مســـامرات
خالد البسام
في أحد الأيام توقفت سيارة الراقصة المصرية الشهيرة ''فيفي عبده'' الفخمة من نوع ''المر سيدس'' عند إشارة المرور وسط القاهرة. وبعد لحظات اكتشفت الراقصة أن الأديب العالمي المعروف '' نجيب محفوظ'' يجلس في سيارة صغيرة متهالكة و '' كحيانة'' بقرب سيارتها الفارهة.
لم تستطع الراقصة مقاومة تلك المفارقة العجيبة، ففتحت نافذة السيارة وقالت للأديب الكبير بعد سلام قصير وتعريف بنفسها: شوف يا استاذ الأدب جاب لك إيه.. وشوف قلة الأدب جابت لي إيه ''!
المؤكد وقتها أن الاثنين لم يستطيعا مقاومة ضحكاتهما التي جلجلت أمام السيارات الأخرى. لكن قضية الأخلاق وقلة الأدب صارت تستحق الآن أكثر من هذه النكتة فقط.
فقد قرأت قبل يومين تقريرا '' افطستني '' من الضحك كان عنوانه يقول '' المطربون يعلمون الناس الأدب ''؟
قلت أدبا وأخلاق ؟ من الواضح اليوم أن الدنيا مقلوبة وأكثر من مقلوبة.
المهم أن التقرير يقول: ان أحدث صيحة أو موضة في عالم الطرب الحالي هي تعليم الناس الأخلاق. فهناك أغنية للمطرب عصام كاريكا أصبحت شهيرة جدا وعلى فكرة فأنا لم أسمعها حتى الآن ويبدو اننى لا أنوي ان أقوم بذلك حفاظا ربما على ما تبقي عندي من أخلاق وعنوان الأغنية الجديدة هو '' البنت دي مؤدبة '' وتقول مطلعها:'' البنت دي مؤدبة جدا جدا، ثم يردد الكورس '' مؤدبة أبا عن جدا جدا laquo;. والأغنية كلها تتحدث عن انخداع المطرب بفتاة تدعي الشرف لكنها تظهر في النهاية أنها منحلة أخلاقيا ! يا سلام !
أما الأغنية الثانية المشهورة هذه الأيام وتعلم الناس أيضا بعض الأخلاق فهي لمطرب آخر يدعى ''حسام الدين'' وعنوانها '' هعلمك الأدب'' ويبدو أنها أغنية شعبية، وتدور حول المطرب الذي يهدد الفتاة التي يحبها بقوله انه إذا فشل أهلها في تربيتها فإنه سيقوم بمهمة تعليمها الأدب ! يا ولد!
وأظن أن القراء أيضا يتذكرون أغنية شهيرة لمطرب اسمه '' بهاء سلطان'' كان الكثير من الأخلاق والتربية عندما كان يخاطب حبيبته قائلا:'' قوم أقف وأنت بتكلمني ''!
مستحيل أن يعلمنا المطربون والمطربات الأخلاق وهم ينشرون هذا الكم الهائل من السفاهة والمسخرة والكلام الفارغ والتفاهة والتخلف بين الناس، ويريدون في النهاية أن نتعلم الأدب على صوت رقصاتهم و''شخلعلاتهم ''!
كفوا عن هذه البلاهة بسرعة !
التعليقات