أسئلة عن أموال العراق والقمع والعلاقة السابقة مع أميركا بقيت من دون أجوبة


بغداد -سولومون مور



أخذ صدام حسين معه إلى القبر معظم الأسرار المتعلقة بسنوات حكمه الثلاثين للعراق. وحتى أولئك الذين لم يحزنوا على إعدام صدام، فإن الكثير منهم يشعرون بالحزن على تضييع الفرصة لمعرفة الكثير عن الجرائم التي اقترفها نظامه.
والمحققون ما زالوا ينقبون العالم بحثا عن حسابات صدام المصرفية قبل سقوطه عام 2003. كذلك تستمر منظمات حقوق الانسان بالبحث عن مقابر جماعية أخرى للآلاف من ضحايا حكمه. وما زال المؤرخون يحاولون فهم السبب الذي دفع صدام الى تعريض العراق إلى خراب اقتصادي حينما غزا إيران عام 1980، وما ترتب عليه من إدانة دولية بعد غزوه للكويت عام 1990، مما جعله يصطدم بالولايات المتحدة التي قادته في الأخير إلى المشنقة. ويستمر الكثير من العراقيين حاملين أسئلة أكثر مأساوية حول مصير عشرات الآلاف من أحبابهم الذين أخذتهم قوى الأمن التابعة لصدام.

فالقاضي راضي حمزة الراضي رئيس لجنة النزاهة العامة، يريد أن يعرف ما حدث لكل الأموال. فبعد فترة قصيرة على الغزو الأميركي اكتشفت وحدات أميركية بيوتا صغيرة مقفلة تحتوي على أكداس ضخمة من الأوراق المالية ذات المائة دولار. وفي لبنان تم العثور على نصف مليار دولار حسبما قال مسؤولون أميركيون يخشون أن تكون النقود قد أرسلت إلى هناك لتمويل عمليات أخرى خاصة بالمتمردين. لكن مليارات الدولارات التي ضاعت من النظام السابق لم يتم العثور منها إلا على جزء صغير، حسبما يقول راضي الراضي. وأضاف laquo;كان معتادا على وضع اتفاقيات مع شركات أجنبية من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء الخاص بالأمم المتحدة لبيع كميات من النفط بأسعار أعلى والحصول على نسبة مئوية من أرباح النفطraquo;. وقال الراضي laquo;أنا سأسأله: أي خطيئة ارتكبتُ جعلت رجالك يكسرون جمجمتي في سجن دائرة استخبارات البعض؟ كذلك سأسأله عن اثنين من أولاد العم تم أخذهم من الجامعة ولم يُسمع لهم خبر. أنا لا أعرف أين دفنت جثتيهماraquo;.

أما محمود عثمان المشرع الكردي فكان يأمل بالاستفسار من صدام حول حملة الأنفال، العملية العسكرية البربرية التي أدت إلى مقتل عشرات الألوف من الأكراد بواسطة رصاص البنادق والغازات السامة. وقال عثمان إنه كان من اللازم أن يحضر صدام شاهدا حول دوره في الهجمات التي جرى شنها بالغاز السام على بلدة حلبجة، وما قام به من فرض إجراءات صارمة وحشية على المدن الجنوبية بعد انتفاضة الشيعة وتدميره للأهوار التي كانت مسكنا لعدد من القبائل المقيمة هناك وأوامره المزعومة باغتيال معارضين سياسيين له.

وهناك سؤال آخر بلا جواب، هو لماذا ضلل صدام العالم وجعله يعتقد انه يمتلك اسلحة دمار شامل قبل ان تبدأ الحرب عام 2003. وقدم مفتش الأسلحة التابع للأمم المتحدة السابق تقريرا الى الكونغرس اشار فيه الى ان جنرالات صدام ما كانوا يعرفون انه تخلى عن برنامج الأسلحة النووية الى ان بدأ الجيش الأميركي يتجمع عند حدود العراق. وقال جوست هلترمان، مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، انه أراد أن يعرف مدى تواطؤ الحكومات والشركات الغربية مع نظام صدام. وفي الفترة الأخيرة كشفت الوثائق السرية، أنه على الرغم من انتقاد مسؤولين أميركيين استخدام العراق للأسلحة الكيماوية ضد ايران، فان ادارة ريغان أرسلت عددا من الوفود رفيعة المستوى الى بغداد لطمأنة صدام على استمرار الدعم الأميركي في الحرب. وتظهر وثائق أخرى أن صدام التقى مع مسؤولين اميركيين مباشرة قبل ان يغزو الكويت عام 1990، مما أدى بالبعض الى التكهن بأن دبلوماسيين أميركيين دفعوه الى الاعتقاد بأن غزوه للدولة الجارة سيواجه التسامح من جانب إدارة جورج بوش الأب. ولكن هلترمان قال إن عددا قليلا من الناس يعرفون ما الذي قيل حقا في تلك الاجتماعات laquo;وكان صدام واحدا منهمraquo;.

وقالت صفية السهيل، عضو البرلمان العراقي التي اغتيل والدها على يد رجال النظام العراقي في بيروت laquo;كنت على الدوام أود ان اعرف هل أن صدام، خلال فترة الشهر التي قضاها في السجن، شعر ذات مرة بأنه مذنب بما اقترفه؟raquo;.

لوس انجليس تايمز