحمد أبو فارس اللذان أكدا وقوف الحركة الإسلامية الأردنية إلى جانب ldquo;الشعب السوريrdquo;، ورفضها أي اعتداء أو تدخل أمريكي في شؤون سوريا الداخلية.

وبدأت المشكلة حين تحدث حجازين في بند ما يستجد من أعمال، وتلا بيانا باسم ldquo;التجمع الديمقراطيrdquo;، قال فيه إن ldquo;التجمعrdquo; يرفض دعوة المراقب العام للإخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات نظام الحكم في سوريا للاعتراف بأخطاء الماضي في سبيل طيها وتجاوزها وإعادة الحياة الديمقراطية والسماح بمشاركة كل القوى الوطنية السورية، بما فيها جماعة الإخوان، في صياغة المستقبل السياسي لسورية. وأضاف ان من أهم الثوابت التي ميزت السياسة الأردنية عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية وصديقة.

وقال النائب محمد أبو فارس إن الإخوان المسلمين على الرغم مما عانوا من النظام السوري تساموا على جراحهم، ووقفوا إلى جانب الشعب السوري يعادون أمريكا ويقفون ضدها، وأرسل حزب جبهة العمل الإسلامي والإخوان وفودا إلى سوريا تعلن بوضوح الوقوف معها ضد أي عدوان أمريكي.

وفور رفع الجلسة وبدء النواب مغادرة القبة، تقدم النائب عزام الهنيدي من النائب ممدوح العبادي قائلا له إنه يصطاد في الماء العكر، ما دفع العبادي إلى الرد عليه، لتتطور الأمور وصولا إلى تبادل شتائم نابية بينهما كادت أن تدخل أنصار الطرفين في عراك بالأيدي خارج القبة، لولا تدخلات نواب آخرين حالوا دون الطرفين. وفور فض الاشتباك، دعا الهنيدي لمؤتمر صحافي قال فيه إن كلمة حجازين كانت قلبا للحقائق، وإن تصريحات الذنيبات كانت من أجل الحرص على سوريا ودعوتها بأن تقف أمام هذه الهجمة وضرورة إجراء المصالحة الداخلية.