هددوا باسقاط الحكومة اذا لم تلب مطالبهم حول النفط وكركوك

بغدادـ هاني عاشور

جاء تصريح الدكتور محمود عثمان القيادي البارز في كتلة التحالف الكردستاني الي أن التحالف قد ينسحب من حكومة نوري المالكي في حال عدم الإستجابة لمطالبه، عندها من غير الممكن لهذه الحكومة أن تستمر في أداء مهامها، ليؤشر عن اختلافات بين الاكراد وحكومة المالكي تهدد التحالف الرباعي المبرم بينهما. وفي هذا الصدد كشفت مصادر كردية أن قائمة التحالف الكردستاني وبالتشاور مع القيادة السياسية الكردية سلمت اواخر الشهر مذكرة الي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تتضمن شكاوي كثيرة ضد المالكي حول عدم سعيه لايجاد حلول مناسبة لمشاكل العراق بشكل عام وعدم تحسينه للعلاقات بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم بشكل خاص.

وتأتي هذه الشكاوي في وقت لوحت فيه الادارة الكردية من خلال تحالفها مع رئيس الحزب الاسلامي طارق الهاشمي بانها يمكن ان تغير تحالفاتها داخل العملية السياسية.

وتشير مصادر سياسية مطلعة الي ان رئيس الوزراء نوري المالكي تسلم الخميس الماضي رسالة من القيادة الكردية، عبرت فيها عن انتقادات شديدة لاداء الحكومة، في الوقت الذي اعتبرت القيادة الكردية ان المشاكل بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية في بغداد المتعلقة بالمادة 140 والبيشمركة وميزانية الاقليم وعقود النفط مسائل يمكن حلها بالتفاهم ومن خلال الاسترشاد بالآليات التي حددها الدستور.

وبحسب المصادر فان الرسالة اشارت الي انتقادات تتعلق بموضوع المصالحة الوطنية واليات تفعيل مشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه المالكي في حزيران (يونيو) من العام الماضي، التي لم تجد الياتها اي تنفيذ علي الارض، مثلما اشارت الي الدور الذي يلعبه مستشارو المالكي واللجان التي يشكلها في مكتبه والتي تشكل اغطية للوزارات، وقللت من فعالية الوزراء علي القيام بمهامهم.

وانتقدت الرسالة تدخلات رئيس الوزراء المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، من خلال الاتصال مع ضباط من صغار الرتب او ضباط ميدانيين وتجاوز علي المرجعيات القيادية التي يرتبط بها هؤلاء الضباط. ويأتي تسليم هذه الرسالة بعد الاعلان عن توقيع مذكرة تفاهم دوكان بين الحزبين الكرديين والحزب الاسلامي العراقي.

وبحسب المصادر فان الرسالة، تسببت بغضب شديد من جانب المالكي، لا سيما انها جاءت من التحالف الوحيد الباقي معه في الحكومة، ما ادي به الي استدعاء وزير الخارجية هوشيار زيباري علي الفور، وحمل عليه بشدة، واعتبر المالكي الرسالة طبخة يقف وراءها كل من مسعود البارزاني وبرهم صالح.

لكن المصادر الكردية اوضحت أن المذكرة تحدثت عن عدم قدرة المالكي علي حل مسألة كركوك، وتعليقها حتي الآن، بالإضافة إلي عدم إيجاد حلول للمشاكل الخاصة بمسألة النفط والبيشمركة. وأن المذكرة تتحدث عن مشاكل أخري، سيتم الإفصاح عنها في الوقت المناسب.

وحول هذا الموضوع، أعلن جمال عبد الله المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان في تصريح خاص لصحيفة (ئاسو) الكردية أن وفداً كردياً سيتجه إلي بغداد لإتمام المحادثات الخاصة بمسألة كركوك والنفط والبيشمركة.

كما أشار عبد الله إلي أن لدي حـــكومة إقليم كردستان تحفظات كثيرة علي المالكي حول مسألة كركوك والنفط والبيشمركة.

وأكدت المصادر أن مذكرة القيادة الكردية قد كُتبت بلهجة حادة، جاء هذا في وقت زار فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بريطانيا لإجراء فحوصات طبية، في حين أعلنت مصادر غير رسمية أن المالكي كان قد تعرض لنوبة قلبية.

كما وكان مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان قد أعلن في مؤتمر صحافي، عقده مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، أن زيارة الوفد الكردي إلي بغداد برئاسة نيجيرفان البارزاني لم تسفر عن أي نتائج.