في خطاب له لمناسبة ذكرى انطلاقة laquo;فتحraquo; والثورة الفلسطينية

رام الله - محمد يونس

في ذكرى انطلاقة حركة laquo;فتحraquo; والثورة الفلسطينية، دعا الرئيس محمود عباس في خطاب امس حركة laquo;حماسraquo; الى فتح صفحة جديدة، وعَرضَ عليها انتخابات مبكرة للخروج من laquo;الجحيم الذي فرض عليناraquo;. وكانت laquo;فتحraquo; دعت انصارها في قطاع غزة الى عدم تنظيم احتفالات حاشدة في هذه المناسبة، والاكتفاء باضاءة الشموع حقناً للدماء بعد قرار حكومة laquo;حماسraquo; منع الاحتفالات وملاحقة انصار الحركة واعتقال العشرات منهم.

وتضمن خطاب عباس لهجة جديدة تجاه laquo;حماسraquo; منذ سيطرتها بالقوة المسلحة على قطاع غزة في حزيران (يونيو) الماضي، وعُزي الى ضغوط عربية من اجل تحقيق مصالحة وطنية داخلية، اضافة الى اشتداد الازمة التي يعيشها سكان قطاع غزة تحت حكم laquo;حماسraquo;.

واعتبر عباس دعوته laquo;مبادرة باسم الشعب الفلسطيني واشقائه العرب واصدقائهraquo;، وقال: laquo;من موقع المسؤولية الوطنية العليا، ولكي نمحو كل الضبابية والسواد عن صورتنا المشرقة كشعب وكمؤسسة وكقضية، ورغم الممارسات الإجرامية والمناقضة لتراث شعبنا وقيمه من قيادات حماس وميلشياتها التي تواصل الاعتقالات والقتل والتعذيب وتحاول بالقوة منع المهرجانات والاحتفالات بذكرى انطلاقة ثورتنا ... أدعو من بادروا إلى الانقلاب أو ما أسموه الحسم العسكري، إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات في إطار بيتنا الفلسطيني الواحد ... نخط سطورها باتفاق ذي صدقية، مبني على شراكة ... فلا مجال لأي طرف أن يكون بديلاً عن الآخر ... بل الحوار والحوار والحوار حتى يتعمق التفاهم وتدوم الشراكةraquo;. واستدرك قائلا: laquo;لن أسمح بالاستقواء بأي حل عسكري في صوغ العلاقات الداخلية بأبعادها المختلفةraquo; او ان يصبح laquo;الانقلاب سُنّة متبعةraquo;.

ودعا عباس laquo;حماسraquo; الى التراجع عن انقلابها في غزة لتحقيق المصالحة، وقال: laquo;إن التراجع عن الانقلاب أسهل وأفضل ألف مرة من استخدامه كمطلب للحوار، وأصبح واضحاً الآن أن نتائج ما أقدمت عليه حماس في قطاعنا الحبيب زاد معاناة الن اسraquo;. وتعهد ان تكون الانتخابات المقبلة laquo;وليدة تفاهم أخوي عميق، وأن تجري بكل نزاهة وشفافية كما حصل في كل انتخاباتنا السابقةraquo;، وraquo;أدعو الجميع، فتح وحماس وكل الفصائل، الى درس هذا الخيار وعدم التسرع كالعادة برفضهraquo;.

واعرب عن تفاؤله بعقد المؤتمر العام لـraquo;فتحraquo; الربيع المقبل لـraquo;تحقيق ما نطمح اليه في انبعاثة جديدة عصريةraquo;. وكشف ان المجلس المركزي لمنظمة التحرير سيجتمع في غضون اسبوعين، وسيدعو المجلس الوطني للانعقاد، وذلك ضمن مساعي تفعيل منظمة التحرير، مشيرا الى انه يعتزم تشكيل لجنة عليا للمفاوضات.

وتعهد العمل من اجل laquo;سلطة واحدة، وسلاح شرعي واحدraquo;، وحمل بشدة على laquo;حماسraquo;، مشيرا إلى laquo;ما يسمى بسلاح المقاومة المرفوع في غزة، والذي نعلم علم اليقين مرجعياته وأهدافه ومقاصده، لم يجلب لغزة وأهلها الصابرين الصامدين سوى الضحايا والوبال. وليس سراً نكشفه أن أدعياء المقاومة، وعندما باتوا بدائرة التهديد المباشر، سارعوا للمطالبة بهدنة ذليلة لحماية رؤوسهم وامتيازاتهمraquo;.

واشاد بمؤسس laquo;حماسraquo; الشيخ الراحل احمد ياسين، ووصفه بأنه laquo;شهيد كبير كان مثالاً لاستخدام العقل في زمن الجنوح والجنون، حريصا على الدم الفلسطيني، القائد الذي لو ظل على قيد الحياة ... لما رأينا ربما انقلاباً ولا دماً فلسطينياً يسيل على ارض غزة بأيدٍ فلسطينية ... وأدعو من لا يزالون يقيمون وزناً لتاريخه وتضحياته وعقلانيته ان يستذكروه، ويتظللوا به، حين يقررون العودة عما فعلواraquo;.

من جهة اخرى، قال عباس ان استمرار الاستيطان يقوّض العملية السلمية التي انطلقت في مؤتمر laquo;انابوليسraquo; ويمنع حل الدولتين.

وبعد ان اشار الى ان السلطة وفت بالتزاماتها كافة في اطار laquo;خريطة الطريقraquo;، طالب اسرائيل بأن laquo;تفي بالتزاماتها بوقف النشاطات الاستيطانية وإزالة ما يسمى بالبؤر العشوائية، ورفع الحواجز العسكرية، ووقف البناء بجدار الفصل العنصري، وإعادة فتح المؤسسات المدنية بالقدس، ووقف الاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات، والبدء باطلاق فعلي واسع للأسرى والمعتقلينraquo;. كما دعاها الى قبول مبادرة السلام العربية التي ستوفر لها laquo;كنزاً من العلاقات الجديدة مع معظم دول العالم، ان لم اقل جميع دول العالم العربي والاسلاميraquo;.