علي ابو الريش
نصيح بأعلى الصوت، ونضرب الكف بالكف، ونقول الزمان تغير وتكاليف الزواج تحير كل متبصر ومتدبر، والناس، فقدوا الحيلة والوسيلة في مواجهة فوبيا الزواجmiddot;middot;
لكن، ولكن تفتح عمل، السؤال الكبيرmiddot;middot; من السبب في هذه الحرب؟ أقول نحنmiddot;middot; نعم نحن، فالذي يتأمل مشهد الأعراس يجد أن هناك بطراً بعد غفلة، فالمطالب التي لا تعد ولا تحصى والمظاهر التي نسعى إليها بأقدامنا هي التي جعلت من ''الزواج مسألة رياضية أرقامها المذهلة لا تحل عقدتها الآلات الحاسبة، ولا العبقري، صاحب مايكروسوفتmiddot;middot; فاستسهال الصرف، والغرف من البنوك حلم يراود كل المسورين بأصفاد العقد النفسية واللاهثين في سباقات مظهرية خاسرة ومتعثرة والساعين، إلى كسب الرهانات الوهمية فكل يجوب ويحطب في ميدان يجب أن أكون أنا أحسن من فلان، وفلانة التي جلبت لابنتها كوشة العرس على نمط أباطرة اليونان والرومان ليست ملكة الزمان، وذلك لابد وأن أكسر عينها بنموذج لا يخطر على بالهاmiddot;middot;
وعندما تسأل من أين الدراهم تقول فلانة لفلانة البنوك لا تقصر المهم أنظر إلى فوق ولا أنكسر ولا تندحر هامتي أمام الآخريات اللاتي جئن لتحليل الموقعة الكبرى، ورصد كل صغيرة وكبيرة وتقييم التفاصيل ثم وضع الدرجات في مجالس سرد الحكايات والرواية، عما فعلت فلانة في عرس ابنتها، وماذا صنعت الأخرى في عرس ابنهاmiddot;middot;
وبعد أن ينفض الجمع ويذهب كل إلى مسراه تجلس السيدة الوقور وفي قلبها حسرة تفور تبحلق في السماء وتعد النجوم، وتنظر إلى الغيوم تفكر في المبالغ التي أهدرت في سويعات مضت كأنها العاصفة خطفت وانتزعت من الروح ما كان يمكن أن يرد الروح، ويحفظها من سطوة الباحثين عن الفوائد والزوائد، ولكن كل ذلك يتم بعد فوات الأوان، وانتهاء الذي كان ولا يبقى أمام المتحسرات غير توجيه اللعنة للشيطان، والشيطان مارد يسكن في التفاصيل، والتفاصيل ذابت في لهوجة العبث، واللهاث وراء مظاهر كاذبة، ولا يفيد الندم بعد العدم، وبعد انسكاب الماء في التراب، ودخول الحسابات في عهدة البنوك والمصارف التي تبقى هي الحصان الوحيد الفائز في هذا الرهان، وما تصيب من أدهشتهن الغواية غير الصرخات المدوية، والبوح بالغم المليء بالمرارةmiddot;middot; الغلاء middot;middot; الغلاءmiddot;
ولن تخفت هذه الأصوات ولن يكف الناس، عن الصراخ باتخاذ موقف إنساني شجاع ينتصر على الشكلانية، ويهزم المظاهر ونزعاتها المتفشية كالوباءmiddot;middot; لن يتوقف هذا النزيف، إلا إذا شد رباط الجأش في وجه الفحش، وبادر الناس في اختراق الأطواق التي أسرت الأعناقmiddot;middot;
لن تنتهي، المغامرة والمقامرة، إلا بأغصان تعلو هجمة الطوفانmiddot;
لن تنتهي middot;middot; إلا بصحوة تقضي على الغفوةmiddot;middot;
التعليقات