laquo;سي إن إنraquo; تعود إلى إيران.. ولا نية لها لتغيير مترجميها بعد أزمة الأسبوع الماضي
دبي ـريم حنيني
انتهت الأزمة التي شبت بين شبكة laquo;سي إن إنraquo; الإخبارية وطهران بإعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الثلاثاء الماضي رفع الحظر الذي فرض على الشبكة الاخبارية بعد أن اعتذرت عن ارتكابها ما وصفته بأنه laquo;خطأ في الترجمةraquo;. وكانت شبكة الـlaquo;سي.ان.انraquo; التلفزيونية الاميركية اعتذرت في بيان صادر عما قالت انه laquo;خطأ في الترجمةraquo; معربة عن laquo;اسفهاraquo; لاتخاذ laquo;مثل هذه التدابيرlaquo; بحقها، وأوضح البيان انه laquo;بسبب خطأ في الترجمة اخطأت سي.ان.ان في نقل تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال خطابه يوم السبت 14 يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما نقلنا عنه ان لايران الحق في صنع سلاح نوويraquo;. وتابع laquo;في الواقع قال الرئيس احمدي نجاد ان لايران الحق في الطاقة النوويةraquo;، كما قال ان laquo;بلادا لها حضارة ليست في حاجة لاسلحة نوويةraquo; وان laquo;بلاده ليست في حاجة لهذه الاسلحةraquo;. واضاف البيان laquo;ان سي.ان.ان اعتذرت على كل قنواتها التي تحدثت عن الخطأ في الترجمة، واعربت ايضا عن اسفها للحكومة الايرانية والسفير الايراني في الامم المتحدةraquo;. وكان مسؤول في وزارة الثقافة الايرانية أوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أمس انه تم حظر laquo;سي.ان.انraquo; بالفعل، وقد سمح لها بمعاودة العمل بعد ان قدمت اعتذارها. يذكر ان كبيرة مراسلي laquo;سي إن إنraquo; الدوليين، كريستيان آمانبور، كانت حاضرة في طهران لتغطية المؤتمر الصحافي للرئيس الإيراني. وفيما وصف البعض هذا الخطأ بأنه فعل متعمد لتشويه موقف ايران، وأن آمانبور هي عميلة للمخابرات الأميركية والاسرائيلية، فإن laquo;السي إن إنraquo; فضلت عدم التعليق على هذا الموضوع مضيفة انه سيتم الاكتفاء بما سبق اصداره من بيانات صحافية. يذكر أن السي إن إن تستعين بشركةLesley Howard Languages laquo;ليسلزي هاورد لانغويجيزraquo; للترجمة، وكانت الشبكة ذكرت ان شركة الترجمة اعتذرت وانها تأخذ القضية على محمل الجد وانها لن تستعين بنفس المترجم مجددا كما افادت متحدثة باسم شركة الترجمة، أضافت بأن laquo;لا سبب للاعتقاد بأن المترجم ارتكب الخطأ عمداraquo;. هذا فيما علمت laquo;الشرق الأوسطraquo; انه لا نية للسي إن إن في التخلي عن تعاقدها مع laquo;ليسلزي هاورد لانغويجيزraquo;.
على خط آخر، فإن هذه القضية تسلط الضوء على حجم المسؤولية الملقاة على مترجمي ومدبلجي القنوات الإخبارية، خصوصا إذا كانوا مترجمين فوريين يستعان بهم خلال تغطية المؤتمرات الصحافية او الحوارات المباشرة. من جهتها تقول إيناس زيادة، وهي مترجمة فورية في قناة laquo;العربيةraquo; الإخبارية عملت في هذا المجال منذ 12 عاما في محطات مختلفة، أن هذا العمل يتطلب أن يكون الإنسان مُطلع سياسيا على كل ما يستجد من أوضاع على الساحتين العربية والدولية، لانه لو لم يكن كذلك فإنه سيقع في مشاكل حقيقية بالفعل قد تكون سببا في خلافات تنشب بين دول لو قام بترجمة كلمة واحدة خطأ لأحد المسؤولين. وتضيف زيادة أنه يجب كذلك توفر مهارتي السمع والكلام في نفس الوقت، فمعنى أصح كثير من المترجمين الفوريين لبيان سياسي مثلا ينتظرون حتى تنتهي الشخصية من خطابها وهذا خطأ كبير يقع فيه المترجم لأن الشخصية المتحدثة لو كانت سريعة في الكلام فإن كثيرا من العبارات الهامة ستضيع ولن يستطيع المترجم اللحاق بها ومن هنا تكمن مشكلة النقل السيئ لمعنى الكلام. وعلى الجانب التقني هناك مسألة مستوى الصوت فلو لم يستمع المترجم الجالس في غرفة الصوت إلى الشخصية المتحدثة بشكل واضح فإن ذلك قد يؤدي إلى سماعه لبعض الكلمات خطأ.
هناك أيضا بعض المتاعب في اللهجات فمثلا عندما يتحدث مسؤول ياباني باللغة الإنجليزية فقد لا يتمكن بعض المترجمين من فهم لكنته اليابانية خلال حديثه بالإنجليزية وأنا على سبيل المثال كنت كمترجمة خلال عملي في التلفزيون الأردني سابقا أتفهم حديث المسؤولين الرسميين من الهند باللغة الإنجليزية بسبب إقامتي فترة طويلة في الخليج العربي.
وهناك أيضا بعض السياسيين المحنكين في اللغة الذين يجب ان يجاريهم المترجم كلمة بكلمة في انتباه شديد. ويقابل المترجم أحيانا شخصية تبتكر بعض المصطلحات السياسية يجب عليه فهمها وشرحها للمشاهد بدقه. كذلك العمل تحت الضغط المتواصل وبكفاءة عالية مثلا، فمطلوب مني مثلا أن أكون في المحطة من الساعة الرابعة صباحا كي أترجم بيانا صحافيا للرئيس الأميركي جورج بوش وهي مسألة يجب على المترجم أن يتفهمها جيدا. ويوضح فارس خوري رئيس قسم الأخبار في قناة mbc أن على المترجم إتقان اللغة التي يترجمها إضافة إلى اللغة التي يترجم من خلالها. وlaquo;يجب أن يكون سريعا لأن الترجمة الفورية غالبا ما تكون لحديث غير مكتوب فعلى المترجم فهم كل ما يقول المسؤول وتحويله إلى اللغه الأخرى مع الاحتفاظ بدقه التعبيرraquo;.
وأكد فارس خوري على أن المترجم لو لم يملك مهارة الاستماع ونقل النص بدقة فإنه لا يصلح لعمل المترجم الإخباري الفوري.
laquo;الإتقان لا يقتصر على الكلمات الحرفية للغتين فقط بل طبيعة المجتمعات، كل شخصية عامة عندما تدلي بحديث فإن حديثها يتضمن إشارات اجتماعية خاصة من محيطه الاجتماعي ومن الصحافة اليومية في البلد المعني، إضافة إلى مصطلحات لا تكون مفهومة إلا لأبناء البلد المعني، كما أنه عادة ما يضيف المتحدث تعابير ومقتضبات لفظية من وحي حياتهم اليومية على المترجم الفوري أن يلم بهاraquo;.
التعليقات