عودة إلى quot;الخاتميةquot; لتفادي منطق أحمدي نجاد الانتحاري



خاص - rsquo;rsquo;السياسةrsquo;rsquo;


أكد مصدر ديبلوماسي عربي خدم سابقاً في طهران وجود خلافات حادة بين اركان النظام الايراني,وكشف لmacr; raquo;السياسةlaquo; ان حدة هذه الخلافات من شأنها ان تدفع الى سحب الملف النووي من يدي الرئيس احمدي نجاد وتسليمه الى لجنة خاصة يترأسها الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني, مع توجه قوي لدى مستشاري مرشد الثورة الامام علي خامنئي لاقالة وزير الخارجية منوشهر متقي بعد تحميله مسؤولية الفشل في استقطاب تأييد دولي وعربي للموقف الايراني.

وقال المصدر الديبلوماسي العربي الذي اجرى سلسلة اتصالات بمسؤولين في طهران ان الادارة السياسية الايرانية درست الموقف بعد وصول الاوضاع الى نقطة المواجهة شبه المحتمة مع الولايات المتحدة.
وتوقفت عند ظاهرتين بامعان كبير, وهما ظاهرة صدام حسين الذي تصدى للاميركيين بعناد وصلف وبمنطق الشعارات الثورية فلقي المصير الذي اصبح معلوماً, وظاهرة كوريا الشمالية التي تعاملت مع الهجمة الاميركية ضد مشروعها النووي بذكاء وديبلوماسية استطاعت بها استقطاب عدد مهم من دول العالم الى جانبها, ما جعلها تستطيع فرض الحوار على واشنطن. وقارنت الادارة السياسية العليا في طهران اسلوب نجاد مع هاتين الظاهرتين فوجدت انه اقرب الى أسلوب صدام حسين ومنطقه الانتحاري.

ويكشف المصدر ان الادارة السياسية الايرانية درست اسباب لجوء نجاد الى هذا التوجه الخطير, وخرجت بنتيجة مفادها ان الرئيس الايراني يعتبر ان مجيئه الى سدة الحكم كان بفضل جهوده الخاصة وليس لأي جهة داخل بيت الحكم في ايران فضل عليه بذلك, فهو رفع شعار raquo;عائدات النفط على موائد الايرانيينlaquo; بوجه المرشح المقابل مهدي كروبي وشعاره raquo;مرتب الشهري لكل ايراني تجاوز 18 عاماًlaquo; ويعتقد نجاد انه بهذا الشعار فاز على كروبي وعلى رفسنجاني الذي بات معروفاً للناس, فجاء كوجه جديد يلبي رغبة شعبية وطرح منذ اليوم الاول العودة الى منابع الثورة واصالتها.

ويوضح المصدر ان نجاد لم يستطع تحقيق الشعارات التي رفعها لأن التطورات سبقته وباتت ايران بحاجة لمنطق الدولة ومؤسساتها اكثر من حاجتها الى مفاهيم الثورة وشعاراتها, كما ان المجتمع الايراني يعاني اليوم من مشكلة مصيرية تتمثل في ان 65 في المئة من السكان هم من فئة الشباب دون الثلاثين عاماً الذين يحملون معهم مشكلات البطالة والزواج, والمستقبل والعمل, والتطور التقني والاستقرار إلخ.. وهؤلاء يريدون انجازات على الارض ويهمهم استقرار اوضاعهم قبل القنبلة النووية.

وحول موقف مرشد الثورة وهو أعلى سلطة في ايران اكد المصدر ان الامام الخامنئي يعاني من مرض خطير, وان ملف خلافته بات مفتوحاً منذ فترة, اضافة الى ان تعليماته لا تنفذ دائماً حسبما هو مطلوب, الامر الذي دفعه اكثر من مرة الى الاعلان, وخلال خطب الجمعة عن ان قراراته كمرشد اعلى تمر عليها سنة واكثر من دون تنفيذ. وبالنسبة للازمة النووية الحالية فان مرشد الثورة يقف بين خيارين صعبين اولهما مواجهة الولايات المتحدة مع ما يحمله ذلك من نتائج خطيرة, وثانيها تنفيس هذه المواجهة وتحمل تبعات انكسار الدور الايراني اقليمياً ودولياً.

ويؤكد المصدر العربي ان ثمة قناعة تولدت لدى الادارة السياسية العليا في ايران وهي التوجه نحو raquo;الخاتميةlaquo; كخيار لم يعد منه بد لانقاذ البلاد. ونقل عن مسؤولين في طهران ان الرئيس السابق محمد علي خاتمي استطاع بأسلوبه وانفتاحه استقطاب اوروبا والدول العربية والرأي العالمي, اما الاكتفاء بزيارة شافيز ثلاث مرات في بضعة اشهر فهذا خطأ واضح في الحساب السياسي, ويضيف ان قرار التوجه نحو raquo;الخاتميةlaquo; بدأ يفرض نفسه على ادارات ومؤسسات الدولة, حتى ان كبير المفاوضين السيد علي لاريجاني بات اقرب الى هذا الخيار بعدما لمس مساوئ ومخاطر الخيارات الاخرى على الدولة والثورة في آن معاً.

ويوضح المصدر الديبلوماسي العربي انه ربما لهذه الاسباب ستلغي ايران احتفالاتها بذكرى الثورة الخمينية في الحادي عشر من فبراير المقبل كي لا تكون محطة للمزيد من تعقيد الامور وتصعيدها في مواجهة الارادة الدولية.