توقعات بمزيد من الضغوط الغربية علي إيران في العام الجديد

فييناrlm; - rlm; مصطفي عبداللهrlm;

حظيت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنصيب الأسد في أبرز الأحداث العالمية التي شهدها العام المنصرمrlm;,rlm; وكان في مقدمتهاتطورات الملفين النوويين لإيران وكوريا الشماليةrlm;,rlm; فبالنسبة للبرنامج النووي لكوريا الشماليةrlm;,rlm; بدأ التطور بإعلان بكين في فبراير للمجموعة السداسيةrlm;,rlm; الذي وافقت فيه بيونج يانج علي تفكيك برنامجها النووي العسكريrlm;,rlm; مقابل الحصول علي مساعدات في مجال الطاقةrlm;.rlm; rlm;

..rlm; وبدأ تنفيذ الاتفاق وزار مفتشو الوكالة مفاعل يونجبيون النووي في كوريا الشمالية وتم إغلاقه بعد أن تلقت كوريا الشمالية بعض المساعدات التي وعد بها المجتمع الدوليrlm;.rlm;

أما الملف النووي الإيرانيrlm;,rlm; الذي يعتبر أكثر الملفات الدولية إثارة للجدلrlm;,rlm; فقد شهد تطورات كبيرة أهمها إصدار مجلس الأمن الدولي القرارينrlm;1737rlm; وrlm;1747rlm; بفرض عقوبات علي طهران لعدم وقفها أنشطة تخصيب اليورانيومrlm;,rlm; هذا فضلا عن اتفاق الشفافية الذي تم التوصل إليه بين علي لاريجانيrlm;,rlm; الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للأمن القومي الإيرانيrlm;,rlm; والدكتور محمد البرادعيrlm;,rlm; مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذريةrlm;,rlm; في الحادي والعشرين من شهر أغسطس الماضيrlm;,rlm; الذي أعلنت إيران بمقتضاه التزامها بإنهاء جميع المسائل والقضايا التي مازالت عالقة في برنامجها النووي من خلال جدول زمني محددrlm;.rlm;

وبمقتضي هذا الاتفاقrlm;,rlm; أعلنت الوكالة إغلاق مسألة تجارب البلوتونيوم وأجهزة الطرد المركزي المتطورةrlm;(rlm; بيrlm;1rlm; وبيrlm;2),rlm; وهي الآن في طريقها لإعلان تقييمها حول ردود وإجابات طهران حول مصدر التلوث باليورانيوم عالي التخصيب الذي عثر مفتشو الوكالة علي معدات نووية خاصة به في الجامعة التقنية بطهرانrlm;,rlm; والمتوقع أن يتم ـ الإعلان ـ في شهر يناير الحاليrlm;,rlm; علي أن تنتهي الوكالة من باقي المسائل والقضايا الأخري في شهر مارس المقبل كما يتوقع الجانبانrlm;.rlm;

ويعتبر المراقبون أن اتفاق الشفافية كان خطوة تكتيكية مهمة من جانب إيران تهدف في الأساس إلي تقويض مساعي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الرامية إلي فرض عقوباتrlm;,rlm; يضاف إلي ذلك رهان طهران علي الموقفين الروسي والصيني الرافضينrlm;,rlm; من حيث المبدأrlm;,rlm; فرض مجموعة ثالثة من العقوباتrlm;,rlm; لاسيما في ظل استمرار إيران في تعاونها مع الوكالة بشفافية تامة وبشكل كاملrlm;.rlm;

لكن تقرير الاستخبارات الأمريكية الأخيرrlm;,rlm; الذي صدر بداية شهر ديسمبر المنصرمrlm;,rlm; والذي أكد أن إيران لم تعد تتابع برنامجا نوويا عسكريا منذ خريف عامrlm;2003,rlm; حاصر إدارة الرئيس جورج بوش ووضعها في مأزق كبيرrlm;.rlm;

ولكن مع ذلك وضع التقرير السم في العسل لطهرانrlm;,rlm; حيث افترض ضمنا وجود برنامج نووي عسكري قبل عامrlm;2003,rlm; وأشار في الوقت نفسه إلي احتمال وجود مخاطر من البرنامج الإيرانيrlm;,rlm; مما يجعل الباب مفتوحا أمام مزيد من الجدل حول مستقبل التعامل الغربي والدولي مع الملف الإيرانيrlm;.rlm;

ويتوقع المراقبون أن يستمر الملف النووي الإيراني مفتوحا حتي بعد انتهاء الوكالة من جميع القضايا العالقةrlm;,rlm; لاسيما أن واشنطن تهدف من ذلك حماية أمن إسرائيلrlm;,rlm; واستمرار امتلاكها سلاح الردع النووي الذي صرح رئيس وزرائها إيهود أولمرت رسميا بامتلاك بلاده لهrlm;.rlm;

أي أن المسألة تخضع لسياسات المعايير المزدوجةrlm;,rlm; بحيث تركز علي الملف النووي الإيراني لتنزع منه التكنولوجيا النوويةrlm;,rlm; في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن البرنامج النووي العسكري والترسانة النووية التي تمتلكها إسرائيلrlm;.rlm;

وهذا يفسر صمت الولايات المتحدة والدول الغربية وعدم بذل أي جهد من أجل ممارسة الضغوط علي إسرائيل لكي تنضم إلي معاهدة منع الانتشار النوويrlm;,rlm; وتخضع منشآتها وأنشطتها ومواردها النووية لنظام الضمانات الشاملة ورقابة الوكالة رغم صدور العديد من القرارات الدولية في المحافل المختلفة التي تطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النوويrlm;.rlm;

أي أن إسرائيل تعتبر طرفا غير مباشر في أزمة الملف النووي الإيراني أعطت لنفسها الحق دون وجه حقrlm;,rlm; للهجوم علي الدكتور البرادعيrlm;,rlm; بسبب تقريره الأخير وتصريحاته التي أكد فيها أن البرنامج النووي الإيراني لا يمثل خطراrlm;,rlm; وعلي الفور طالب بعض المسئولين في إسرائيل ـ دون لباقة ـ بضرورة عزل البرادعي من منصبه لقوله كلمة حق بحيادية تامةrlm;,rlm; وسرعان ما أعاد تقرير الاستخبارات الأمريكية إلي الأذهان ما حدث قبل شن الحرب علي العراق في مارس عامrlm;2003,rlm; عندما أكدت تقارير الدكتور البرادعي عدم وجود دليل علي امتلاك العراق سلاحا نووياrlm;,rlm; ورغم ذلك ضربت إدارة الرئيس جورج بوش بهذه التقارير عرض الحائط وراحت تنفذ مخططاتها حتي وصل الأمر في العراق إلي ما هو عليه الآنrlm;.rlm;

وكان أقوي دفاع عن الدكتور البرادعي ردا علي الهجوم الإسرائيلي ما جاء من فرنسا والنمسا ومجموعة حركة عدم الانحياز ومجموعة الـrlm;77rlm; والصين في مجلس المحافظين من خلال بيان شديد اللهجةrlm;,rlm; أكد الثقة في تقارير المدير العام وموضوعيته وعمله بحيادية ونزاهة تامة وبحرفية كبيرةrlm;.rlm;

وبسبب إسرائيلrlm;,rlm; اعتبر الرئيس جورج بوش أن البرنامج النووي الإيراني مازال يمثل خطراrlm;,rlm; وهو هنا يقصد الخطر المحتملrlm;,rlm; لأن تقرير الاستخبارات نفي وجود خطر محدق بتأكيد عدم وجود برنامج نووي عسكري منذ أربع سنواتrlm;.rlm;

ولذلك يتوقع المراقبون أن تزيد الدول الغربية ضغوطها علي إيرانrlm;,rlm; بالتهديد بفرض عقوبات بين الحين والآخرrlm;,rlm; رغم استبعاد الكثيرين اتفاق الدول الكبري علي العقوباتrlm;.rlm;

ورغم أن تقرير الاستخبارات الأمريكية وضع مصداقية بوش علي المحك فيما يتعلق بالملف النووي الإيرانيrlm;,rlm; لكن الدول الغربية بدأت تركز علي ضرورة وقف إيران أنشطة تخصيب اليورانيومrlm;,rlm; مع أن تقارير الوكالة نفت وجود مواد تم تحريفها لأغراض تصنيع عسكري في إيرانrlm;,rlm; كما نفت وجود برنامج نووي عسكري أو غير معلنrlm;.rlm;

وفضلا عن ذلك تطالب هذه الدول طهران بتطبيق مقتضيات البروتوكول الإضافي الذي يسمح لمفتشي الوكالات بزيارات مفاجئةrlm;.rlm;

ويتوقع المراقبون أن يستمر الضغط علي إيران في العام الجديد من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية الحليفة يخدم الأجندة الأمريكية في أوروباrlm;,rlm; خاصة فيما يتعلق بنشر شبكة الدروع الصاروخية في بولنداrlm;,rlm; وكذلك محطة الرادار في جمهورية التشيكrlm;,rlm; حيث تبرر واشنطن إصرارها علي نشر هذه المنظومةrlm;,rlm; بما وصفته بالخطر الإيراني رغم أن أوروبا لا تقع داخل مرمي الصواريخ الإيرانيةrlm;.rlm;

ومن أجل هذاrlm;,rlm; سيظل قرارا مجلس الأمن الدوليrlm;1737rlm; وrlm;1747rlm; سيفا مسلطا فوق رقبة إيرانrlm;,rlm; لكونهماrlm;,rlm; وفقا لما يراه بعض المراقبين حسماrlm;,rlm; مسألة وقف طهران تخصيب اليورانيومrlm;.rlm; وتعتبر إيرانrlm;,rlm; وفقا لنظرة هؤلاءrlm;,rlm; مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدوليrlm;,rlm; مادامت مستمرة في أنشطة تخصيب اليورانيوم حتي ولو بنسبة ضئيلة لا تكفي إلا للاستخدام في الأغراض السلميةrlm;,rlm; ولم تصل بأي حال من الأحوال علي الأقل الآن إلي النسبة المطلوبة التي يمكن استخدامها في أغراض تصنيع عسكري والتي لا تقل عنrlm;95%.rlm;

لكن الإيرانيين من ناحية أخريrlm;,rlm; ينظرون إلي القرارين علي أنهما لم يستندا إلي أي أساس قانونيrlm;,rlm; لأن تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية هو حق للدول الأعضاء في معاهدة منع الانتشار النوويrlm;.rlm;

أيضا يخشي البعض أن يقوم مفتشو الوكالة بفتح أبواب أخري للاستفسارات والتساؤلات حول عناصر أخري في البرنامج النووي الإيراني حتي بعد إنهاء القضايا والمسائل العالقة فيهrlm;.rlm;

فالوكالة لها الحق في طرح أسئلة أخري تراها مفيدة بالنسبة لها لكي تصل إلي استنتاجاتها فيما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج الإيرانيrlm;,rlm; وكذلك تأكيد عدم وجود برنامج نووي عسكريrlm;..rlm; كل ذلك يجعل الكثيرين يعتقدون أن الملف الإيراني سيشهد عاما آخر من الجدل والإثارة والشد والجذب بين الجانبينrlm;.rlm;