عبدالله أبو السمح


في غمرة فرحتنا واعتزازنا بنجاح موسم حج هذا العام 1427هـ وما وفرناه له من إمكانيات بشرية ومالية، يجب علينا أن لا نغفل لحظة واحدة عن أمرين لن يتم نجاح حج أي عام إلا بهما: أولهما.. دراسة ومعالجة مشكلة الحجاج غير النظاميين laquo;المتخلفينraquo;، وهم بأعداد فاقت أعداد الحجاج الوافدين أو النظاميين، فهؤلاء المتطفلين على الحج وغير النظاميين يزحمون المشاعر ويربكون التنظيم العام، ويفرضون أنفسهم حيث لا مكان لهم، ولم يستعد أحد لخدمتهم، وهم سبب الافتراش والفوضى في المشاعر والازدحام، لابد من استخدام كل وسائل الحزم في منع دخولهم المشاعر ولو أدى ذلك إلى تسوير منطقة المشاعر والحرم بكاملهما بسور عظيم، مع التشديد على عسكر المداخل بعدم التساهل والرحمة والسماح بالتفلت والدخول غير المرخص.

الأمر الثاني والأهم هو أن نجاح موسم الحج لا يتم إلا إذا قضينا على ظاهرة التخلف، والحرص على عودة جميع الحجاج إلى بلدانهم، نحن نعاني من تزايد أعداد متخلفي الحج والعمرة وخصوصاً العمرة وقد بلغت أعدادهم إلى أرقام خطرة جداً على الأمن الاجتماعي، فوجود مليونين من متخلفي الحج والعمرة كما تردد بعض المصادر أمر يجب عدم التراخي في معالجته، فقد أوجدوا أحياء عشوائية حول المدن الكبرى هي بؤر لكل المخالفات والجرائم، وهم خطر داهم يجب عدم إغفاله.

إن فرحنا بنجاح حج هذا العام لا ينسينا التفكير في النجاح بإعادة كل الحجاج إلى بلدانهم، وأن نقوم بحملة وطنية كبرى لإعادة المتخلفين.. الأمر كما يقر الجميع قد وصل حد الخطر.