إسلام أباد- جاسم تقي

حذر الرئيس الباكستاني برويز مشرف القوات الأمريكية بأنها ستعتبر بمثابة الغزاة في حالة عبورها منطقة الحدود مع أفغانستان بهدف القبض على العناصر المسلحة سواء من حركة طالبان أو من تنظيم القاعدة.
وأضاف مشرف في حوار له مع صحيفة quot;ستريتس تايمزquot; السنغافورية قائلاً quot;في حالة قدوم القوات الأمريكية بدون إذن منا فإن هذا سيعد انتهاكاً لسيادة باكستان, وأتحدى أي شخص يأتي إلى جبالنا, وسوف يندمون على القيام بذلكquot;.
ورداً على القسم الذي قطعته المعارضة الباكستانية بإبعاده عن منصبه إذا ما فازت في الانتخابات القادمة, قال مشرف quot;لو حدث مثل هذا فأؤكد أنني سأترك مكتبي قبل أن يقوموا هم بذلك, ولو فازوا بالأغلبية التي تمكنهم من تشكيل حكومة لديها النية على إقالتي فلن أظل في مكاني وسأحب وقتها الابتعاد عن المشهدquot;.
في الوقت نفسه ذكرت صحيفة quot;نيوزquot; الباكستانية أمس أن بي نظير بوتو زعيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض اغتيلت بموجب مؤامرة دولية اشتركت بها عدة دول بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وأضافت أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو الذي اغتال بوتو في محاولة لخلق حالة من الفوضى تمكن قوات أمريكية خاصة من السيطرة على مواقع الأسلحة النووية وتفكيكها ونقلها خارج باكستان خوفا من أن تقع بأيدي عناصر القاعدة أو عناصر متشددة لها صلة بتنظيم القاعدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من بوتو أن رئيسة الوزراء الراحلة غيرت شروط اللعبة السياسية لدى عودتها لباكستان وأنها قررت إنقاذ باكستان من أي أذى, وبعثت برسالة لرئيس حركة طالبان باكستان بيت الله محسود تطلب منه إنهاء التمرد ضد الجيش في جنوب وزيرستان والتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة.
وأشارت quot;نيوزquot; إلى أن بوتو أرسلت رسالتين أحدهما لعالم الذرة الباكستاني الدكتور عبد القدير خان ذكرت فيها أنها لن تسمح للجنة الدولية للطاقة الذرية باستجوابه وأن خان رد عليها برسالة قال فيها quot;إنني أعزك كابنتي بل أكثر من ذلكquot;. أما الرسالة الثانية فإن بوتو أرسلتها لرئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال حميد جول بتاريخ 24 ديسمبر وقبل 3 أيام من اغتيالها ذكرت فيها أنها تواجه ضغوطا كبيرة.
وأفاد الجنرال جول أمام لجنة خاصة شكلتها الحكومة للتحقيق في اغتيال بوتو quot;أن القوى الدولية جعلتها كبش الفداء واغتالتها لأنها رفضت الخطة التي وضعتها تلك الدول ضد باكستان وبرنامجها النووي, أن اغتيال زعيمة حزب الشعب قد حصل بصورة عالية الدقة, معربا عن اعتقاده بأن الموساد هو الذي اغتالها.
من جانبه، نفي المتحدث باسم حزب الشعب الباكستاني السيد فرحت الله بابر تصريحات جول وقال إنه لا يعلم شيئا عن اتصالات بوتو به أو الدكتور خان, ولكن المتحدث قال إن الجنرال جول حاول الاتصال بالسيدة بوتو هاتفيا ولكنها رفضت التحدث معه.
كما وصفت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في إسلام أباد إليزابيث كولتون التقرير الذي نشرته صحيفة quot;نيوزquot; الباكستانية أمس والذي يتهم واشنطن بالضلوع في مؤامرة دولية بوتو بأنه زائف تماما ولا أساس له من الصحة.
في حين حث هاري ريد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس جورج بوش على دراسة خفض المساعدات لباكستان إذا لم تستعد الحقوق المدنية كاملة وتبذل المزيد لمحاربة الإرهاب.
وقال ريد السيناتور الديموقراطي عن ولاية نيفادا لبوش أول من أمس في رسالة إلي بوش إن اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية منذ نحو أسبوعين عمق المخاوف بخصوص مستقبل باكستان وبخصوص quot;سجل الأداء الكئيبquot; للرئيس مشرف, وأنه ينبغي أن يقابل ذلك بعواقب حقيقية وكبيرة, بما في ذلك دراسة خفض التمويل غير المخصص للتنمية.
وقال ريد الذي دعا إلى مراجعة شاملة للسياسة الأمريكية بعدما فرض مشرف حالة الطوارئ في نوفمبر الماضي إنه ينبغي لبوش أن يجعل المساعدات المستقبلية مشروطة برفع القيود على الحريات المدنية التي لا تزال سارية رغم الإنهاء الرسمي لحالة الطوارئ في منتصف ديسمبر.
وعلى صعيد آخر، صرح رئيس حزب الشعب الباكستاني المشارك آصف علي زرداري أن اللجنة المركزية لحزب الشعب الباكستاني تمهل الحكومة 48 ساعة لتقديم طلب للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال بوتو.
وهدد زرداري بأنه في حالة عدم موافقة الحكومة على ذلك فإن حزب الشعب الباكستاني نفسه سيطلب ذلك من الأمم المتحدة, وأضاف أنه لا يحق لمشرف وحكومته البقاء بالسلطة بعد اغتيال بوتو.