شوقي حافظ

الحنك في اللغة هو باطن أعلى الفم ، وكان ظاهرا بوضوح والرئيس جورج بوش يفتح فمه على الآخر اثناء وقوفه بجوار محمود عباس وهو يؤكد ضمانه لأمن ويهودية اسرائيل ويهدد ايران ، وقد حاولت تفسير ظهور حنك الرئيس وعلاقته بأسباب زيارته الميمونة لرام الله اكثر من منظور : فهذا الاتساع الاقصى للفم وظهور مكوناته الداخلية يحدث احيانا عند التثاؤب ، ورؤيته في الحلم تعني شريكين أو زوجين ، وطقه في التعبير العامي الشامي كناية عن الكلام الذي لا يقترن بفعل .. فأين موقع حنك الرئيس من كل هذا ؟
سنستبعد تفسير الشريكين من البداية ، فرأس جورج بوش أعلى مقاما من كل رؤوس الشرق الاوسط طبقا لموازين القوة ، وهو ـ مثل الفريك ـ لا يحب الشريك ويحبذ التابع ، ومسألة احتمال التثاؤب من الاجهاد والملل مستبعدة ايضا ، فالرئيس شبعان نوم اثناء الرحلة في مقصورته على متن طائرة سلاح الجو رقم واحد ، اضافة إلى تحمسه الزائد لانجاح جولة العلاقات العامة التي يقوم بها ولا يبق امامنا سوى مسألة طق الحنك ، سيما انها تنسجم مع سياسة خارجية اميركية تعطي العرب من طرف اللسان حلاوة .. ثم تفسح المجال امام طق الكروز والمقذوفات الذكية !
والفنان الجميل دريد لحام ربما يكون افضل من وظف هذا المفهوم الاصطلاحي لطق الحنك من خلال شخصية غوار الطوشي ، لكن الرئيس بوش ـ والحق يقال ـ افضل كثيرا من غوار في تأكيد هذا المعنى بشكل عملي .. وكل هذه التفسيرات المتعلقة بذلك الظهور المفاجئ لحنك الرئيس في رام الله تبقى مجرد تكهنات لا يمكن الجزم بصحتها ، وتظل حقيقة ودوافع طق حنك الرئيس .. مدفونة في بطنه !