عابد خزندار


وهي لم تصمت عن طواعية، ولكن لأنها لم تجد حتى وقت قريب مجالاً لتنشر فيه رأيها وتعبر فيه عن قضاياها وهمومها، ويقال ان بوسع كل واحد أن يبعث برأيه حول أي قضية الى احدى الصحف لينشر في بريد القراء، ولكن النشر خاضع لقرار رئيس التحرير، وقد وجد العديد من آلاف القراء بل من ملايينهم أن آراءهم لا تنشر ولهذا يئسوا من ارسال آرائهم وركنوا الى الصمت، ولكن في العام الماضي بالذات أصبح بوسع أي انسان أن يفتح له موقعاً في الانترنت يسمى Blog اما مباشرة او عن طريق منتديات في الانترنت مثل Utube or My space وهذا الموقع الشخصي ليس عليه أي رقابة وهو لا يستخدم فحسب للتعبير عن رأي صاحب الموقع ولكن للسجال والحوار بينه وبين مشاهدي الانترنت ونظراً لانتشار هذه الطريقة في التعبير واستخدام الملايين لها دفع مجلة تايم الأمريكية الى ان تختار ال you Tube رجل العام لعام 2006، وذلك لأنها اصبحت ما يسمى بال World On Line أي صورة مصغرة للعالم ولكل ما يحدث فيه، هذا عدا أنها أصبحت في نفس الوقت وسيلة لترويج فكرة او الدعاية لمرشح في الانتخابات حتى قيل إنها المسؤولة عن فوز الديموقراطيين في الانتخابات، ولو سمح لصدام حسين أن يستخدم الانترنت لكان بوسعه أن يدافع عن نفسه بدون قاض يفرض عليه الصمت بين وقت وآخر ولكان بوسع الناس الذين يشاهدون موقعه أن يتحاوروا معه ويحكموا عليه، وهو حكم يمثل رأي الأغلبية المحايدة التي لا تتأثر بالسياسة والضغوط الخارجية، انه بكلمة أخرى حكم التاريخ عليه، ولكن إذا لم تكن هناك رقابة قبل النشر فإن هناك في عالمنا العربي رقابة بعد النشر، وهذا ما حدث في مصر إذ سجن شاب في مصر لمدة شهر بحجة انه هاجم رئيس الجمهورية مع أن الشخص الذي من حقه أن ينتخب الرئيس من حقه أيضاً أن يسحب الثقة منه، على أن الأغلبية لم تصمت وهبت كل المواقع في الانترنت للدفاع عنه ولتأكيد حقه في حرية التعبير، وبالطبع فإن بإمكان أي شخص أن يستخدم اسماً مستعاراً، وفي هذا كل الضرر على الحاكم الذي لا يستطيع أن يعرف حقيقة الذين يوجهون اليه النقد، وبالتالي يساعدونه على تصحيح مسار سياسته، ثم أليس أحد الخلفاء الراشدين هو القائل عن النصيحة quot;لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعهاquot;.