18 يناير 2007

أبو خلدون

كيف ينظر المشاهير من الفنانين إلى أنفسهم؟ وهل يرون أنهم جديرون بالهالة التي تحيطهم الجماهير بها؟

أحمد زويل، العالم العربي الفائز بجائزة نوبل، يقول: ldquo;الفنانون ينتمون إلى كوكب غير كوكبنا، إنهم ليسوا من كوكب الأرضrdquo;، وشيء من هذا القبيل تقوله مغنية البوب الممثلة بوينس نولز: ldquo;يندر أن تجد فنانا مشهورا طبيعيا، إن المشاهير يعيشون في عالمهم الخاصrdquo;. أما علماء النفس فإنهم يرون أن هؤلاء مجرد شخصيات فارغة من أي مضمون، وتافهة، ومغرورة، وهبهم الله أشكالا جميلة وأصواتا أجمل، أو قدرة على التمثيل، فظنوا أن ما يملكونه هو كل شيء في هذه الدنيا.

وتشير الإحصائيات في الدول الغربية إلى أن نسبة المعجبين بالفنانين الذين يعتبرون نجمهم المفضل مثلا أعلى، ويحاولون تقليده في سلوكه وتصرفه وحركاته تصل إلى 37% من السكان، وقبل مدة أجرى استاذان في علم النفس من جامعة كاليفورنيا هما مارك يونج ودرو بنسكي دراسة نشراها على موقعهيما على الانترنيت حول ldquo;النرجسية في الوسط الفني في هوليوودrdquo; كشفا فيها ان نسبة عالية جدا من الفنانين لا يتمتعون بأية ثقافة أو موهبة، وانهم مجرد إناس مسكونين بهاجس حب الذات. وفي الدراسة قابل العالمان ما يزيد على 200 فنان من الجنسين، وطلبا من كل واحد الإجابة عن مجموعة من الأسئلة مثل: ما رأيك بنفسك؟ وهل تعتقد انك تستحق الهالة التي يضعها الجمهور حولك؟ وهل تصر على أن يعاملك الآخرون معاملة خاصة، حيثما وجدت، وهل تضايقك عبارات الإعجاب التي تسمعها من الجمهور أم تشعر بالراحة عندما تسمع عبارات من هذا النوع؟ وخرج العالمان بنتيجة هي: ان كل الفنانين يعتبرون أنفسهم شخصيات استثنائية تستحق الإعجاب، وكلما كان الفنان يفتقر إلى موهبة حقيقية، كأن يكون موسيقيا مثلا، كان أقل تواضعا، والممثلون بشكل عام، الذين لا يجيدون إلا التمثيل، يعتبرون أنفسهم من طينة أرقى من طينة البشر ويصرون على أن يعاملهم الجميع على هذا الأساس، والنرجسية والغرور بين الممثلات أعلى بكثير من مثيليهما لدى الممثلين، ولكن الطرفين يحرصان على البقاء في دائرة الضوء.

وعشق الأضواء يدفع الفنانين إلى تصرفات غريبة في بعض الأحيان، لكي يظهروا في نظر الآخرين مختلفين، وبعضهم يحقق شهرة لا تدعمها موهبة، مما يشكل ضغوطا نفسية كبيرة عليهم تدفعهم إلى محاولة اجتذاب الأضواء بأي ثمن. ومن أكثر الفنانات عشقا للأضواء في هوليوود باريس هيلتون وبريتني سبيرز، وقد ارتبط اسما هاتين الفنانتين بالكثير من الفضائح التي لم تكن مقصودة لذاتها، وإنما لكي يظهر اسماهما في الصحف وصورهما على شاشة التلفزيون.

ويقول العالمان في دراستهما إن الابتسامة التي نراها على شفاه الفنانين في المناسبات العامة ليست حقيقية، إذ إنها تخفي وراءها الكثير من العقد النفسية والمعاناة والتعاسة.

والفنانون، في الغالب، أناس يفتقرون حتى إلى قدر بسيط من الثقافة العامة، وهم لا يعرفون الحد الفاصل بين العمل الذي يؤدونه، كالتمثيل والغناء، وبين المهارات الأخرى في الحياة، ويتصور الواحد منهم انه بمجرد كونه ممثلا أو مطربا ناجحا فإن ذلك يعني أنه يفهم في كل شيء، ويضرب العالمان مثلا على ذلك بالمغنية مادونا، فقد سمعت أن جين فوندا حققت شهرة بمناهضة الحرب، والأميرة ديانا حققت شهرة بمكافحة الألغام الأرضية، فأرادت ان تفعل مثلهما، ولكنها اختارت قضية ldquo;الإشعاع النوويrdquo; وتزعمت حملة لحث العلماء على اختراع وسيلة لإبطال مفعول الاشعاع، دون أن تدري أنه ليس هنالك وسيلة لذلك. ويقول العالمان في نهاية دراستهما: ldquo;هنالك فئة من الناس تعاني من نرجسية مرضية، وخواء عقلي، وحب الظهور، وقد وجد هؤلاء في هوليوود مكانا لتحقيق رغباتهم، ولكن هؤلاء لا يصلحون، بأي حال، أن يكونوا قدوة للآخرينrdquo;.