باسم الشرع - كي .آر. تي

في الوقت الذي اعربت فيه بعض النساء عن القلق بسبب القيود التي فرضت عليهن حين اعلن العراق نفسه دولة اسلامية، بدت مجموعة واحدة على الاقل أكثر انتعاشاً في ظل القوانين الجديدة التي تتطلب الفصل بين الجنسين. ويبدو ان المحاميات العراقيات لم يكنّ في اي يوم من الايام تحت ضغط عمل يماثل في حجمه ما يتدفق عليهن الآن. ففي الوقت الراهن، تبدي العديد من النساء ترددا إزاء التحدث مع المحامين الذكور فيما يتعلق بموضوعات حساسة مثل الطلاق وحضانة الاطفال او الميراث، وهو ما فتح فرصا جديدة امام النساء لممارسة العمل بشكل أكثر حرية في مجال القانون.

تقول سمية جاسم، وهي محامية في بغداد، ان عملها قد نما في صورة رئيسية منذ سقوط نظام صدام حسين العلماني. وهي تطلب من زبائنها الاناث في اي مكان اتعاب محاماة تتراوح بين 300 و1300 دولار لمتابعة قضاياهن. وتوافق ابتهال عزيز، وهي محامية أخرى في بغداد، على ان التشديد الجديد على التمسك بالشريعة الاسلامية قد زاد من ضغط العمل عندها. وتقول ان العمل لم يكن سهلا دائما بالنسبة للمحاميات في العراق. وتضيف انها كانت قد تخلت عن مهنتها خلال حكم صدام بسبب حنقها من النظام القانوني، حيث كان البت في القضايا يتم على أساس تقديم الرشاوى بدلا من الادلة والحجج.

وفي الغضون، تقول فتاة شاكر، وهي محامية ثالثة في بغداد تبلغ من العمر 45 سنة quot;كانت للمال سطوة في ظل صدامquot;.

والى ذلك، قالت كلتا السيدتين انه كان يتم التفريق في المعاملة بين المحاميات وبين المحامين الذكور بشكل مستمر. أما الآن، فان المحاميات يجيرن الفوارق بين الجنسين لمصلحتهن. وتتعلق معظم القضايا التي تتعامل بها المحاميات العراقيات بالطلاق وبحضانة الاطفال وبالعنف المنزلي. وقالت عزيز ان كونها امرأة يساعدها في تفهم أفضل لمخاوف ومشاكل عميلاتها من الإناث. واضافت quot;ان لدى المحامين الذكور خبرة في قاعة المحكمة، لكنهم لا يستطيعون التفاعل مع المشتكياتquot;.

اما جميلة فلاح، فقد نشأت في أسرة دينية في مدينة الصدر. وحالت التقاليد بينها وبين بحث الشؤون الأسرية مع الرجال خارج نطاق العائلة. لذلك، وعندما طلبت الطلاق، فقد كان من الطبيعي ان تلجأ الى محامية. كما سعت عائشة سعد، وهي ربة بيت في بغداد، الى توكيل محامية لا محام عندما قررت طلب الطلاق من زوجها. وقالت quot;إنني لا استطيع إخبار اي شخص، باستثناء امرأة، عن السبب وراء طلبي الطلاقquot;.

مع توسع أعمالهن، بدأت بعض المحاميات العراقيات في خوض تحديات قانونية جديدة. وقالت جاسم انها مستعدة للتحرك الى ما وراء منطقة القضايا الأسرية ومعالجة موضوع أكثر جوهرية، وهو النضال من اجل الحصول على اتعاب محاماة للمحاميات مساوية للاتعاب التي تدفع للمحامين.