نبيل العوضي
ما سيحصل في استجواب وزيرة التربية قد يبعد المسار الأخير في نعش الديموقراطية على الأقل، بهذا التشكيل الأخير، وقد يؤدي التصعيد في استجواب الوزيرة الى عواقب غير حميدة، وقد يكون هذا الاستجواب شرارة لإشعال نار التفرقة في المجتمع، وكثيرون سيحلو لهم ما سيحصل من دخول البلاد الى نفق مظلم قد لا تكون له نهاية.
أنا لا أستطيع أن أحدد الهدف من الاستجواب ولا نتيجته ولا مصداقيته إلا بعد أن أستمع اليه من مقدميه والى اجابات الوزيرة، وإن كنت احترم مقدمي الاستجواب كثيراً واحترم رأيهم إلا أنني اجد في الكثير مما أثير في محاور الاستجواب وجودها في وزراء سابقين، وما قصة الشريط الذي يقال انه اختلاط في حمامات سباحة في احدى الجامعات الخاصة الا لاستثارة العواطف!! قد يستغرب البعض مني هذا الحديث، وأنا أقول ان هذه المذكرات الاخلاقية موجودة في عهد كل الوزراء السابقين، بل ربما اكثر من هذا، وأنا ذكرت هذا الامر في التلفاز على الهواء قبل سنة ونصف السنة تقريباً، وجئت بالأمثلة والأدلة ووجهت النداء للأعضاء (المحترمين) واتصلت على بعضهم شخصياً وجلست مع البعض، ولكن لم يحدث اي تحرك منهم!! بل اخبرتهم عن معسكرات بعض المدارس الخاصة وسفراتها والفضائح الاخلاقية فيها، ولم يحدث اي تهديد لأي وزير!! والآن فجأة تظهر الصحوة الدينية!! والنخوة العربية!!.
نعم ان المنكر منكر، والفساد هو الفساد، لكن ارجو ألا يستغل هذا الأمر لتصفية حسابات خاصة!! وأن أهمس بأذن كل نائب وأقول (ما يحصل من فساد أخلاقي ومنكرات وظواهر سلبية في مدارسنا موجود في عهد كل وزراء التربية السابقين فأين تهديداتكم؟!!) بل إن الوزيرة الحالية ـ وليس هذا دفاعاً عنها هي الوحيدة ـ حسب علمي ـ التي اهتمت بمعالجة الظواهر الاخلاقية السلبية مثل البويات وشكلت لجانا من اجل معالجتها، في حين بعض الوزراء السابقين كان يمنع حتى زيارتنا المدارس التربية لإلقاء أي محاضرة ولو كانت عن (بر الوالدين) او (الصلاة)!!.
أنا لا أريد أن أحكم على الاستجواب ولكني اريد ان يعرف الجميع ان وجود اي فساد في اي وزارة لا يعني عدم صلاحية الوزيرة بل تجب مقارنة الوزارة في عهدها بعهد سابقيها، وليكن الاستجواب على المستوى الذي نعرفه من مقدميه، فهم كما يعرفهم الجميع أهل دين وخلق، وربما الاستجواب لهم تجربة اولى، والكل يترقب اداءهم وردود الوزيرة، ولعل الامر فيه خير للبلاد والعباد.
اتصالات كثيرة ورسائل عديدة غالبها تثني على برنامج raquo;بكل صراحةlaquo; والكثيرون كانوا يريدون المشاركة في البرنامج وتقديم الاقتراحات بل المشاركة في اعداد بعض الحلقات، التفاعل كان كبيرا حتى ان الكثيرين كانوا يوقفونني في الطرقات ليناقشوني فيما طرح في الحلقة.
وبالمقابل هناك من انتقد الشدة في الطرح، وابراز هذه الظواهر السلبية لدول العالم عبر تلفزيون raquo;الوطنlaquo; ولعل الجواب عنه انني ذكرت لعدة مرات ان هذه السلبيات هي الحالة الشاذة عندنا، وان مجتمعنا محافظ والفرق بين الكويت وغيرها اننا نتكلم عن اخطائنا وعيوبنا raquo;بكل صراحةlaquo; وجرأة ولا احد يمنعنا من هذه الحرية في حين ان اكثر الدول العربية الفساد فيها ربما يسمح به القانون!! ومنتشر وظاهر ومع هذا لا يستطيع احد انكاره علانية، هذا هو الفرق بيننا وبين غيرنا، وبينت هذا ووضحته بالبرنامج.
ومع هذا فليست كل الحلقات ابراز مظاهر سلبية، بل هناك مظاهر ايجابية ستبرز، وحلقات روحانية تعتبر محطات استراحة للمشاهدين، وغيرها من المفاجآت.
الدكتور يعقوب الرفاعي مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب رجل مناسب في المكان المناسب، يستمع لاي شخص عنده شكوى او هم، لا تحتاج للدخول عليه اخذ اي موعد، يستمع اليك بكل تواضع وانصات، في عهده يتطلع الكثيرون لنيل حقوقهم والحصول على مبتغاهم، اسال الله ان يوفقه لتطوير هذه المؤسسة المهمة في المجتمع واصلاح الخلل فيها، وان يعينه على ذلك، وعساك على القوة.
ما سمعناه من محاولة احد الطلاب في كلية التربية الاساسية الاعتداء على العميدة الدكتورة الفاضلة raquo;دلال الهدهودlaquo; فهذا امر خطير، فالدكتورة لها مكانتها وقدرها، وتجرؤ احد الطلاب على عميدة الكلية امر لا يجوز السكوت عنه ويجب الوقوف لمنع تكراره، وان كنت لم اقف على تفاصيل الحادثة لكن اعرف اخلاق العميدة والتزامها، وهناك اساليب يستطيع اي طالب ان يتظلم من خلالها، اما الاعتداء..فهذا لا يصبح الا في الشوارع وبعض الاحياء، والله المستعان.
التعليقات