زيّان
يحار نزار قبّاني من أين يبتدي مع غاليته وكلُّ ما فيها جميل مثير، وكيف يمرّر اليها دَفْق العشق والرغبة، وأجدني اليوم في مثل حيرة نزار وأنا أحاول أن أجد بداية لكلام عن quot;غاليةquot; اللبنانيّين التي حارت البريَّة في تشخيص حالها ووصف علاج تُستطبُّ به.
من أين يبتدىء الكلام السياسي في quot;أم الأزماتquot;، التي تتكسر رماح بعض ابنائها على نصال بعض اشقائها؟
من الفروع الاقليمية على تناقضها وتناغمها، أم من التشقُّقات العربيَّة، أم من بازار الصفقات الدوليَّة الممتد على خطين متوازيين؟
قبل ان ندخل في
التفاصيل الكبيرة والصغيرة التي علكتها الأَلسن والأقلام بكل اللغات، لا بدَّ من تسجيل سؤال توضيحي: ومحليا، ماذا عن عناتر الساحات، ومعطِّلي الجلسات والانتخابات الرئاسية؟
وماذا عن المبادرات والحلول والاقتراحات التي اندثرت، أو تبخرت، أو ضاعت في متاهات المعرقلين والمعطلين؟
لا شيء لهذا الداخل التعس، الذي لا يُحسد لبنان عليه، ولا يتمنى أحد لشعب ما ابتلي به اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم واهوائهم.
لا شيء سوى تنفيذ الأدوار والمهمّات وتمديد أَجَل التعقيدات والصعوبات، ريثما تجد واشنطن ان الوقت أصبح مناسباً والرياح مؤاتية للدخول في الصفقات.
ولا شيء الآن، أو في المدى المنظور. والمستعجلون المستقتلون لرمي قشة الفتنة والاقتتال فتحوا أبواقهم على آخر عياراتها، مختتمين بالتصعيد سنة تنذكر ما تنعاد... ومستبقين سنة جديدة قبل ان تدخل، بكل ما من شأنه تأجيج الخلافات والصراعات.
وبكل ما تحتاج اليه الدبكة كي تنزل الى الزواريب والشوارع.
ولكن لا بأس في مثل هذه الحالات بالتشبُّث بالحكمة والتعقُّل، والتذكًّر دائماً ان الأكثرية الواعية والراشدة من اللبنانيّين هي التي تمثل أم الصبي الذي يسعون الى فسخه.
والراسخون في العلم والخبرة، الذين صقلتهم التجارب والمحن، يدعون الناس سواء في ضيعة جبال المجد أو لدى أهل القاطع، للتمسُّك برباطة الجأش والصبر الى ان يحين موعد فتح سوق البازار الكبير. فلكل محنة مهما اشتدت نهاية، ونهاية المحنة اللبنانية لم تعد بعيدة. فهذه سنتها.
التعليقات