أكد ليخ فاليسا الرئيس البولندي السابق على أنه بفضل الاتحاد الأوروبي توقفت عملية انهيار بولندا وينفي الحائز على جائزة نوبل للسلام، في مقابلة مع صحيفة laquo;إيه بي سيraquo; الاسبانية، وجود سجون لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في منطقة شرق أوروبا ودعا إلى بناء هياكل جدية خاصة بعالم العولمة.

قام فاليسا أخيرا بزيارة إلى اسبانيا للمشاركة في الدورة السابعة من مؤتمر laquo;الكاثوليك والحياة السياسيةraquo;، الذي حاضر فيه حول laquo;الكفاح من أجل الحرية في زمننا هذاraquo;. وفي هذا الحوار، يتحدث فاليسا حول الوضع في بولندا ومستقبل المجتمع المعولم وفيما يلي نص الحوار:

ـ كيف تقوّم التغيير السياسي في بولندا؟

ـ أعتقد بأنه سيكون تغييرا سلميا مماثلا لبقية البلدان الديمقراطية، لأن المبادئ الأساسية للديمقراطية والتعاون مع أوروبا... كل شيء مثبت ولن يتغير. كل شيء سوف يسير على نحو جيد وبالاتجاه الصحيح، في البداية على الأقل ومن ثم سنرى.

ـ ماذا عن الشقيقين كازينسكي، هل هما وريثاك؟

ـ نعم. كنا قد عملنا معا منذ سنوات طويلة، وناضلا كل حياتهما للوصول إلى السلطة، ولا يمكن اعتبار هذا أمرا سيئا، لكن ثمة سؤالاً يطرح نفسه:

هل يريدان فقط إرضاء تطلعات خاصة بهما أم يريدان عمل شيء جيد، ووطني، لبولندا؟ إذا كانا يريدان ،كوطنيين، حل المشكلات، فيجب تقديم المساعدة إذن. لكن إذا أرادا فقط إرضاء تطلعاتهما، ولا يدركان ما الذي يتوجب عمله بالسلطة، فإنها قد يخسران.

ـ في مداخلتك في المؤتمر، تحدثت حول السلطات الكونية وضرورة إيجاد علاقة ثابتة بين البلدان. في هذا السياق، ما طبيعة الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة؟

ـ ليس للأمم المتحدة أي زعامة من وجهة نظر أخلاقية أو سياسية، ذلك أن هيكلياتها القديمة لم تعد نافعة ويتعين علينا تعزيز أو تغيير تلك التي لدينا. الأمم المتحدة لا تعتمد على بنية ملائمة.

ـ لنعد إلى بولندا، هل تراهنون على توطيد علاقات بلادكم مع دول الاتحاد الأوروبي أو إعطاء أولوية للعلاقات الأطلسية؟

ـ نحن نعيش في أوروبا وكنا دائما أقرب إلى القارة من نيويورك، رغم أنه يتعين علينا امتلاك علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لا سيما على المستوى الاقتصادي.

هناك الكثير من البولنديين في الولايات المتحدة وأوروبا بحاجة إلى أميركا، خصوصا الآن، حيث لدينا الكثير من المسائل المعلقة. ولا بأس بأن تراقب الولايات المتحدة النظام العالمي. صحيح أننا نملك علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، لكننا سنتطور داخل أوروبا، وهذا هو الأهم.

وصحيح أن بولندا ساندت الولايات المتحدة في نزاع العراق ولذلك قيل إننا من أتباع الأميركيين، لكن المسألة ليست كذلك، إذ من الممكن أننا شعرنا بالتهديدات على نحو أكبر ولقد كان هناك بالفعل تهديد حقيقي بعيد 11 سبتمبر.

حيث وجد العالم نفسه وسط حركات و ثورات كان لا بد من قطع دابرها بشكل حاسم. لذلك دعمنا الولايات المتحدة، مدركين أن الأمم المتحدة غير قادرة على فعل شيء. على الرغم من هذا الدعم، إلا أن الولايات المتحدة لم تعاملنا جيدا في كل شيء وذلك حتى لا نقول إنها خسرت أكثر مما كسبت. خسروا الكثير من الأصدقاء في بولندا.

ـ كيف تقوّم دخول بولندا إلى الاتحاد الأوروبي؟

ـ حتى لحظة دخول بولندا إلى الاتحاد الأوروبي، عاشت البلاد انهيارا هائلا. ولقد توقف هذا الانهيار إثر عملية الدخول ومن ثم بدأنا عملية النهوض. وبفضل الاتحاد الأوروبي، لم نعد نسير باتجاه السقوط.

ـ يتم الحديث في الآونة الأخيرة عن وجود سجون سرية، ترعاها وكالة المخابرات المركزية الأميركية(سي آي إيه)، في بعض بلدان شرق أوروبا، من بينها بولندا، ما هو فهمك بهذا الخصوص؟

ـ لقد رأيت الكثير من السجون وأنا كنت نزيل عدد منها عندما كنت أخوض نضالا ضد الشيوعية.عندما سمعت كلاما عن هذا، ذهب تفكيري باتجاه إذا ما كان ذلك أمرا ممكنا.

اعتقد بنسبة 9 ,99% أنه غير صحيح. وأنا لا أظن على الإطلاق بأن يصل الأمر مع السي آي إيه إلى هذا الحد. أما إذا ما فعلوا ذلك فعلا،فسيكون خارج جميع الهيكليات وبدون معرفة المواطنين. لكن هل كان بإمكانهم أن يتستروا على ذلك والقيام بأمر سري إلى هذه الدرجة؟ لا أظن ذلك قطعا، رغم أني لن أضع يدي في النار.

بولندا بلد مسيطر عليه وديمقراطي وفيه الكثير من وسائل الإعلام والصحافيين المتخصصين في ميدان التحقيقات... باختصار، لو حصل شيء من هذا القبيل لكانوا التقطوه على الفور.