بوش وتشيني وغيتس ورايس تدارسوا الخطةوقرروا تنفيذها قبل رحيل بلير عن السلطة


أحمد الجار الله - rsquo;rsquo;السياسةrsquo;rsquo;


بدخول التصريحات الأميركية حول الموقف من إيران مرحلة الغموض والتمويه اللفظي تدخل إدارة الرئيس بوش جدياً في صلب الموضوع, وبالذات بعد صدور ستراتيجية الرئيس الجديدة الموضوعة للعراق, والخالية من أي تلميح إلى الاتجاه لعقد مباحثات مع طهران ودمشق حول هذا الموضوع. وفي هذا الإطار أبلغت مصادر مطلعة وشديدة الخصوصية ان الرئيس الاميركي بوش عقد اجتماعاً في الآونة الاخيرة في البيت الأبيض لبحث الموقف من طهران, بعد استبعاد المحادثات معها, وضم كلاً من نائب الرئيس ديك تشيني, ووزير الدفاع روبرت غيتس , ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس, إلى جانب عدد من المساعدين وقد تدارس المجتمعون, وبصورة دقيقة, تفاصيل الخطة العسكرية الموضوعة لضرب ايران, ووضع التوقعات لتداعياتها وتفاعلاتها , إلى جانب توفير العوامل لنجاحها.

وأوضحت المصادر أن نائب الرئيس تشيني أبدى تشددا من ايران في هذا الاجتماع, وقال اذا تركنا ايران على حالها, تنمو وتتقوى فانها ستشكل خطرا على منطقة الخليج والسعودية, وبالذات على حقول النفط. وأوضح تشيني في معرض ذكره للمخاطر ان ايران لا تلعب سياسة بل تستخدم الدين, ونظامها الحاكم يتضمن عدة سلطات لا سلطة واحدة, وفي نظامها المعقد هذا هناك صقور كثيرون لا حدود لطموحاتهم التوسعية , ولا لنواياهم العدوانية.

وأكدت المصادر ان المجتمعين انهوا لقاءهم الطويل بموقف خلاصته انه لابد من وضع حد للنظام الايراني دون تعريض الانظمة المعتدلة في المنطقة للاحراج, وإذا كان ثمة اجراء من نوع ما سيتخذ فان اتخاذه سيتم قبل شهر ابريل المقبل, وهو الشهر الذي حدده رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كآخر شهر له في السلطة. وإذا كانت اميركا, برأي بلير, تريد ان تفعل شيئا مع ايران وسورية فليتم هذا الشيء قبل هذا التاريخ.
وأضافت المصادر ان الحرب الاميركية على ايران ستندلع من البحر وليس من اراضي اي دولة مجاورة , وسيتم خلالها تدمير مواقع ايرانية مختارة, نفطية وذرية, ومحددة جيداً من قبل واشنطن وحلفائها, على ان لا يحدث ضربها أي اثار ضارة على البيئة. وبموازاة ذلك اجرى المجتمعون تقييما لترسانة الاسلحة الايرانية, التي تبين ان معظمها بحاجة إلى قطع غيار, وان خطر اللجوء الإيراني لاستخدام الصواريخ يمكن التعامل معه بشكل يجعل اطلاق هذه الصواريخ عملية فاشلة لن تؤدي إلى بلوغ الاهداف.

هذا وقد بدأت القطع البحرية الاميركية, ومن مختلف الاحجام والتخصصات, تتجمع في مياه الخليج وستستكمل عددها في نهاية الشهر الجاري (يناير).

وأوضحت المصادر في جانب آخر أن الخطة التي تدارسها بوش وتشيني وغيتس ورايس لا تلحظ وجود جيوش برية على الأراضي الايرانية, ولا حتى على الأراضي السورية. اما جيوش دول التحالف الموجودة في العراق فستتم حمايتها بنشر شبكة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ حول مواقعها, كما سيتم نشر هذه الشبكة حول حقول النفط لحمايتها من الصواريخ الايرانية, وهي حقول عائدة للعراق ولدول خليجية اخرى. والمعروف, كما أفادت المصادر ان صواريخ الباتريوت المضادة للصواريخ قد ادخلت عليها تطويرات كثيرة تزيد من فاعليتها, كما ان هناك انواعا اخرى من الاسلحة تحقق الامان لاجواء كثيرة في المنطقة, بما فيها الاساطيل التي ستوجه الضربة لايران من البحر.

وكشفت المصادر لmacr; raquo;السياسةlaquo; ان وزيرة الخارجية رايس ووزير الدفاع غيتس طلبا التريث في تنفيذ خطة ضرب ايران, لكن بوش ونائبه تشيني اعربا عن قناعتهما بالقول raquo;طالما هناك تنين فيجب ضربهlaquo; مضيفة ان ادارة الرئيس بوش اخذت دروسا كثيرة من تجربة العراق وفي طليعة هذه الدروس استبعاد اجراء محادثات مع ايران ودمشق حول الوضع العراقي, على عكس ما نصحت به لجنة بيكر-هاملتون, الأمر الذي يعني ان الستراتيجية الجديدة قد قررت المواجهة مع الطرفين بدل التفاهم معهما, والسعي الى انهاء تدخلهما في الشأن العراقي والذي تسبب بكل الويلات المعروفة. وتعتقد ادارة الرئيس بوش ان ضرب ايران سيؤدي الى احداث توازنات جديدة, والى تهدئة الوضع العراقي الذي عبث به الايرانيون والسوريون وعطلوا قيام مشروع الدولة الديمقراطية الحرة فيه. إلى جانب ان ضرب ايران سيضعف النظام السوري ويسهل عملية اسقاطه.