مع بدء القمة الثامنة للإتحاد الإفريقي بأديس أبابا


أديس أباباrlm;ـمحمود النوبي



تحت شعار العلم والتكنولوجيا والبحث العلمي من أجل التنمية والتغير المناخي في إفريقيا تعقد قمة الاتحاد الإفريقي دورتها العادية الثامنة يومي الاثنين والثلاثاء بالعاصمة الأثيوبية أديس أباباrlm;,rlm; وذلك بمشاركة نحوrlm;53rlm; من زعماء ورؤساء حكومات الدول الإفريقية انطلاقا من إيمان العديد من القادة الافارقة بالعلاقة الوثيقة بين العلم والتكنولوجيا والبحث العلمي والتنميةrlm;,rlm; وأن النجاح الإفريقي في هذه القضية العلمية وتحسين مستوي التعليم يجيء نتيجة جهود حثيثة لاتغفل اثر التغير المناخي علي حياة الشعوب خصوصا أن القمة الماضية للاتحاد الإفريقي التي عقدت يوميrlm;22rlm; وrlm;23rlm; يناير من العام الماضي جاء أيضا تحت عنوان التعليم والثقافة باعتبار أن تهميش الثقافة واللغات المحلية خلال حقبة الاستعمار قد أدي إلي ضعف التعليمrlm;.rlm;

يتصدر جدول أعمال القمة إلي جانب هذين الموضوعين الرئيسيين بنودا أخري أو بمعني اوقع تحديات إفريقية ـ إفريقية أخري مثل الأوضاع في دارفور والصومال والأمن والاستقرار بالقارة والرؤية الإفريقية بشأن إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن الدوليrlm;,rlm; وإنشاء آليات جديدة مثل منظمة إفريقية للتعليم والعلوم والثقافة والبحث العلمي وبورصة إفريقية وصندوق داخل الاتحاد لتخفيف اثار ارتفاع أسعار النفط علي الدول الإفريقية الفقيرةrlm;.rlm;

كما سيتضمن جدول الأعمال أيضا بحث تقارير حول موضوعات عديدة من بينها أنشطة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي وانتخاب أعضاء جدد في المجلس والتكامل السياسي والاقتصادي في إفريقيا والهجرة والتنميةrlm;.rlm; يتضمن جدول الأعمال أيضا مقترحات مصرية لتفعيل العمل الجماعي الإفريقي وسبل تعزيز دور مجلس السلم والأمن من خلال إقامة آلية للانذار المبكر ودفع عملية تكوين قوة جاهزة إفريقية لتكون علي أهبة الاستعداد للتدخل لحفظ السلام إضافة إلي بحث أوضاع اللاجئين في القارة واقتراح إنشاء مركز إفريقي لمعالجة جوانب قضية الهجرةrlm;.rlm;

أحداث متلاحقةrlm;:rlm;
تكتسب هذه القمة التي يرأس السيد أحمد أبوالغيط وفد مصر فيها نيابة عن الرئيس حسني مبارك أهمية خاصة حيث يأتي انعقادها وسط أحداث متلاحقة واجواء متوترة علي الساحة الدولية والقارة الإفريقيةrlm;:rlm; الصومال ـ دارفور ـ منطقة البحيرات العظمي ـ التنمية وملاحقة البحث العلمي والتكنولوجيا اساس التنمية البشرية ليس فقط بمعناه التقليدي الذي يشمل التعليم بمراحله الاساسية والتدريب الفني ولكن بالمفهوم الاوسع الذي يتضمن جميع المجالاتrlm;.rlm;

الرؤية المصرية
تنطلق الرؤية المصرية في التعامل مع القضايا الإفريقية من العلاقة الاستراتيجية والتفاعلية بين جهودها لتنمية وتلبية احتياجات شقيقاتها في إفريقياrlm;,rlm; وضرورة العمل لاستتباب الأمن والاستقرار والسلام في القارةrlm;,rlm; حيث لن تؤتي أية جهود للتنمية مهما تعاظمت وكثرت بثمارها المرجوة والمستدامة الا باستقرار دول وشعوب القارة وهو الواقع الذي تدركه مصر ومن ثم تعمل دائما علي بلورة الاطر الاستراتيجية اللازمة لتنسيق الجهود الإفريقية والدولية وجهود دول القارة للتعامل مع مناطق النزاع وعدم الاستقرارrlm;,rlm;

ومن المنطلق نفسه وظفت مصر امكاناتها وخبراتها لتطوير الدور الاستراتيجي لمجلس السلم والأمن الإفريقي خلال رئاستها له في شهر ديسمبر الماضي حيث طرحت مبادرة علي المجلس كان هدفها تقييم ادائه منذ إنشائه عامrlm;2003,rlm; كما تطرح العديد من المقترحات لتطوير اسلوب عمله وتنمية بما يزيد من فاعليته في التعامل مع قضايا الدول الأعضاء بالقارة السمراءrlm;,rlm; بالإضافة إلي المبادرة الثانية التي تقدمت بها مصر إفريقيا ودوليا حول إنشاء آلية للتنسيق والتشاور بين مجلس السلم والأمن ومجلس الأمن الدولي وترمي إلي تفعيل المبادئ التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيس للاتحاد الإفريقي وبروتوكول إنشاء مجلس السلم والأمن وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن بالأمم المتحدة حول التعاون مع المنظمات الإقليميةrlm;.rlm;

دارفورrlm;..rlm; مشكلة إنسانية
ولأن أزمة دارفور مازالت تشكل مصدر قلق بالغا من جراء مايحدث فيها من مأساة إنسانية فإنها تأتي علي رأس قضايا البحث أمام القادة الأفارقة وتقييم توقيع اتفاق السلام التاريخي في أبوجا والتوصل إلي حل خلال الاشهر القليلة الماضية حول القوات الدولية المهجنة وكيفية دعم الاستقرار هناك والأوضاع في الصومال ومنطقة البحيرات العظمي وكوت ديفوار والنزاع الحدودي بين أثيوبيا وإريتريا وجمهورية إفريقيا الوسطيrlm;,rlm; والنزاع الحدودي بين كل من السودان وتشاد إلا أنه من المنتظر ان تستأتر قضيتا دارفور والصومال بعد ازاحة المحاكم الإسلامية بمساعدة القوات الأثيوبية بنصيب الأسد من مباحثات الزعماء الافارقة بالشكل الذي يسهم في استكمال مسيرة السلام علي جميع الأصعيدة ويسهم بلاشك في تحقيق شعار العلم والتكنولوجيا علي أرض الواقع من أجل التنمية المستدامة في القارةrlm;.rlm;

رئاسة السودان
طبقا لما اتفق عليه القادة الأفارقة في قمة الخرطوم في ينايرrlm;2006rlm; بأن تتولي السودان رئاسة الاتحاد خلال الدورة العادية الثامنة هذا العام توقعت مصادر مطلعة أن يستأثر هذا الموضوع باهتمام الدول الأعضاء بعد ان هيمنت هذه المسألة علي اجواء قمة الخرطوم والانقسامات التي حدثت وقتها علي تولي السودان لرئاسة الاتحاد وكان ان اتفق الزعماء الافارقة علي اسنادها للكونغو برازفيل وارجاء رئاسة السودان للدورة الحاليةrlm;.rlm;

المعروف ان رئاسة الاتحاد الإفريقي تمتد عاما كاملا يبدأ من يناير وتتداول الرئاسة سنويا بين اقاليم القارة الإفريقية الجغرافية الخمس وذلك اعمالا لمبدأ التناوب ويتم عقد قمة عادية كل ستة أشهر بالتناوب أيضا بين مقر الاتحاد بأديس أبابا واحدي الدول الإفريقيةrlm;.rlm;

أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أعلن قبل سفره إلي أديس أبابا أن السودان أعرب عن تطلعه إلي تولي الرئاسة خلال العام الحالي ومصر تؤيد ترشيحه بقوة والقرار في النهاية سيتم اتخاذه في القمةrlm;,rlm; مشيرا إلي أن هذا شأن إفريقي خالص ولا ضغوط خارجية علي دول القارة في هذا الاختيارrlm;.rlm;

إن انعقاد قمة أديس أبابا الثامنة يواكب بداية عام جديد تشهد فيه القارة بل العالم جملة من التطورات والاحداث والتحديات علي مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفي ظل مناخ دولي يتسم بالتحفز تجاه هذه المنطقة من العالم ودولها حيث كشفت القمم الأخيرة لدول الاتحاد سواء علي مستوي التجمعات كتجمع الساحل والصحراء أو علي المستوي الاقليمي القمة الخماسية في ليبيا عن خطورة التحديات التي تواجه دول القارة وأهمية مواجهتها والحد من تداعيات الاحداث التي تقع خارج اقليمها علي دول القارة تحقيقا للأهداف المرجوة في احلال السلام والاستقرار في جميع ربوعهrlm;.rlm;