شلش العراقي

في المدينة الكئيبة، في المدينة التي لم يخصها الله بشيء من البهجة والفرح، في عمان، عندما تجد الشوارع نظيفة والناس تمضي الى حال سبيلها بدون قلق، عندما ترى المحجبة وشبه العارية تتمشيان، عندما تجد الشوارع بلا كونكريت اودبابات، تتذكرالمسكينةبغداد التي نسي اهلها علاقتهم بالحياة وتحولوا الى مخلوقات بربرية متوحشة، مرة تبكي ومرة تندب حظك العاثر، ماذا جرى لاهلنا ابناء اهم عاصمة في المنطقة، ابناء الدلال والطيبة والرفعة والمدنية والحضارة والتقدم، اهلنا ابناء اول برلمان في المنطقة ومنهم خرجت اول وزيرة ومنهم تجدد الشعر والرسم والمسرح ومنهم خرج اول تلفزيون في المنطقة، ماذا جرى بالضبط؟ هكذا استيقظنا بعد سنوات صدام لنجد انفسنا وحوشا بكل معنى الكلمة، ماذا جرى؟ ما هو السحر الذي استخدمه صدام ليحولنا من أرقى الناس الى جرابيع .

تعبت من المشي في مدينة الصعود والنزول، اكلت في مطعم عراقي وشربت شاي عراقي وتحدثت الى عراقيين، وها أنا في مقهى يكاد يكون عراقيا، فتحت الجريدة بحثا عن اخبارك ياعراق الجنون

* مقتدى الصدر:أبناء جيش المهدي جاهزون للدفاع عن برنامج ايران النووي

هل يحتاج هذا الخبر الى تعليق؟ أم يحتاج الى ان أشك هدومي واطلع الطم بالشوارع ، ابناء جيش المهدي نعاج هذا المعتوه يتبرع بهم دفاعا عن المعتوه الآخر نجاد، ما هذا ياربي؟ ماذا دهانا؟هكذا فجاة يمتلكنا الجنون ويتحكم بمصائرنا المخابيل و المعتوهون.

اطباؤنا وعلماؤنا وخبراؤنا ومهندسونا ومفكرونا يتسكعون محنيو الظهور في شوارع عمان، بينما مخابيلنا يتسيدون المشهد بانتظار ان يظهر المهدي، بدل ان يرسل هذا المنغولي أبناء الثورة والشعلة المساكين الى دورات في الكومبيوتر والعلوم الحديثة يقدمهم على مذبح القنبلة النووية الايرانية،

ايران التي شاركت صدام في نحر آبائنا واخواننا يقدم لها سماحة القائد اولادنا اضاحي للولي الفقيه. ومفاعل بوشهر..

quot;يالله هي مو صوجك مقتدى، صوج الخبّلك علينا وكام يهتفلك ويركصلك. وانت لابيها ولاعليها، حيل وياكم ولد الخايبة من موت الى موت ومن مذبحة الى مذبحة، اما الحياة فقد كتبت لغيركم، اهتفوا بحياة السيد وامضوا الى مصائركم التعيسة ياابناء الملحة الكرام، فسماحة السيد القائد باعكم هذه المرة الى الجيران واعتقد ان (الراس) بالف دولار أو اقل بقليل . نسيتوامِن ورطكم السيد بمعارك النجف والثورة وكلكم راح يطلع المهدي وبعدين شارك بالحكومة وعافكم مثل الجلاب محد بحالكم . نسيتوا...

خرجت من المقهى هائما على وجهي، وخمسة وعشرين دقيقة وانتهى وسط البلد، هذا هو اذن وسط البلد وكل مافي البلد، ولو كنت اعلم ان هذه هي البلد، لما سمحت لضابط الجوازات ان يوجه لي كل هذه الاهانات ويرمي عليّ الجواز كأني خادم اجداده الحفاة. هل هذه بلد تستحق ان يتكبر ضباط جوازاتها على الآخرين، لو جانت الاردن فرنسا جان شسوى بيابن الطراك يمكن جان تفل بوجهي، اه ايها القدر التافه يامنجعلتنا عبيدا ومشردين على مائدة اللئام...

الدنيا باردة والمساء كئيب والألم يغطي المدينة بعباءة الضجر، ورحمن كلي راح اجيك لمقهى الانترنت وتأخر عليّ، اكوم ارجع للشقة اتغطى وانام وباجر الله كريم .

[email protected]