18 يناير 2007

إقبال بركة


rlm;في لفتة رائعة سيسجلها له التاريخrlm;,rlm; استجاب الرئيس حسني مبارك لمطالبة المثقفين وأحزاب المعارضة بتنقيح الدستور المصري الذي وضع منذ خمسة وثلاثين عاماrlm;,rlm; في ظروف تختلف تماما عن واقعنا اليومrlm;.rlm;

إنها مناسبة تاريخية مهمةrlm;,rlm; وعرس للديمقراطية لابد وأن تشارك فيه المرأة المصريةrlm;,rlm; نصف الشعبrlm;,rlm; وإلا كانت التجربة منقوصة لا قيمة حقيقية لهاrlm;.rlm; إن تضمن اقتراحات الرئيس لمبدأ مهم هو تمكين المرأة ما هو إلا نداء ودعوة لها بالمشاركةrlm;,rlm; ولابد أن تستجيب النساء لهذا النداء الكريم علي أوسع نطاقrlm;,rlm; فلم يسبق لواضعي الدساتير السابقةrlm;,rlm; أن عنوا برأي المرأةrlm;,rlm; بل فرضوا عليها النصوص فرضاrlm;.rlm; في دستورrlm;1923,rlm; رفضت اللجنة المكلفة بوضعه الاستجابة لنداءات السيدة هدي شعراويrlm;,rlm; ورفيقاتها باعطائهن الحقوق السياسيةrlm;,rlm; رغم كل ما فعلنه من أجل مصر أثناء ثورةrlm;1919,rlm; وتكرر ذلك الوضع مع دستورrlm;1956rlm; الذي أعطي المرأة حقوقها السياسيةrlm;,rlm; رغم رفض واضعيه مشاركتها في صياغة نصوصهrlm;,rlm; وعندما احتجت درية شفيق علي ذلكrlm;,rlm; كان نصيبها الاعتقال داخل بيتها الذي لم تخرج منه إلا منتحرة من شرفتهrlm;!.rlm;

من هنا كان لابد من مشاركة المرأة في اقتراح ومناقشة ووضع التعديلات المطروحةrlm;,rlm; وعلي نصف الأمة ألا يفوت هذه المناسبة التاريخية دون أن نضع بصمتنا ونفرض إرادتنا علي الدستور الجديدrlm;.rlm; إن قيمة الدستور في فعاليته والتزام الجميع بهrlm;,rlm; وليس في صياغته فقطrlm;,rlm; فدستورrlm;1956rlm; أعطي المرأة حقوقها السياسيةrlm;,rlm; لكنه غفل أن يحمي هذه الحقوق ويرعاها حتي لا تتلاشي مع الزمنrlm;,rlm; كما تلاشت حقوق العمالrlm;,rlm; والفلاحين التي كفلها دستورrlm;1964,rlm; وارتضاها دستورrlm;1971,rlm; والسلاح الذي يشهره أعداء المرأة ليبرروا تجاهلهم لها هو تلك الصفة التي لم تستطع أن تتخلي عنها حتي بعد أن نالت كل فرص التعلم والعملrlm;:rlm; السلبيةrlm;,rlm; وهم يتناسون أن عزوف المرأة عن المشاركة في الحياة السياسية لا يرجع إلي طبيعتهاrlm;,rlm; وإنما إلي ظروف فرضها المجتمعrlm;,rlm; منذ قرونrlm;,rlm; وخضعت لها المرأة حيث لم يكن لها خيار آخرrlm;,

rlm; ورغم تغير هذه الظروف بفعل الزمنrlm;,rlm; وتطور الحياة إلا أن رواسب تلك الركنة الطويلةrlm;,rlm; مازالت تقبع في أعماق المرأةrlm;,rlm; وتسيطر علي رؤية الرجل لهاrlm;,rlm; وحتي يومنا هذا مازال بعض الرجال يتمسكون بأن يكون للذكر كل القوة التي تمكنه من السيطرةrlm;,rlm; والتحكمrlm;,rlm; ويكون للمرأة الخضوع والتواري في الظل والرضا بما يلقيه لها سي السيد من فتاتrlm;.rlm; لقد كان دستورrlm;56rlm; كفيلا بإعادة التوازن في حياة السياسية في مصرrlm;,rlm; خاصة أنه صدر في ظروف ثورة شاملة غيرت النظام السياسي من الملكية إلي الجمهوريةrlm;,rlm; والتزمت بتمكين كل فئات الشعب من المشاركة في البناءrlm;,rlm; والتنميةrlm;,rlm; والسياسةrlm;,rlm; ولكن الأيام أثبتت أن فئات كثيرة من الشعب مازالت لا تري ضرورة في وجود المرأة في الحياة العامةrlm;,rlm; والبعض يقاوم مشاركتها في الحياة السياسيةrlm;,rlm; والحقيقة أن هذا الوضع لن يتغير إلا إذا رفضته وقاومته النساءrlm;,rlm;

وطالبن وسعين إلي تغييرهrlm;,rlm; وهو عبء يجب أن يضطلع به المجلس القومي للمرأة فورا فتنتشر عضواته في المدارسrlm;,rlm; والجامعاتrlm;,rlm; والمصانع الكبري ليخاطبن النساءrlm;,rlm; ويشرحن أهمية مشاركة المرأة الفعالة في كل مجالات الحياةrlm;,rlm; وأولها المجال السياسيrlm;,rlm; الأمر الأكثر أهمية هو أن يلتزم الجميع بالدستور حتي لا يصير حبرا علي ورق مثلما حدث للدساتير السابقةrlm;,rlm; فإذا نص التعديل علي تمكين المرأة كما جاء في قرار الرئيس حسني مباركrlm;,rlm; يجب أن تحميها قرارات أخري حتي لا يتم التحايل علي هذا المبدأrlm;,rlm; وقد فعل ذلك العديد من الدول خاصة بعد توقيع معاهدة إلغاء كل أنواع التمييز بين المرأة والرجلrlm;,rlm; التي وقعتها مصر عامrlm;1981,rlm; والتزمت بتنفيذهاrlm;,rlm; لقد كانت لنا تجربة مريرة مع قانون الجنسيةrlm;,rlm; الذي حرم المرأة المصرية من إعطاء جنسيتها لأبنائها أسوة بما اتبع مع الرجل المصريrlm;,rlm;

ورغم مخالفته الصارخة للدستور المصري فلم يتغير قانون الجنسية حتي اليومrlm;.rlm; إننا نريد أن يكون الدستور المصري النموذج الأمثلrlm;,rlm; والمثال الرائع لتقدم الدول العربية والإسلاميةrlm;,rlm; وأن تسبق به مصر كل الدول الأخريrlm;,rlm; كدأبها دائماrlm;,rlm; في إنصاف نصف الشعب وتطبيق ديمقراطية حقيقية يتمتع بها كل مواطن ولدrlm;,rlm; ويعيش علي أرض مصرrlm;.rlm;