17 يناير 2007


القاهرة، جمال جوهر

كشف حسين قرني حسين المعروف quot;بعشماوي مصرquot; الذي ينفذ أحكام الإعدام التي صدرت بحق متهمين أن مهنته مثل باقي المهن الأخرى لا تخلو من فن وإتقان وأنها تحتاج للخبرة الكافية، مشيرا في تصريح لـquot;الوطنquot; إلى أنه ربما كان الحبل المستخدم في تنفيذ إعدام الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، برزان التكريتي من نوع له قوة كالسكين تشق الجلد وتكسر العظام.
وقال قرني- الذي نجح في كسر حاجز الخوف وتجنب البعض له بسبب طبيعة مهنته القاسية - إن الرحمة هي أساس عملي خاصة أنني آخر شخص يتحدث مع المعدوم قبل لقاء ربه بثوان بسيطة وبالتالي فإن الوضع يحتم الاحترام وعدم توجيه إهانات مهما كانت تهمته. وفيما كان كثير من المصريين يلتفون حول شاشات الفضائيات لرؤية صور إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، تمكن عمي حسين - كما يحلو لأبناء منطقته أن يطلقوا عليه - أن يجمع الناس من حوله خلال الأيام الماضية ليشرح لهم الأخطاء الفنية والمهنية التي وقعت فيها الحكومة العراقية وهي تعدم صدام حسين، لافتا إلى أن الموت له مهابة لا بد أن تحترم والمهنة لها أصول لا بد أن تتبع .
وأكد حسين أنه ظل يتابع تنفيذ الإعدام في رئيس جهاز المخابرات السابق والأخ غير الشقيق لصدام برزان التكريتي ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر، مستغربا ما قيل عن فصل رأس برزان عن جسده، لافتا إلى أنه طوال مدة عمله التي نفذ فيها مئات من أحكام الإعدام لم تنفصل فيها أبدا رأس المتهم عن جسده.
وأضاف: quot;ربما كان الحبل المستخدم في تنفيذ أحكام الإعدام في العراق من نوع معين له قوة كالسكين تشق الجلد وتكسر العظامquot;، مشيرا إلى أن الحبال التي ينفذ فيها أحكام الإعدام في مصر كان يتم استيرادها من الخارج إلى أن تم تصنيعها في مصر، كما أن تنفيذ عملية الشنق في مصر تتم بطريقة مخالفة عن الطريقة العراقية - الأقرب إلى البريطانية القديمة - حيث توضع عقدة الحبل في مصر خلف الرأس وليس على يمين الرقبة كما تم مع صدام.
ومضى عشماوي يدافع عن رؤيته مستندا إلى أن حبل المشنقة يصنع من الحرير المخلوط بالكتان فضلا عن أن الدائرة التي تدخل فيها رقبة المحكوم عليه مبطنة بالجلد حتى لا تسبب جراحاً له، أو تسبب له ألما قبل موته، مؤكدا أن ثمن الحبل الواحد يصل إلى 800 جنيه ويصنع خصيصا لعملية الشنق ويستخدم الحبل الواحد لثلاث مرات فقط.
وتمسك عشماوي- الذي ارتبط اسمه بأول من قام بهذه الوظيفة - بأن عملية الإعدام لها أصول يحددها حجم جسم المتهم وطوله، لافتا إلى أنه في حالات كثيرة يستخدم حبلان أحدهما يربط في خصر المتهم والثاني تطوق بها رقبه كي لا تفصل الرأس عن الجسد وبالتالي لا يتم تشويهها.
وتابع: quot;ربما كانت قلة خبرة منفذي علمية الإعدام في برزان وراء انفصال رأسه عن جسدهquot;.
وبرغم الخوف الذي يكتنف عملية القتل إلا أن عشماوي يتباهى بأن سجله الوظيفي نظيف نظرا لأنه يراعي عمله كما يجب، لدرجة أن عدد الذين أعدموا علي يديه تجاوز 600 حالة منذ أن تم ترشيحه مساعدا لعشماوي في العام 1990 .
من ناحيته استبعد الطبيب الشرعي سيد عبدالحفيظ أن يفصل رأس المعدوم عن جسده بسهوله، لافتا إلى أن ذلك لا يتم إلا في حالات نادرة من بينها إمكانية إصابة المنفذ فيه حكم الإعدام بمرض سرطان العظام الذي يجعل العظام هشة إلى درجة كبيرة لا تتحمل أي ضغط، لكنه أشار إلى أن صور برزان وهو في المحكمة حيث بدا متعافيا تمنع انفصال رأسه كاملا - بهذه السهولة- في عملية الشنق كما أكد المسؤولون العراقيون، مشيرا إلى أن روابط الرأس بالجسد كثيرة ولا يمكن أن تتقطع جميعها بفعل الضغط الناجم من عملية الشنق.
ولفت إلى أن الوصول إلى الحقيقة يستدعي معاينة جثة برزان التكريتي قبيل دفنها. وأضاف: quot;فصل الرأس عن الجسد يحتاج إلي ساطور وليس حبل مشنقةquot;.