الجزائر - رابح هوادف:
عادت الشكوك لتثير حالة إرباك في الشارع الجزائري، بعد تأكد غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن القمة الإفريقية في الخرطوم، وتكليفه رئيس الحكومة أحمد أويحيى لتمثيله برفقة مع وزير الخارجية محمد بجاوي والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل.
ولم يكن غياب الرئيس ليبثّ كل هذا القلق لدى الرأي العام، لولا أنّ الرجل يشتهر بأنه رحالة سياسي، وينفرد بمواظبته على تفعيل مختلف المحافل والمناسبات الإقليمية والدولية. وتبعا لذلك، جرى ربط احتجابه، بحقيقة الوضع الصحي ldquo;الغامضrdquo; له، ففي وقت أكد فيه الرئيس الجزائري عند عودته من رحلة العلاج في فرنسا في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، أنّه يتمتع بكامل لياقته البدنية، وشدّد على قدرته على مزاولة كل مهامه الرئاسية العليا ومواصلة تنفيذ برنامجه بشكل عادي، جاء إلغاؤه في الخامس من الشهر الحالي، الذهاب إلى مكة المكرّمة لأداء فريضة الحجّ في آخر لحظة، بعد إعلان الرئاسة الجزائرية في وقت أول عن اعتزام بوتفليقة، أداء المناسك ثمّ تفضيله عدم حضور المنتدى الرابع لرؤساء دول وحكومات البلدان المشاركة في الآلية الإفريقية للتقييم من النظراء، والدورة الرابعة عشرة للجنة رؤساء الدول والحكومات من أجل تنفيذ مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا ldquo;نيبادrdquo;، وجاءت هذه السلسلة لتسيل الحبر مجددا وتطرح استفهامات عديدة عما إذا كان بوتفليقة لا يزال متأثرا بمرضه الذي استهلك خمسة وثلاثين يوما كاملة في أحد مشافي باريس.
وفيما تفادى بيان وكالة الأنباء الجزائرية التعرض لأسباب غياب بوتفليقة عن موعد إفريقي مهم، ظل يدافع من خلال منبره عن مصالح القارة السمراء ويرافع من أجل السلم والتنمية والعدالة فيها، استبعدت أوساط إعلامية حكومية، ربط تغيب الرئيس الجزائري عن أشغال القمة بحالته الصحية، طالما أنّه قضى فترة نقاهة صارمة، وتعافى كلياً بحسبها من مرضه، بدليل ترؤسه قبل أسبوع اجتماعا لمجلس الوزراء، ولهجته الشديدة تجاه أعضاء طاقم حكومته بهدف دعم برنامجه التكميلي لدعم النمو.
وذهب محللون إلى تفسير تفويض بوتفليقة لرئيس حكومته أحمد أويحي لينوب عنه في أشغال القمة الإفريقية على أنّه تعبير عن امتعاض الرئيس الجزائري من التعاطي الباهت لبعض القادة الأفارقة مع مسألة إصلاح الأمم المتحدة، وخصوصاً ما يتعلق بمسألة توسيع مجلس الأمن الدولي، وتنصل الحكومات الإفريقية غير المفهوم من الاتفاق المبدئي الذي أيدته الجزائر عشية الاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء الأمم المتحدة أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، والقاضي بأن يسعى الأفارقة من أجل الحصول على مقعدين دائمين مشفوعين بحق النقض (الفيتو)، إضافة إلى خمسة مقاعد غير دائمة بدل ثلاثة تشغلها إفريقيا حاليا.
التعليقات