الخميس:26. 01. 2006

الديموقراطية الكويتية التي لم تستورد من الغرب.. تعجب الخليجيين: نغبطكم.. ولا نحسدكم

قال محللون خليجيون امس الاربعاء بعد اعفاء مجلس الامة الكويتي لسمو الأمير السابق الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح من مهامه بسبب اعتلال صحته، يظهر ان الديموقراطية يمكن ان تنبع من الداخل وان laquo;الانقلاب الدستوريraquo; في الكويت قد يكون مفيدا للحراك الديموقراطي في دول الخليج.
واضافوا ان هذه الازمة اتاحت كسر احدى المحرمات في دول الخليج العربية من خلال الخوض علنا في الحالة الصحية للأمراء والملوك.
وكتبت صحيفة laquo;الرايةraquo; القطرية امس في افتتاحيتها laquo;قد انتهت ازمة الخلافة التي واجهتها الكويت بشكل ديموقراطي تحسد الكويت عليهraquo;.
من جانبها، قالت صحيفة laquo;الخليجraquo; الاماراتية ان laquo;عرب الخليج (....) يباركون لاشقائهم (الكويتيين) هذا النصر لقوة الدستور ولمجلس الامة الكويتي هذه الممارسة الشجاعة والمسؤولة التي حسمت الازمة وحالت دون استطالتهاraquo;.
واضافت الصحيفة في افتتاحيتها laquo;تجربة الكويت الديموقراطية (....) لم تستورد ملفوفة في علب من وراء البحار ولم تسقط مع باراشوت (مظلة)raquo;.
من جانبه قال عبدالله الحامد وهو اصلاحي سعودي كان امضى 17 شهرا في السجن قبل صدور عفو ملكي عنه في اغسطس الماضي ان الكويت laquo;جنت ثمرة انفتاحها على مفهوم المجتمع المدنيraquo;.
واضاف ان ما حصل في الكويت laquo;يؤكد للاسر المالكة في المنطقة ان الدستور هو صمام امان للملكية لانه يساعدهم على تجنب الصراعات والضعف والفساد وعلى ان يقدم الاصلح من افرادها انفسهم للحكمraquo;.
وأكد الحامد انه يعتقد ان ما حدث في الكويت يجب الا يثير مخاوف حكومات الخليج من النتائج المحتملة لادخال اصلاحات ديموقراطية.
وقال في هذا الصدد laquo;في تصوري أن لا احد في دول الخليج يظن ان هناك صيغة افضل من الحكم الملكي في المستقبل المنظور ولكن الذين يطالبون بالدستور يطمحون بحكومات ملكية قوية ومصدر قوتها هو الدستور وآلياتهraquo;.
وكان بعض المحافظين والاسلاميين في دول الخليج عبروا عن استيائهم من ضغوط امريكية لادخال اصلاحات ديموقراطية معربين عن مخاوف من كون واشنطن تسعى الى فرض نموذج غربي للديموقراطية على العالم الاسلامي.
غير ان الكاتب الصحافي الاصلاحي الاماراتي محمد حمادي قال ان ما حدث في الكويت يدل على انه يمكن لكل دولة ان تطبق الديموقراطية على طريقتها الخاصة.
وقال laquo;ليس صحيحا انه يمكن نسخ الديموقراطية () هناك معطيات لكل دولة تعطيها خصوصيةraquo;.
وأضاف laquo;لو دخلنا في تجربة ديموقراطية في الامارات ربما تكون مختلفة عن الكويت او عمانraquo;.
وتابع laquo;عندما يكون هناك حديث عن اجراء انتخابات في الامارات، البعض يقول لا نريد ان نكون مثل الكويت حيث ينظر الى برلمانها بانه قاس مع الحكومةraquo;.
وكانت الكويت أول دولة عربية خليجية تقيم برلمانا منتخبا في سنة 1963 في حين اعادت البحرين برلمانها المنتخب في 2002 بينما يوجد في سلطنة عمان مجلس شورى منتخب.