إقبال السعوديين على تصميم الحدائق المنزلية وتنسيقها ينشط المنافسة في مجالها

جدة- الشرق الأوسط

تقليعة جديدة تغزو مساكن السعوديين هذه الأيام، لتجعلها أشبه بالجنان والحدائق المعلقة في الحكايات.. اللون الأخضر والرائحة العطرة للعشب تقيم فوق منازل السعوديين، وفي قلب شققهم، وهذا ما يؤكده خبراء تصميم وتنسيق الحدائق المنزلية التي ازداد الطلب عليها في السنوات الأربع الأخيرة بشكل منقطع النظير. رمزي العتيبي، المدير التنفيذي بشركة رابية الزراعية، إحدى الشركات المتخصصة في العناية بالحدائق المنزلية ومستلزماتها، يؤكد أن الطلب عليها يتزايد بشكل كبير جداً في السنوات الأخيرة الماضية. ويعزو العتيبي هذا الإقبال لانتشار ثقافة عامة تهتم بالزينة والتشجير ورفع مستوى الحياة التي يعيشها السعوديون باختلاف فئاتهم الاجتماعية.

ويقول laquo;بشكل عام فإن استخدام الأسطح للزراعة وإقامة الحدائق، أمر يتناسب بشكل كبير مع خصوصية الأسرة السعودية من جهة، وطبيعة المناخ من جهة أخرى، إنها تمنح المنازل مساحة بيئية جميلة مريحة للأعصاب يمكن أن تستثمرها العائلة في الجلسات الحميمية واستقبال الضيوف. كما أنها تلطف من حرارة الجو، وهذا ما يجعلها شبه ضرورة في منازل الكثير من السعوديين حالياً. وحتى أولئك الذين يسكنون الشقق أصبح لديهم توجه كبير لإضافة هذه الزيادة إلى منازلهم، مستغلين شرفات شققهمraquo;. ويتابع laquo;هناك أنواع مختلفة لكن الأكثر تكراراً في منازل السعوديين وأسطحهم عادة ثلاثة مخططات ترسم الملامح الأولية لشكل الحديقة الافتراضي؛ الشكل الأول هو الطراز الطويل الضيق، والطراز الصغير، وأخيراً هناك الشكل المربعraquo;.

هواية السعوديين الجديدة بنثر اللون الأخضر قريباً من زرقة السماء ليجاور الأخضر بياض الغيوم، ومد المسطحات الخضراء داخل منازلهم، نشطت إلى حد كبير سوق الزراعة والمختصين فيها، وأضفت على هذه السوق بعض الميزات التنافسية المهمة، كما يقول أشرف شاكر، مهندس زراعي متخصص في تنفيذ الحدائق المنزلية وتصميمها.

ويضيف شاكر laquo;الحدائق التي يقيمها السعوديون على أسطح منازلهم وشرفاتهم، وحدائقهم، تختلف كثيراً عن تلك التي يعمد إليها الغربيون والأوروبيون عادة، نظراً لاختلاف البيئة الطبيعية، وطرق الزراعة، ونوعية النباتات المزروعة. كما أن التسعيرة التي يعتمدها الخبراء متابينة جداً تبعا لطريقة التصميم، ومساحة الحديقة المنفذة، وهي تكلفة مرتفعة نسبياً، وأكثر الزبائن من السيدات اللاتي يحرصن على الاهتمام بتفاصيل الحديقة المنزلية والوقوف على أدق التفاصيل بهذا الخصوص. أما أغرب الطلبات التي واجهها شاكر خلال مهنته، هي من بعض السيدات اللاتي يحضرن معهن صوراً خاصة لمنازل نجوم وفنانين معروفين في هوليود، وهن يطلبن تنفيذ التصاميم ذاتها على الرغم من اختلاف المساحات في أغلب الحالات.

من جانب آخر، يؤكد الدكتور أشرف التركي، وهو متخصص في مجال الحدائق، أن العمل على تصميم الحدائق والعناية بها، مهمة شاقة جداً تتطلب الكثير من التعليم والتدريب، والممارسة، وهو علم حديث نسبياً تعود بداياته كتخصص يبحث أنشطة الزراعة لما يقارب 100عام، حيث انطلق في الولايات المتحدة، ولم يصل إلى الشرق الأوسط إلا في نهاية حقبة الثمانينات من القرن الماضي. وكانت السعودية قد شكلت سوقاً خصبة ومهمة في استقطاب كفاءات زراعية أوروبية ساهمت في إدخال هذا التخصص الجديد إلى سوق العمل السعودية وتطويره. ويقول التركي laquo;يبدأ المخطط العام لأي حديقة برسم على الورق يوضح الخطوط الأساسية والملامح الرئيسية للحديقة، ومن ثم إحضار الاكسسوارات اللازمة والملائمة والمظلات الواقية من التعرض لأشعة الشمس القوية، والمفروشات، التي تعمل على إضافة بعدٍ جماليٍّ لمنظر الحديقة العام وهي أمور مرتبطة بشكل أساسي بالتصميم الأولي وفكرة الحديقة وقد يكون توفيرها أمراً بالغ الصعوبة، إضافة إلى درجة التحكم في الإنارة الداخلية أو الخارجية والتي توظف أيضاً بشكل جمالي في إبراز تصميم الحديقة، إلى جانب مستوى المياه والري المناسب والآلية المستخدمة سواء كانت عن طريق التنقيط، او استخدام الرشاشات المائيةraquo;.