علي سعد الموسى


هل تستلزم الهتافات الطائفية البغيضة التي سمعناها لحظة سقوط صدام على حبل المشنقة والتي نحملها في جيوبنا على خدمة - البلوتوث -، أقول: هل تستلزم منا أن نعيد النظر في حيادنا من العبث الطائفي الصفوي؟ أعرف أنها جملة صارخة مستفزة حين تصدر من كاتب مثلي محسوب بالتصنيف على الخط الليبرالي ومع هذا سأدعو للسؤال المستفز: هل أعادت هذه الهتافات الطائفية نظرتنا عن مسطرة التصنيف، وهل يصح لنا بعد اليوم أن نبقى على ذات مواقفنا اللينة المتسامحة؟ لدي قائمة أخرى من الأسئلة بالغة الخطورة التي أخشى أن أضعها متتالية في مقال وقد أعمد - تقية - إلى تسريبها في القادم بالتهريب. اليوم، سأقدم تحية خالصة لرسالة بلوتوث وسأقول لها: شكراً لقد زالت الغشاوة.

أعترف أنني بالغت في الاحتفاء بديموقراطية العراق الجديد وأعترف أنني صدقت أنها أحكام صندوق الاقتراع التي جاءت برئيس جمهورية كردي ورئيس حكومة شيعي ورئيس برلمان من ذات الطائفة. حتى في المشهد البانورامي للمقاعد التي اصطفت للتلذذ على العشاء الأخير في ليلة الأضحية كانت رقماً مدهشاً: خمسة عشر طائفيا ليس بينهم سني أو كردي إلا الشخص الذي أحضروه كي يلقنه الشهادة. تأملوا رسالة - البلوتوث - جيداً وأعيدوا سماعها لتعرفوا أن كلمة - محمد - كانت آخر كلمات الهالك، فيما الطائفية تردد أسماء من قالت عنهم صحيفة الـquot;نيويورك تايمزquot; أن مصادرها تثبت أن أحدهم هو الملثم الذي كان خلف ظهر الرئيس المشنوق.

كل هذا ومازلنا نسمع من يقول إن الجوال والمقاعد وتراتبية الحضور والهتافات مرت من هنا بمحض الصدفة. وبالمناسبة، وبشيء لا علاقة له بما سبق، تذكر الأمم المتحدة في تقريرها الصادر بالأمس أن العراقيين اليوم أكثر جنسيات العالم في العام الأخير طلبا للجوء السياسي. هنا يبرز السؤال: أي طائفة تتوقع منها في مثل هذه الظروف أن تجبر على التهجير إلا الطائفة نفسها التي يستهدفها المد الشرقي البغيض ليقسمها على ثلاثة: ثلث للإبادة وثلث للتهجير وثلث يبقى خانعاً خاضعاً للخدمة. هنا تظهر الصورة واضحة استعجلوا على الأضحية لأسباب: أبسطها كي يحتفلوا بالانتصار الذي تأخر لألف عام وأوسطها كي يصمت لأن دخوله قاعة المحكمة في القضايا القادمة قد يفضح المستور. ثالثها لأنهم انتهوا من - قضيتهم - حتى لو لم تكن أهمها وآخرها لأنه يستحق. قبل عام تحدث سياسي عربي بارز عن بروز - هلال - فيما الحقيقة أنه - بدر - واضح كالبدر.