حاوره في طهران أحمد أمين


شاء السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق ورئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد ان تكون اول إطلالة له على الرأي العام بعد غياب خمسة أشهر انهمك فيها بتلقي العلاج جراء اصابته بسرطان الرئة عبر laquo;الرايraquo; وذلك نظرا لعلاقة آل الحكيم بالكويت laquo;شعبا وحكومةraquo; كما قال، ولتأكيدهم المتواصل laquo;على اهمية الدعم الذي قدمته دولة الكويت للشعب العراقي في اطار مشروعه للخلاص من النظام السابق وقيام عهده الجديدraquo;
وتحدث الحكيم عن جهود يبذلها العراق حاليا وتعمل على تسوية سلمية للملف النووي الايراني، مؤكدا laquo;ان محادثات واشنطن وطهران في شأن العراق قد تمهد لتفاهمات اخرى بينهماraquo; بالاشارة إلى ان العراقيين كان لهم دورهم باقتراح واستضافة هذه المحادثات الايرانية - الاميركية.
وقال الحكيم ان البعض laquo;كان يراهن على وقوع صدام بين الشيعة والسنة في العراق وهناك من سعى لايجاد شرخ وتعميقه بين الجانبين لكنهم فشلواraquo; مؤكدا laquo;عدم وجود تصادم سني - شيعي فهناك توادد ومحبة وحالة من التلاقي والترابط وعلاقات حميميةraquo; مشيدا بالنتائج التي اسفرت عنها زيارة (نجله) عمار الحكيم laquo;الذي ذهب إلى الرمادي وواجه مشاعر محبة واخوة وترحيب وهذا شعورنا تجاه اهلنا واحبتنا في الرمادي وغيرهاraquo;.
واشاد عبدالعزيز الحكيم بنتائج الخطة الامنية المعتمدة من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وقال هناك تحسن امني واضح... فقبل الخطة الامنية كان يعثر على مئة وخمسين جثة يوميا... اليوم يعثر على جثتين فقطraquo;.
واوضح الحكيم انه laquo;مع تنفيذ احكام الاعدام التي صدرت بحق المتهمين في قضية الانفال التي صدرت عن المحكمة الجنائية الخاصة ومنهم وزير دفاع النظام السابق سلطان هاشم احمد قائلا عنه: laquo;يجب ان يعدم وهو من رجال الحكم السابق ولم يطلب العفو حتى في داخل المحكمةraquo;، مع اشارته إلى ان المجلس الأعلى laquo;يحترم المؤسسة القضائيةraquo; داعيا كذلك في حال حصول خلاف على ذلك laquo;باللجوء إلى المؤسسة البرلمانيةraquo;.
وبعد ان ابدى ثقته بان البرنامج النووي الايراني لا يتضمن شقا عسكريا حرص الحكيم على التأكيد بان طهران laquo;خلال فترة صدام كانت إلى جانب الشعب العراقي سنة وشيعة وكردا وعربا وتركماناraquo;.
وعن العلاقة مع التيار الصدري قال الحكيم laquo;هي جيدة... شبه طبيعية او يمكن القول انها علاقة طبيعية فنحن نحترمهم وهم يحترمونناraquo;.



وفي مايلي تفاصيل الحوار:

bull; ما الذي تقولونه للكويت في هذه المرحلة من الوضع العراقي؟

- من خلالكم نتقدم بالشكر الى الحكومة الكويتية على موقفها من الشعب العراقي ودعمها لهذا الشعب، ووقوفها السابق ولسنوات طوال الى جانب شعبنا، وان دولة الكويت يمكن القول انها من الدول القلائل التي وقفت الى جانب الشعب العراقي حتى تخلص من نظام صدام حسين، وبالخصوص سموالامير الشيخ صباح الاحمد، وبقية الاخوة المسؤولين، نشكرهم جميعا على مواقفهم.
bull; القوات الاميركية رفضت تسليم المدانين الثلاثة بقضية الانفال، وهيئة الرئاسة لم تصدق على عقوبة الاعدام الصادرة ضد هؤلاء، كيف ستسوون هذه الاشكالية؟
- من المفروض ان يتم الرجوع الى مؤسسات الدولة في حل مثل هذه المشكلات، كمجلس القضاء الاعلى أو المحكمة الدستورية وغيرها لاجل الوصول الى فهم مشترك، واذا عجزت هذه المؤسسات فلابد من الرجوع الى مجلس النواب لايجاد قانون خاص للتعامل مثل هذه القضايا وحل هذه المشكلات.

bull; هل سيؤثر اعدام وزير الدفاع السابق سلطان هاشم فعلا على مشروع المصالحة الوطنية في العراق، وهل يمكن اتخاذ هذا الامر كذريعة لاعفاء كل من تورط بجرائم ضد الشعب العراقي من المساءلة القانونية؟

- هذا الامر غير جائز وغير وارد في حركة الشعوب، اذ لايمكن لكل هؤلاء ان يتنصلوا عن المسؤولية، فهذا الشخص هو من رجال الحكم السابق ولم يطلب العفو حتى في داخل المحكمة، وكان موقفه موقفا واضحا، وبالتالي فمن المفروض ان يأخذ القضاء هذه القضايا بنظر الاعتبار.

bull; هل نفهم ان كتلة الائتلاف العراقي الموحد تتمسك بتنفيذ عقوبة الاعدام بهؤلاء الثلاثة؟

- الائتلاف يحترم المؤسسة القضائية ويطالب باجراء احكامها، وهذا هو رأي الائتلاف.

bull; هل بامكان المحادثات الايرانية - الاميركية واقعا ايجاد مخرج للازمات التي يعاني العراق منها؟

- سوف تؤثر بكل تأكيد، ويكون لها انعكاسات ايجابية لو توصل الجانبان الى فهم مشترك وتوافق في الموقف من الشعب والحكومة في العراق، وكذلك الموقف من القوات متعددة الجنسية، وغيرها من القضايا المطروحة وتسبب حالة من حالات الخلاف... فهاتان قوتان كبيرتان، فالقوة الاميركية موجودة على الارض مع هذا العدد الكبير من الجنود ولها تأثير وفاعلية في الوضع العراقي، ولا يمكن لاحد ان ينكر هذا الامر، وهي مدعومة بقرار من مجلس الامن... وايران ايضا دولة مهمة وكبيرة موجودة في المنطقة ولها علاقات متينة مع الشعب العراقي ممتدة لفترة طويلة، وبالخصوص خلال فترة حكم صدام حسين، اذ كانت الى جانب الشعب العراقي على مدار نحو ربع قرن، الى جانب السنة والشيعة والكرد والعرب والتركمان، وفي تقديري اذا ما تم التوافق بين هاتين الدولتين، فان تقدما سيحصل في مفردة الامن وستتحسن الاوضاع اكثر مما هي عليه الان.

bull; أيمكن التوقع بان تساهم هذه المحادثات في تسوية ملفات وازمات عتيقة ومزمنة بين طهران وواشنطن؟

- قد تمهد هذه المباحثات لو نجحت، لتفاهمات في الملفات الاخرى، وهدفنا في الوقت الحاضر هو قضية العراق، ونحن كعراقيين دعونا وندعو ونسعى من اجل ايجاد حوار منتج وبالتالي يصب في مصلحة الشعب العراقي، وهذا هو الهدف الاول. ولكن من الممكن ان يمهد التوافق الايراني والاميركي في الملف العراقي الى توافقات في ملفات اخرى بين الجانبين.

bull; ايران وسورية تدعوان باستمرار الى جلاء سريع للقوات متعددة الجنسية عن العراق، انتم كيف تنظرون للامر؟

- هذه المواقف ليست بالجديدة، فالجمهورية الاسلامية لها موقف من وجود هذه القوات في العراق، وهي كدولة من حقها ان يكون لها رؤيتها، وهذه الرؤية محترمة، اما نحن كعراقيين وكشعب عراقي، فاننا لانريد ان يتحول العراق الى قاعدة لقوات متعددة الجنسية، حالنا حال بقية الشعوب، لكن وبسبب الظروف الفعلية والملابسات وما تحقق على ارض الواقع، فان الحكومة العراقية هي المسؤولة عن المطالبة بحضور او عدم حضور هذه القوات، وهي المعنية بالطلب من مجلس الامن الدولي في استمرار او انهاء هذا الحضور، وان الحكومات السابقة والحالية طلبت بشكل رسمي من مجلس الامن بقاء هذه القوات، وان مجلس الامن استجاب لهذا الطلب العراقي، وبقيت هذه القوات... وان الحكومة ترى ضرورة بقاء هذه القوات لحين بناء المؤسسات والقوات الامنية والعسكرية العراقية، وبعد الانتهاء من بناء هذه القوات فانه سوف لن يكون هناك مبرر لوجود القوات متعددة الجنسية، وبكل تأكيد ان العمليات الارهابية التي تحصل في العراق تساهم في تمديد فترة بقاء هذه القوات، كما ان التأخر في بناء القوات الامنية العراقية يساهم هو الاخر في استمرار بقاء القوات الاجنبية، ونحن نأمل في ان يتقلص حجم العمليات الارهابية ويقضى عليها، ونتمنى ايضا حصول عملية بناء سريع للقوات الامنية العراقية حتى يمكن ان نطالب بجلاء هذه القوات، وتتم عملية الجلاء بالتدريج.

bull; ما صورة الاوضاع الامنية الراهنة في العراق؟

- حصل تحسن ملحوظ، وكل مراقب للشأن العراقي يلمس هذا التحسن بشكل واضح، وعلى مستوى الاحصاءات والارقام الدقيقة، فانه وحينما كنت في العراق قبل 3 أسابيع، قيل ان نسبة التحسن تتراوح بين 60 الى 70 في المئة، وهذا الامر كشفت عنه الجهات الرسمية المسؤولة عن رصد الاوضاع الامنية في العراق، وقبل يومين صرح رئيس الوزراء نوري المالكي بشكل رسمي، وباعتباره ايضا القائد العام للقوات المسلحة، بحصول نسبة تحسن في الاوضاع الامنية بمقدار 77 في المئة. وقبل ثلاثة ايام صرح الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون بانه وكمعدل يومي كان يتم العثور على 150 جثة مجهولة الهوية، ضحايا لعمليات قتل في ارجاء العراق، وقد انخفض هذا العدد الى جثتين، وهذا الامر طبيعي وهو موجود في معظم دول العالم، وهذا يعتبر حالة من التحسن الملحوظ، ونتمنى ان يستمر هذا التحسن... وطبعا مازالت هناك قوى ارهابية تعمل وتنشط ضد مصالح الشعب العراقي، وتستهدف ابناء الشعب، لكنها اليوم اصبحت ضعيفة، وان ذهاب السيد عمار الحكيم على رأس وفد من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى مدينة الرمادي، ممكن ان يكون من الارقام الصارخة، اذ لم يكن على سبيل المثال الذهاب قبل اربعة اشهر ممكنا الى تلك المنطقة، في حين يتم الان الذهاب والاجتماع والحوار لساعات طوال، بحضور عمدة شيوخ العشائر، اكثر من 40 شيخاً، ويجري الحوار بشكل علني وامام وسائل الاعلام، وهذا الشيء لم يكن يحدث سابقا لكن اليوم يحصل العديد من هذه الحالات. وهذه كلها ارقام جيدة وايجابية ويمكن التعويل عليها... واساس التحول في تقديري هو قناعة القوات الاميركية في استراتيجيتنا التي كنا نعتمدها وماكان الاميركيون يقبلونها، وهي الاعتماد على الشعب من خلال العشائر واللجان الشعبية او أي تسمية من التسميات الاخرى، اذ كان الاعتماد فقط على التشكيلات العسكرية والامنية، وفي كل دول العالم من الواضح انه حينما يكون هناك تحديات كبرى فانه لايمكن لهذه القوى ان تتحمل المسؤولية لوحدها في مواجهة تلك الحديات، لذلك كان لابد من الاعتماد على القوة الهائلة المتمثلة بابناء الشعب العراقي، وحينما تم اعتماد هذه الاستراتيجية والتعاون والتعامل مع ابناء الشعب العراقي، تحققت هذه الانتصارات والمتغيرات الامنية في العراق.

bull; لقاء السيد عمار الحكيم مع قادة وشيوخ العشائر في الرمادي اتسم بالحميمية، هل تعتقدون ان هذه المشاعر ستبقى ؟ الا توجد لديكم هواجس من انقلاب مجالس الصحوة والانقاذ وغيرها مستقبلا على الحكومة المركزية؟

- هذه الاحتمالات تبقى قائمة، لكن الشيء المهم هو ان البعض كان يراهن على صدام بين الشيعة والسنة، والبعض الاخر كان يعتقد بوجود تصادم بين الجانبين، ويسعى لايجاد شرخ وتعميقه، ونحن منذ البداية اكدنا عدم وجود تصادم بين السنة والشيعة، فهناك توادد ومحبة، وهناك حالة من التلاقي والترابط وعلاقات حميمية، ويوجد هناك عدو خارجي يسعى لايقاع الفتنة بين الشيعة والسنة... والتعبير عن حقيقة اواصر المحبة بين الجانبين تجلت صوره واضحة في اجتماع الرمادي، اذ من دون مقدمات ومؤتمرات ولقاءات وعقود واتفاقيات وامضاءات، من دون أي شيء، حينما ذهب السيد عمار الحكيم الى الرمادي واجه مشاعر محبة، واعتبر اهل الرمادي اعضاء الوفد اخوة وابناء لهم، وهذه المشاعر كانت متبادلة، فهذا مانشعر به حيال اهلنا واحبتنا في الرمادي ايضا، وبالتالي نسعى جميعا لان تكون علاقات متينة وواسعة... وقد يكون الاهم من اللقاء نفسه، هو انعكاسات اللقاء على عموم الاوضاع في العراق، وفي داخل الاوساط السنية والشيعية، كانت هنالك حالة من الترحيب والتثمين الكبيرين بهذا اللقاء، وقد رحبت المرجعية الدينية المتمثلة بالامام السيد علي السيستاني وشيوخ العشائر وعموم الناس بهذه المبادرة، ورحب الوسط السني ايضا بهذا اللقاء لما يمثله من تصوير طبيعي للعلاقات بين ابناء الشعب العراقي.

bull; كان للقادة الشيعة ومراجع التقليد اهتمامات بقضايا اهل السنة ومايتعرضون له من تنكيل على يد نظام صدام حسين، هل يدرك الوسط السني الحالي تلك الاهتمامات؟

- نعم بكل تأكيد، ففي هذا اللقاء الذي هو لقاء عفوي من دون مقدمات، تطرق المتحدثون عن مواقف الامام السيد محسن الحكيم، والعلاقة التاريخية الموجودة مع المرجعية الدينية الشيعية وعلاقة الامام الحكيم مع ابناء المنطقة السنية، وحتى اليوم هم يحسون بهذه العلاقة ويعتقدون اننا نحن وهم جزء من هذا الشعب، وبالتالي يجب ان يتحمل الجميع المسؤولية لانقاذ هذا الشعب، وان الحالة الطبيعية السابقة كانت هي هذه الحالة.

bull; هل تؤيدون عملاً عسكرياً تركياً ضد حزب العمال الكردستاني؟

- نحن دعونا الى حل سلمي، واي حالة من حالات الحرب والاجتياح والعمليات العسكرية الكبرى، ستؤدي الى مضاعفات، ونحن نسعى لان تكون المنطقة هادئة لكن مع ملاحظة ان يكون الامن للجميع، لذلك نعتقد بان موقف حزب العمال الكردستاني هو موقف خاطئ وموقف تعد وموقف يتعارض مع الدستور العراقي، فهؤلاء ينطلقون من العراق ويعرضون امن دولة مهمة مجاورة للعراق للخطر، في وقت نحن بأمس الحاجة الى علاقات ايجابية معها، لذلك ان موقف جميع العراقيين واحد ازاء هذا الحزب. ونتمنى ان تتم تسوية هذه القضية دون الرجوع الى عمليات عسكرية كبرى.

bull; هل تنصحون ايران وفي ضوء مانفذته من قصف مدفعي اخيرا ضد معاقل جماعة بيتشاك التي هي فرع من حزب العمال الكردستاني، في داخل الاراضي العراقية، بالانخراط في حوار لتسوية مشكلتها مع هذه الجماعة كما هي دعوتكم للجانب التركي؟

- يجب الا يتم تعريض امن ايران للخطر، خصوصا من قبل مجموعات ارهابية موجودة في داخل العراق، اذ لايجوز حسب الدستور العراقي ان يكون العراق مقرا او ممرا لاي مجموعة ارهابية تعمل ضد الدول الاخرى، واذا كانت بعض المجموعات موجودة في الاراضي العراقية فيجب التخلص منها، والسعي لايجاد امن وسلام في المنطقة، وان الامن يجب ان يكون للجميع، اذ لايمكن تجزئة الامن أي ان تكون بقعة آمنة واخرى غير آمنة، ان المنطقة برمتها يجب ان تكون آمنة.

bull; لدى بعض الدول في المنطقة الخليجية هواجس من الانشطة النووية الايرانية، هل لديكم في العراق هواجس مماثلة؟

- لايوجد لدينا مثل هذه الهواجس باعتبار ان ايران اعلنت اكثر من مرة بان برنامجها النووي هو برنامج سلمي مخصص للاغراض المدنية، ولم يتم اثبات ان هذا البرنامج هو برنامج غير سلمي، لذلك لايوجد لدينا هواجس ازاء هذه الانشطة... لكن لدينا هواجس، لاسمح الله، ان تقع حالة من التصادم بين ايران واميركا، وبالتالي فان تطورات كهذه ممكن ان تؤدي الى حالة من التشنج الامني في المنطقة، لذلك نرى انه من الضروري ان تسعى بلدان المنطقة جميعها باتجاه ايجاد تسوية سلمية وديبلوماسية لهذه القضية.

bull; وهل بحث الائتلاف العراقي الموحد هذه القضية مع القادة الاميركيين؟

- بالطبع فعلنا ذلك، وان الائتلاف وغير الائتلاف، نحن كقوى عراقية في داخل العراق ناقشنا هذه المسألة مع قادة اميركيين.

bull; وكيف تفسرون استمرار الجانب الاميركي بعدم قناعته في سلمية البرنامج النووي الايراني؟

- على أي حال ان اميركا دولة عظمى ولها قناعاتها الخاصة، لكن نحن نعمل على ان تحل هذه القضية بالطرق السلمية.

bull; تشعرون بالخطر من قيام القوات الاميركية بتسليح مجموعات مسلحة متهمة من قبلكم بارتكابها جرائم ضد الشعب العراقي، هل نجحتم في اقناع الاميركيين بضرورة عدم المضي في هذا الامر؟
- نحن عملنا الكثير ومازلنا نعمل، ونؤكد باستمرار على ان أي تسليح يجب ان يكون بالتوافق مع الحكومة العراقية وتحت اشرافها ومعرفتها، وهذه هي رؤيتنا، وعندما نطرح هذه الرؤية تظهر القوات متعددة الجنسية القبول بها، لكن نسمع بعض الاحيان حالة من التجاوز، ونعمل على عدم حصول مثل هذا التجاوز.

bull; ما صحة ما اثير اعلاميا عن مساع عربية بدعم اسرائيلي لاقامة كنفيديرالية في محافظات العراق الغربية السنية، على ان تنفصل مستقبلا عن العراق وتندمج تدريجيا مع الاردن وتتحول الى منطقة لايواء اللاجئين الفلسطينيين؟

- نعتبر هذا الامر جزءاً من اجزاء الخيال في الوقت الحاضر، اذ لا توجد قوة او مجموعة في العراق اصيلة تعمل من اجل الانفصال أو الكنفيديرالية او الخروج، وانما العراقيون صوتوا على الدستور، وهو دستور واضح وصريح في تفصيله للنظام الاداري العراقي، وتم تحديد موضوع الفيديرالية لاجل ان يكون هناك عراق واحد، ومن اجل ابقاء العراق واحدا ومستقلا ومستقرا، وهذه هي ارادة العراقيين، اما مشاريع اخرى وافكار وخيال الاخرين، فالخيال لاحدود له ومن الممكن ان تطرح الكثير من النظريات في هذا الجانب.

bull; طالبتم اطرافا عربية بتسليم المطلوبين من قادة نظام صدام حسين، ما آخر التطورات؟

- مع الاسف ان بعض دول المنطقة لم تكن سابقا مقتنعة بالتحول الذي حصل في العراق، والتغيير الحاصل في هذا البلد، ولذلك لم يكن لها موقف متعاطف مع القضية، مع كل القضية العراقية والعراقيين، لذلك نرى ان بعضا منها قصّرت في موقفها من الارهابيين الذين كانوا يدخلون الى العراق عبر اراضيها او بدعم من جهات موجودة في داخل تلك البلدان، لكن اليوم بدأت الاوضاع بالتحسن التدريجي وان القبول بالواقع الجديد هو افضل من السابق.

bull; جبهة التوافق وضعت مجموعة شروط لاعادة وزرائها الى الحكومة، فما موقفكم؟

- لقد نصحنا الاخوة في جبهة التوافق في ان يكون لديهم حالة من التروي في خطوة سحب وزرائهم، واكدنا ضرورة العمل من اجل الوصول الى حل مقنع ومرض لجميع الاطراف، لكن مع الاسف حصل نوع من التصعيد، ومازالت المباحثات مستمرة من اجل اقناعهم بارجاع وزرائهم الى الحكومة حتى نستمر كحكومة واحدة تعمل من اجل كل العراقيين.

bull; لدى وزارة النفط العراقية اشكاليات على العقود المبرمة بين حكومة اقليم كردستان وشركات نفطية اجنبية، هل من شأن هذه القضية ان تؤثر في علاقة الاقليم مع الحكومة المركزية؟

- في هذه القضية وغيرها، انا ارى بانه يوجد دستور واوضاع جديدة بكل معنى الكلمة، ولم تكن لها سابقة في العراق، والتحول الكبير الذي حصل، لذلك فان كل طرف قد يرى ان هذه القضية أو تلك هي من صلاحياته، وبالتالي يحصل اختلاف في وجهات النظر وغيرها من المسائل، لكن من خلال العلاقة الوطيدة الموجودة بيننا وبين الاخوة الكرد الموجودين في داخل الحكومة، وقبول الحكومة المركزية باصل فيديرالية الاخوة الكرد، ومن خلال التعاون مع هؤلاء الاخوة، يمكن تسوية مثل هذه القضايا والخلافات.

bull; الكثير من الاطراف السنية تعتقد بان عنصر المحاصصة كان العامل الاساس في اثارة الازمات الامنية والسياسية في العراق. ما وجهة نظركم؟

- هذا الامر عار عن الصحة، والهدف من مثل هذه الاقاويل هو تشويه بعض الجهات عن عمد أو غير عمد، لذلك تقوم بعض الاطراف باثارة هذه المزاعم واعتبارها اساس المشكلة في العراق، وبدلا من عنوان المحاصصة كنا طرحنا سابقا عنوان المشاركة، اذ يوجد واقع في داخل العراق، وهذا الواقع هو ان العراق يتكون من مجموعة مكونات من شيعة وكرد وسنة واطراف اخرى، هذه الاطراف كانت في السابق وبعد حصول التحول الكبير في العراق وازالة النظام، قلقة وغير مطمئنة، فالسنة يخشون من تحالف شيعي كردي للقضاء عليهم، والكرد يخشون من بروز حالة جديدة وان يتم التسلط عليهم وألا يعطوا حقوقهم بعد اكثر من خمسة عقود من التضحيات، والشيعة يرون انهم ضحوا وهجروا وقتلوا في مقابر جماعية وغيرها من القضايا والتركمان يرون كذا وكذا، لذلك كانت رؤيتنا في ان يشترك الجميع على مستوى القرار ومستوى التنفيذ، كانت هذه هي رؤيتنا حتى يطمئن الجميع الى مرحلة محددة، ومن ثم تنتهي هذه المرحلة، حينما يكون هناك اطمئنان ويشعر الجميع بالامان والاطمئنان، وانهم حصلوا على حقوقهم، وانهم محترمون في هذا البلد وان الدستور معهم وغيرها من الامور، حينئذ تكون الحالة حالة عادية... وقد عملنا على هذا الامر من فترة مجلس الحكم حتى اليوم، ففي هذا المجلس مثلا كان لدينا مسيحي واحد وهذا المسيحي لم يكن يرى نفسه انه هو واحد في مقابل اربعة وعشرين، بل كان يرى انه هو واحد زائد اربعة وعشرين، والتركماني كان واحد وهو ايضا كان يرى انه واحد زائد اربعة وعشرين، وهكذا الكرد بعددهم الموجود وغيرهم، وتم التوافق في قانون ادارة الدولة على كل العملية السياسية وخطواتها العشر ومايراد تنفيذه وتطبيقه، وسرنا في المرحلة الثانية، مرحلة الدستور وتم التصديق عليه، وقطعنا شوطا لما بعد الدستور ومازالت بعض احكام المرحلة الانتقالية تحيط بنا مثل ان قرار مجلس النواب يجب ان يصدق عليه من قبل اعضاء مجلس الرئاسة، واذا اعترض احد الاعضاء على القرار فان هذا القرار حينئذ يجب ان يعود وان يكون هناك تصويت واسع، وهذه مفردة من مفردات الشراكة ولاجل ان يطمئن الجميع انه لهم رأي وانهم موجودون داخل هذه العملية، وهذا هو الواقع. لكن في المرحلة المقبلة، أي بعد الانتخابات المقبلة ستكون المسائل بشكل آخر ووفقا لمبادئ الدستور العراقي، ستكون مسائل الاغلبية وبالتالي سوف ننتهي من هذه الفترة الفعلية... وان الهدف من طرح قضايا تحت مسميات المحاصصة الطائفية والمذهبية وشيء من هذا القبيل، هو التشويش، ونحن كنا ومازلنا نريد مشاركة حقيقية بين جميع المكونات وليست حالة المحاصصة بينها، حتى يكون للجميع حضور.

bull; كيف تصفون العلاقة الراهنة بين المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والتيار الصدري؟

- ان العلاقة جيدة، علاقة شبه طبيعية او يمكن القول انها علاقة طبيعية، اننا نحترمهم وهم يحترموننا، فالتيار الصدري هو جزء من ابناء الشعب العراقي، وهم ايضا معنا في العملية السياسية وبناء العراق، ونحن وهم مع الاخرين في بناء العراق الجديد الواحد، ونعمل من اجل اهداف مشخصة واحدة تصب كلها ان شاء الله في مصلحة الشعب العراقي.