أنور صالح الخطيب
لا نحتاج لتوقعات المنجمين وقارئي الفنجان والودع لنعرف كنه ما يحمله العام الجديد من أخبار حزينة أو سعيدة.
نظرة بسيطة لأحداث اليومين الماضيين ليس في العالم العربي ومنطقتنا المشتعلة بل في أنحاء العالم لنخرج بنتيجة عكس ما خلص إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش أي أن العالم أصبح أقل أمنا.
من عنف في كينيا وهذه في إفريقيا إلي عنف في سيرلانكا وقبلها في الباكستان وهذه في آسيا إلي مقتل دبلوماسي أمريكي في السودان وهذه عودة إلي إفريقيا إلي القتل اليومي المجاني في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.. إلي انفلات الأعصاب في بيروت صبيحة العام الجديد مما ينذر بشر مستطير.
في ظني أن ضاربي الودع وقارئي الفنجان زبائن دائمين لأخبار وكالات الأنباء فمن هذه الأخبار يقومون بإنتاج توقعاتهم التي أصبح أي شخص هاو علي صلة بسيطة بعالم السياسة أن يتنبأ بأحداث العام وينجح بذلك بنسبة كبيرة.
العام الجديد أفصح عن نفسه منذ الساعات الأولي فهو عام منذر بالعنف والموت والقتل والخراب وليس منذراً بالحب أو السلام أو الرخاء كما نشتهي ونتمني ويتمني معنا البسطاء في أطراف المعمورة.
ليس بعد الظلم ذنب وستبقي البشرية تكتوي بالحروب والمآسي وأخبار القتل والعنف طالما أن من يقود دفة العالم يفتقر لمنظومة قيمية وأخلاقية تعزز من مكانة الإنسان وترتقي به بوصفه خليفة الله في أرضه الذي لا يجوز أن تغتال حياته أو تنتهك حقوقه أو تهان كرامته أو يجوع أو يعري بينما قلة في سقف العالم تستغله حتي الموت. وتسرق خيرات أرضه لتزيد أرصدتها وتزيد في جبروتها وقوتها.
حينما يغيب العدل وتنتهك حرمات الناس ويستقوي القوي علي الضعيف فأذن بحرب تأكل الأخضر واليابس يذهب فيها الصالح بذنب الطالح.
نحتاج إلي منظومة قيم تحمي الضعيف وتقف إلي جانبه حتي يصبح قويا وتأخذ حق الضعيف من القوي المتسلط ومنظومة من الأخلاق تمنع استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
وتمنع الدول الكبري من التسلط واستغلال موارد وإنسان الدول الفقيرة وقتها قد يصبح العالم آمنا وتصبح فيه الحياة نعمة لا نقمة.
التعليقات