تركي بن عبد الله السديري


قبل ثلاثين عاماً تقريباً عندما كان ازدهار محمد عبده وطلال مداح وفوزي محسون وعبدالله محمد وطارق عبدالحكيم ومحمد عمر وغيرهم في أعلى حالات التألق سأل الزميل سعد الحميدين صديقاً له كبير السن من أهالي مكة: لماذا المطربون معظمهم من جازان أو المنطقة الغربية؟.. فرد مازحاً: حناجركم في نجد خشنة بسبب لحم الجمل..
توالي السنين بعد ذلك ووصول الأسماك وأطباق الفيليه لم يؤد إلى ميلاد مطربين لهم كفاءة متناهية مثل أولئك.. الأمر الذي جعلنا مستمعين للسامري بتذوق أفضل عندما يغنيه محمد عبده..

ولتأكيد صعوبة الإبداع صوتاً وليس لحناً ستلاحظ ذلك في السيرة الفنية للمرحوم سعد إبراهيم الذي قبل أن أدخل في بعض تفاصيل حياته الفنية أذكر طرفة ساخرة تتعلق بالغناء النجدي.. عندما أراد الأخ عبدالرحمن السماري أن يداعب مطرباً شعبياً من هذه المنطقة ذكر في خبر نشره في مجلة اليمامة التي كان يعمل بها آنذاك.. وكان الوقت صيفاً.. ما يلي: quot;سافر المطرب (ع.ر) إلى لبنان، وقد استحوذ على إعجاب الجمهور هناك الذي ردد معه أغنيته quot;يا ذيب ياللي هاضني بعواهquot;.. الخبر ليس صحيحاً ولكنه من طرائف الزميل السماري.. وإلا فلو وضع اللبنانيون منذ ذلك الوقت وحتى الآن لتفسير معنى quot;هاضنيquot; وquot;عواهquot; لانتهت الأزمة الراهنة بين الحكومة والمعارضة دون الحصول على إجابة صحيحة..

سعد إبراهيم - رحمه الله - تألق في منطقته بألحان مميزة منها: أرسل سلامي، وياغايتي يا مرادي، وأجل لولاك، ألا يا عين هلي.. وغير ذلك من الأغنيات التي اكتسبت شعبية واسعة.. لكن الصوت عند سعد إبراهيم لم يكن في مستوى الألحان التي كانت مبهرة وكسبت جمهوراً كبيراً في زمن تألق المشاهير..

في أغنيته quot;ألا يا عين هليquot; التي لم تكن محظورة فقد تم تداولها في الأسواق يأتي مقطع فيه:

إذا صفيت أصلي ... طرى خلي عليه

يهوجس فيه بالي ... إذا صفيت أصلي

وصاحب القصيدة شاعر مشهور ومعروف بالاستقامة ونظافة السلوك وكذا المدينة التي ينتمي إليها..

هنا يأتي التساؤل: هل لو كان سعد إبراهيم - رحمه الله - يعيش شبابه الآن سوف يستطيع أن يغني هذا المقطع؟.. لا أعتقد..