الجمعة:20. 01. 2006
بغداد ldquo;الخليجrdquo;:
تعرضت البساتين والمتنزهات في بغداد إلى هجوم شرس من قبل بعض الأشخاص الذين يبحثون عن الربح حتى لو كان على حساب جمالية عاصمة بلدهم، إذ يقوم هؤلاء بتقطيع الأشجار الموجودة وبيعها، الأمر الذي شوه معالم بغداد وأضاع الكثير من أماكنها الجميلة. والغريب ان هؤلاء يعملون دون أن يتعرضوا للمحاسبة.
مصدر مسؤول في وزارة الزراعة رفض ذكر اسمه حمل الجهات الرسمية مسؤولية التغاضي عما يحدث من عمليات قطع الأشجار التي طالت الغابات التي يعود بعضها إلى زمن الملكية وهي تحمي بغداد والمحافظات من الغبار الذي تحمله الرياح الموسمية فضلا عن حمايتها للتربة من الانجراف في بعض الأماكن إضافة إلى كونها محطات استراحة توفر المكان الجميل للمسافرين خاصة تلك التي زرعت في الطرق الخارجية وحول بغداد أو ما كان يعرف سابقا بالحزام الأخضر الذي ذهب للأسف إلى غير رجعة.
محمد جاسم ldquo;من سكنة منطقة سبع أبكارrdquo; يقول: كان في منطقتنا متنزه كبير يرتاده أبناء المنطقة ليروحوا عن أنفسهم لاحتوائه على أشجار ضخمة زرعت منذ وقت طويل والغريب انه بعد سقوط النظام السابق استيقظت المنطقة على هدير الشاحنات المتعددة وعلى أشخاص كثيرين يقومون بقطع الأشجار متذرعين بأن أمانة العاصمة ستنشئ منتزها جديدا، لكن الغريب انه بالفعل تحول المتنزه إلى شيء جديد، حيث أصبح ارضا جرداء سرعان ما تحولت إلى معرض للسيارات الجديدة وهجره مريدوه إلى غير رجعة وحل محلهم تجار السيارات.
ليس لديهم ذوق
يقول عادل محمد ldquo;من سكنة بغداد الجديدةrdquo;: فارقت الظلال شوارع ومنتزهات بغداد والمحافظات بعد أن كانت ظلالها تحمي الناس من غبار وسموم الصيف وحرارة الشمس وتلطف الأجواء بالنسمات العليلة ليسمع حفيف أوراقها في الارجاء سقطت تلك العروش الشامخة بقرار من الطمع وإرادة الاستغلال لتحال إلى فحم أو حطب يحرق في أتون أفران الخبز. ففي منطقة بغداد الجديدة وتحديدا في قناة الجيش تعرضت المتنزهات والحدائق إلى هجوم شاسع من قبل بعض الذين لا يمكن أن نصفهم إلا بفاقدي الذوق، لأنهم بعملهم هذا يعتدون على حق عام ليس لهم وهم بالفعل حرموا الناس من الذهاب إلى هذه الأماكن الجميلة سواء في المنطقة المذكورة أو غيرها وأتمنى أن تقوم الجهات المختصة بمحاسبة من يقوم بهذا العمل الشائن.
اجتثاث الأشجار
أما فاضل محمود ldquo;من سكنة الراشديةrdquo; فيقول: اشتهرت منطقتنا منذ القدم بالأشجار العملاقة التي لا تخلو منها الشوارع، لان هذه الأشجار توفر جوا منعشا إضافة إلى الظلال التي تحمي من حرارة الشمس. لكن الذي يحصل الآن إن هذه الأشجار تعرضت إلى الاجتثاث بقرار من مجهول لتفقد المنطقة جماليتها. إذ ظهرت مجموعة من الأشخاص ومعهم شاحنات كبيرة ويحملون معهم مناشير كهربائية بقطع تلك الأشجار مبتدئين بالأشجار المزروعة بعيدا عن البيوت ليصلوا بعد ذلك إلى باقي الأشجار. وقد حاولنا عدة مرات منعهم من ممارسة هذا العمل غير المقبول وقد نجحنا في مرات كثيرة في ذلك إلا أنهم كانوا يحتالون علينا بطرق كثيرة منها الحضور في ساعات الصباح الأولى ليقطعوها بلمح البصر وبعد ذلك بلحظات تبدأ عمليات التحميل دون أي تدخل من الدولة أو قوات الاحتلال. ويشير فاضل ربما هناك اتفاق بين هؤلاء وبعض الجهات الرسمية لان الأشجار ربما تحمي المسلحين الذين يستهدفون قوات الاحتلال ويحتمون بظلال هذه الأشجار.
وقود لشواء السمك
أحد النجارين في منطقة الشعب قال: إن بعض ضعاف النفوس يستعملون أخشاب تلك الأشجار في صناعة الأرائك الخشبية والتي تباع بأسعار مرتفعة برغم عدم صلاحها حيث يستعمل طلاء السيارات لتغطية الأشجار التي ما أن تتعرض للحرارة حتى تعوج وتنكسر مؤكدا ان اسعار الأخشاب التي مصدرها جذوع الأشجار، لا تقارن بأسعار الأخشاب المستوردة من الخارج. وهذا العمل ألحق ضررا كبيرا بجمالية بغداد، كما إن الصيف الماضي شهد العديد من العواصف الترابية التي ضربت بغداد نتيجة غياب الحزام الأخضر الذي كان يحيط بها قبل غزوها من قبل الأمريكيين.
فؤاد محمد ldquo;صاحب مطعم لشوي السمك في منطقة الغديرrdquo; يقول: إن أسعار الحطب الذي كنا نشتريه في السابق كانت مرتفعة، لكن بعد سقوط النظام أصبحت تلك الأخشاب تأتينا مقطعة وجاهزة إلى المطعم وبأسعار متباينة ولكنها ليست غالية، إن بعض أصحاب المحال باتوا يستعملون تلك الأخشاب ديكورا أمام المحل.
التعليقات