الأثنين 8 يناير 2007


رسالة دمشق أيمن المهدي، الأهرام


يبدو أنrlm;2007rlm; سيكون عام كرات الخيط وهي عكس كرات الثلج عند تدافعها فكلما ازدادت سرعتها تعقدت خيوطها فلا هي كبرت كالثلج ولا هي نقصت كما يتوهم البعضrlm;!!..rlm; هذا بالضبط ما يصلح توصيفا لحالة الأحداث في منطقتنا العربية التي اصبحت مسرحا لجميع ممثلي العالمrlm;..rlm; الحر والخبيث والطيب؟rlm;!rlm;

وللأسف يرث هذا العامrlm;(2007)rlm; تركة ثقيلة من سلفهrlm;2006rlm; أهمها اشتعال أزمات العراق وخاصة بعد اعدام صدام الذي وصف بالطائفي وعقدة فلسطين وصراع لبنان وrlm;......rlm; وأخيرا بشرت إسرائيل علي لسان مسئوليها باضافة مصيبة جديدة بالمنطقة وهي الحرب ضد سورياrlm;,rlm; وكما يتوقعون فان موعدهم العام الموعود؟rlm;!rlm;

ولم يكن كلاما مرسلا فقد طالب الجيش الإسرائيلي بالفعلrlm;.rlm; برفع ميزانيته إليrlm;13rlm; مليار دولار استعدادا للتصعيد مع ايران وسوريا وفلسطينrlm;..rlm; والسؤال الآن هل حقا سيشهد العام الجديد حربا إسرائيلية ضد سوريا؟ وماذا عن الأزمات المشحونة بها المنطقة منذ الغزو الأمريكي للعراق وخاصة التصعيد الطائفي المتوقع هناك وكذلك الصراع المشتعل علي السلطة سواء في فلسطين أو لبنان؟

بعد حرب لبنان الأخيرة اصبحت هناك نظرية جديدة في إسرائيل وهي ضرورة اعادة تأهيل الجيش في مدة لا تتجاوزrlm;9rlm; أشهر مع استيعاب الدرس من حرب لبنان وبعدها سيكون للسياسيين الإسرائيليين القرار اما بحرب قريبة مع سوريا أو الدخول في عملية سلميةrlm;..rlm; وأي تأخير في عملية الحرب عند الإسرائيليين ستكون مكلفة بمعني أنه في حالة استمرار التوتر مع جيرانها سيؤدي إلي تكرار ما حدث مع لبنانrlm;,rlm; بالإضافة إلي امكانية تعلم هؤلاء الجيران كيفية الانتصار علي إسرائيل بالصواريخ وتقنيات أخريrlm;(!!).rlm;

نظرية أخري تؤكد أن إسرائيل لن تقبل العودة إلي حالة اللا سلم واللا حرب والسبب أن تجربتي حماس ولبنان غيرت المفاهيم عند العسكريين والسياسيين هناك فأصبح الانسحاب أحادي الجانب أمرا خاطئاrlm;,rlm; ومقولة أن العرب تموت قضاياهم بمرور الزمن ليست صحيحةrlm;,rlm; بالإضافة إلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت أشار في برنامجه السياسي إلي ضرورة الانتهاء من تحديد حدود إسرائيل بحلولrlm;2010.rlm;

المقصود هو تغيير النظام السياسي في سوريا واستبداله بنظام يمنع أي مقاومة أو مواجهة من منظمات غير حكوميةrlm;(rlm; مثل حزب اللهrlm;)..rlm; هذه هي الاسباب الحقيقية وراء الحرب إذا ما وقعتrlm;,rlm; أيضا ـ والكلام للدكتور سمير التقي مدير مركز الشرق للدراسات السياسية والاستراتيجية بدمشق ـ أن المعادلة الإسرائيلية ترتكز علي أن السوريين حتي الآن لم يتمثلوا تجربة حزب الله في الحرب وبالتالي كما يعتقدون فإن المواجهة كلما اقتربت كان ذلك أفضل ويضيفrlm;:rlm; الحرب اللبنانية مدرسة بحد ذاتها ويمكن نقلها للسوريينrlm;,rlm; ولكن الكفاءة تحتاج إلي وقت كما أن إسرائيل تستعجل الآن التعلم من تجربة حزب الله وهو ما يمثل تسابقا حميما بدأت بوادره بطلب المليارات الـrlm;13rlm; من الدولارات لتدعيم الجيشrlm;!rlm;

أما علي جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي هناك شك كبير الآن بقدرتهما علي ادارة حرب جديدة في المنطقة لسبب مهم وهو غياب قواعد ضبط الصراع مما يمكن أن يقلل نظريا من احتمالات الحرب ولكن في نفس الوقت تعيش الادارة الأمريكية خلافا شديدا واتجاهات تسعي لاجهاض ورقة بيكر هاميلتون وهي التي توصي بسياسة الحوار وهو ما يشكك في صياغة سياسة سلام في المنطقةrlm;!!rlm;

يقول الدكتور التقيrlm;:rlm; بلا شك أن المخاطر تزداد بفعل هذه الخلافات لكن إذا نجح بوش في افراغ تقرير بيكر من محتواه فإن الأمر سيتضح بحدود شهري مارس أو ابريل المقبلين أي أما هذه الحرب أو السلامrlm;!rlm; وحتي تنجلي الأمور سنسمع الكثير عن السلام خاصة من الأوربيين وجولة بلير الأخيرة بالمنطقة دليل علي ذلك وان كان يعني الجانب الفلسطينيrlm;..rlm; لكن من المؤكد أن المنطقة علي كف عفريتrlm;.rlm;

ولكن ماذا يحمل عامrlm;2007rlm; لمشاكل لبنانrlm;,rlm; والعراقrlm;..rlm;؟
المحللون السياسيون يؤكدون أن لبنان وصل إلي مرحلة دقيقة جدا لأن هناك قوي عربية تعمل في اتجاهات متضاربةrlm;..rlm; قوي لها مصلحة في حالة التوافق والتجميع بين اللبنانيين مثل سوريا ومصر بينما القوي الأخري تري أن حسم الوضع في لبنان ضرورة لكشف ظاهرة المقاومة وهذه القوي موالية للأمريكان وتري كذلك أن لبنان حلقة ضعيفة ويمكنها أن تحسم أمورها مع قوي اقليمية أخري داخل هذا البلدrlm;!!rlm;

المشكلة في لبنان ستدوم والفعل السياسي سيستمر لكن لن يكون دراميا والمرشح تأزيم الأزمة بدون هجمات حادةrlm;,rlm; والسبب كما يجيب الدكتور سمير التقي أن المعارضة اللبنانية تحاول أن تجعلها مزمنة لكن دون أعمال دراميةrlm;!rlm;

مصدر آخر رفض ذكر اسمه اكد أنه برغم الجهود العربية المكثفة وخاصة من مصر والسعودية مع الأطراف اللبنانية لحل الأزمة إلا أن هناك تصعيدا كبيرا سيحدث في لبنان خلال شهر يناير الجاري بهدف ارسال رسالة إلي الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل من أن المقاومة ستستمر طالما هناك احتلال للأراضي العربية وانتهاك لكل المواثيق وقرارات الشرعية الدولية والانحياز السافر للادارة الأمريكية وصلفها وغرورها في التعامل مع جميع قضايا المنطقة التي كانت وطنا عربيا خالصا حتي حلت دولة الصهيونيين علي المنطقة فاصبحت شرقا أوسطياrlm;!rlm;

أما العراق فأكد المصدر أنهم لا يريدون أن يفهموا ـ أي الأمريكان ـ أن الحل الوحيد لأزمة هذ البلد هو ضرورة تحديد موعد واضح للانسحاب وفق جدول زمنيrlm;.rlm; لكن الأزمة الحقيقية ـ كما يقول ـ هي في تعامل الحكومة العراقية بصيغة طائفية مع مواطنيها وهذا ظهر جليا في أثناء اعدام الرئيس الراحل صدام حسين هو ما ينذر باشتعال الموقف كما يحتم وضع أطر للتوافق بين العراقيين واعادة بناء الدولة علي أساس وطني وليس طائفيا وأن تكون الحكومة الانتقالية عادلة ولا تفرق بين ابنائها للدين أو الجنس أو الطائفةrlm;.rlm;

هنا فقط يمكن أن يشعر المواطن العراقي بالانتماء والرغبة في العيش والتمتع بثرواته في سلامrlm;.rlm; لكن ماذا عن دور دول اقليمية كإيران مثلا هل تسمح بذلك؟ يقول المصدرrlm;:rlm; نحن كعرب دائما ما نشير إلي الأطراف الأخري وننسي أن الاشارة تتم بأصبع واحد بينما بقية الأصابع تشير إلينا فالمسئول عن كل ما يحدث في المنطقة هو الضعف العربي بصفة عامة وضياغ الدور الرائد لبعض الدول العربية الكبري بصفة خاصة؟rlm;!rlm;

ولكن طالما بقي الأمريكان وهو المتوقع علي الاقل خلال الفترة المتبقية من إدارة بوش فستظل الأزمة مستمرة وسيذوق جيش الولايات المتحدة الويلاتrlm;,rlm; ولكن علي الجانب الآخر سيبقي أيضا الشعب العراقي في ظلمات القتل والتدمير والطائفيةrlm;,rlm; وهو ما يعني أن خسارة شعبنا في العراق أكبر وأعظمrlm;.rlm;

ويبدو أن كل الدلائل تشير إلي أن الأزمات العربية الدولية والاقليمية والعربية العربية بلا استثناء مرشحة للتعقيد والتأزم خلال هذا العام المعروف رقمياrlm;(2007)rlm; وانا لمنتظرونrlm;.rlm;