الجمعة 26 يناير 2007

ناصر الظاهري

وحيداًmiddot;middot; أقف أعد خطوات الليل والليل رفيقmiddot;middot; والليل صديق تنفصل عني المقاهي الصغيرة في الحي الباريسي جفون الكسل الصباحي التي ترافقني للمقعد الدراسي ثرثرات صديق في المطعم التركي المنزوّي عن وجه سراييفو عن وجه الصرب عن الإنسان كيف يمكن أن يصبح عقوراً موبوءاً بالحربmiddot; أنفض أعباء النهار، لا أبقي إلاmiddot;middot; الوجوه الرطبة في ساحة السوربون العتيقة أميلداmiddot;middot; بائعة الورد في محطة شارل ميشيل عايدةmiddot;middot; أمينة الصندوق في المحل الكبير تخجلها شرقيتها، وهي تحسب مشترواتي بالسنتيم العجائزmiddot;middot; اللائي يستدفئن المقاعد الخشبية يفرحن بخطوات المّارة، وضجيج الصغار حديث المحاربين الجزائريين في استراحتهم الأخيرة صندوق البريد المعدني، نافذتي على الأصدقاء في جهاتهم الأربع الصحف اليومية التي تقرأ بلغة مدرسية التسكع أمام واجهات المحلات، مكتبات الأرصفة، لوحات الرسامين المفلسين أنتقي ربطة عنق حريرية، كتاباً قديماً باعه قارئه، أو لوحة تسريّ هَمّ ليل المفلس الرسامmiddot; أقفmiddot;middot; والليل جناح غراب أسعد بشرفة ساهرة، أو مقهى مضاء بضحكات عشاق تعطي وحشة الليل إشراقة صبح أو بقهقهات سكارى ترعّد نوم الموظفين الملتزمين أو بزخات مطر يفاجئ النوافذ أو بطيف شقيّ باعدته المسافات يأتي على استحياء يقرع ليل الذاكرةmiddot; وحيداًmiddot;middot; أقف أعد خطوات الليل والليل رفيقmiddot;middot; والليل صديق يسبقني ذلك الشبح الآدميّ، يختلط بالأزقة المبتلة، ووهج مصابيح الشارع الراقدة يثبّت الأماكن، الوجوه، الحالاتmiddot;middot; لكي لا تفرّ من معطفه القصصي، ولكي لا يقول للمدينة التي أحب لقد كنتُ هناmiddot;middot; من غير قلم ولا ورق، ولا طباشير فحم ولا أظافر تستطيع خدش الجدران لقد كنتُ هناmiddot;middot; وكنتِ هناكmiddot;middot; من غير أن تحسبي أياميا ولا تذكري أحلاميا ولا ما أستودعت هناmiddot;middot; أو هناكmiddot;