فيكتور دافيز هانسون - لوس أنجلوس تايمز

يذكرنا العام الماضي بحقيقة تفيد أن الطريقة السهلة التي نعيش بها حياتنا لها ثمنها وأن هناك عواقب،أو لنقل مقابلا، لأي شيء نقوم به في هذه الحياة. فلنمض إذن معا بين ثنايا هذه الأشياء.

لقد ذهب أدراج الرياح في صيف 2007 قانون الهجرة الشامل الذي وضعه الرئيس بوش وذلك بسبب حالة الغضب الشعبي التي انتابت الطبقتين الفقيرة والمتوسطة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

فأبناء هاتين الطبقتين أبلغوا الساسة بشكل واضح أنهم يتعين عليهم أولا إغلاق الحدود أمام المهاجرين غير الشرعيين ثم بعد ذلك مناقشة أي أمر متعلق بهذه القضية. إن هؤلاء ليسوا عنصريين ولا من دعاة سياسات الحماية وليسوا أيضا ضد الهجرة. وإنما الأمر يعني أن عددا كبيرا من الأميركيين من مختلف الأطياف يعتقدون ببساطة أنه بمجرد توقف الهجرة غير الشرعية فإن المشكلة سيمكن حلها.

فأصحاب العمل سيمكنهم وقتها استقدام أبناء الشعب الفقراء والعاطلين ومن ثم رفع المرتبات. وسيتعين على المكسيك وقتها التعامل مع مشكلتها بدلا من إلقاء اللوم على الولايات المتحدة. وسيضطر المهاجرون الذين يعبرون الحدود الجنوبية للبلاد إلى الانتظار كالآخرين الذين يهاجرون بشكل شرعي إلى الولايات المتحدة من أي بلد آخر.

انخفضت أسعار العقارات في 2007. وعجز الملايين عن سداد قروض الرهن العقاري خلال الصيف الماضي، وسارعت وسائل الإعلام إلى إلقاء اللوم على الحكومة وجهات الإقراض المختلفة، وكأن القراء من المشترين كانوا تحت تهديد السلاح وهم يراهنون على أن أسعار العقارات سترتفع بشكل متواصل.

غير أن معظم الأميركيين الذين يشترون المنازل بشكل حكيم ويدفعون تكاليف الرهن العقاري المطلوبة منهم بشكل فوري كانوا أكثر حكمة في التعامل مع الأمر ولم يعترهم الغضب حيال ما وقع من أزمة. لقد تم تسعير العقارات بشكل مبالغ فيه. فأي فرد اندفع إلى الاقتراض بشكل مكثف بهدف الشراء في هذه السوق المحتدمة إما كان متهورا في إصراره على جني الأرباح وذلك بإعادة البيع بشكل سريع أو كان ساذجا بشكل ميئوس منه.

المواد الغذائية غير رخيصة. فقد تضخمت أسعار الغذاء بشكل كبير. الأميركيون معتادون على امتداد 40 عاما على فكرة أن المواد الغذائية تبقى رخيصة، وأنه لا وجود للمزارعين أو ليس لهم دخل في أسعار الغذاء. غير أننا ندرك الآن أن ماء الري والمزارع هو مورد قابل للفناء وأن سكان العالم في زيادة مستمرة. وقبل حل مشكلة الاحتباس الحراري والانتقال إلى وقود الإثينول ، فإنه يتعين علينا أولا تناول ما يلزمنا من غذاء وضمان توافر ما يكفي من الأراضي والمياه اللازمة لإنتاج الطعام.

على ساحة الطاقة، وصل برميل النفط إلى 98 دولارا في نوفمبر الماضي. ويرى المحافظون أن السوق وحدها هي التي ربما تعالج المشكلة. ولكن على الرغم من ذلك فإنهم بدأوا في الوقت نفسه يرون أن الدول الغنية بالنفط والمعادية لأميركا لن تكون شديدة الصبر في تعاملاتها معنا.

علمنا من تقرير الاستخبارات الأميركية أن إيران توقفت عن محاولات الحصول على أسلحة نووية في 2003. وكانت تلك المعلومات غير متوقعة بقدر ما كانت غير موثوق بها. غير أن الأمر الواضح على الأقل حتى الآن هو آثار هذا التقرير: أفكار الصقور الرامية إلى توجيه ضربة استباقية لإيران أصبحت الآن خارج نطاق المناقشة لحسن الحظ.

ولكن للأسف فإن الأمر نفسه ينطبق على أي محاولات جادة على المستوى الاقتصادي أو الدبلوماسي لإقناع الإيرانيين بالتوقف حيث أضحى هذا الأمر أيضا خارج إطار المناقشة. هذا التقرير المنقوص سيعود ليطاردنا. في الأشهر الأخيرة. لاحظنا تراجعا في حدة العنف في العراق بعد انضمام المسلحين السنة إلى القوات الأميركية في ملاحقة تنظيم القاعدة.

قد يكون هذا التحول في اتجاه السنة نتيجة الزيادة الأخيرة في القوات الأميركية أو تغير في التكتيكات العسكرية الأميركية أو القلق حيال سيطرة الشيعة على الحكم أو الثقة في عموم الرخاء نتيجة الطفرة النفطية أو الإدراك المتنامي للطبيعة البربرية لتنظيم القاعدة. غير أن حقيقة لجوء المسلحين إلينا طلبا للمساعدة بعد تعرضهم للهزيمة أو انهيار معنوياتهم يوحي بأن الهدنة الحالية قد تتطور إلى سلام بشكل لم يتوقعه أحد على الإطلاق.