4 يناير 2007

د.سعود هلال الحربي


الكتابة عن اللحظات التاريخية الحاسمة مسؤولية كبيرة، لأنها قد تصبح جزءا من التأريخ دون علم صاحبها، وبذلك يتحتم على الكاتب الحذر والروية حتى لا ينساق خلف العواطف وردود الأفعال، ليكتشف أنه يسير دون وعي منه ويقاد إلى اتجاهات لم يفكر بها، ولاشك أن إعدام صدام حدث تاريخي مهم ليس للمتضررين فقط ولكن لكل من لديه صلة بالسياسة والتاريخ على حد سواء.
بداية لا نستغرب إعدامه ولا نشعر بالأسف عليه، لأن هذا قصاص عادل بحقه، بغض النظر عن المنفذ والتوقيت والحجج التي يسوقها البعض، فالموت واحد والعراق يعيش حالة فوضى قبل وأثناء وبعد إعدامه، والعراقيون هم أصحاب الشأن والمعنيون، ثم تأتي الدول والشعوب المتضررة ومنها بالطبع الشعب الكويتي، أما الشعوب الأخرى التي تهتف بعيدا وتبكيه فليس من حقها فرض وجهات نظرها ورؤاها على ضحاياه.
الأمر المستغرب أن البعض يغيب عن ذهنه مسألة السياسة وما تؤول إليه أحوالها، فمن يعمل من خلال أحزاب دموية وتصفيات وقتل جماعي وفردي وتمثيل وتنكيل، من الطبيعي أن نتوقع نهايات مشابهة لنهاية صدام، والتاريخ السياسي والشعبي العراقي يشهد بالنزف الدموي منذ القدم، وهنا تحقق مقولة لا جديد بإعدام صدام.
ما يهمنا قطعا شعبنا الكويتي ومشاعره وأفكاره، فلا نتأثر بالمظاهرات والصراخ وغيرهما، لأننا دأبنا على ذلك، فمن رقص على جراح الكويت وشعبها لا نستغرب أن يبكي صدام اليوم، والنكران والجحود صفة متأصلة في نفوسهم، وهذا خارج عن إرادتنا، ولننظر إلى أن صفحة تاريخية طويت، كانت تعنينا والآن لا تهمنا، ولكل إنسان الحق في التعبير عن ذاته.
أما الإعلام الذي مازال يروج لصدام كلنا نتذكر كيف كان قبل سنوات يمجد ويدعو ويحرض ومع ذلك لم يستطع أن ينقذ صدام والشعب العراقي، بل قاده وشعبه للهلاك، فهم يحللون من أوروبا وقطر وبعض الدول، والشعب تحت نيران الاضطهاد والقهر، ومن ثم يطالبون الضحية أن تستكين لجلادها، فلندعهم وشأنهم ولدينا قضايا وطنية أهم منهم.