بوش تنبأ بالتوصل إلى صفقة شرق أوسطية هذا العام، لكنه حذر إسرائيل من حل على غرار quot;الجبنة السويسريةquot;.

فيليب نوتون - التايمز

يوم التاسع من هذا الشهر، أكد الرئيس الأميركي بوش على أن معاهدة سلام شرق أوسطية ستوقع قبل مغادرته البيت الابيض في كانون الثاني المقبل. لكنه حذر إسرائيل من أنه لا يرغب في حل على غرار quot;الجبنة السويسريةquot; لمسألة الحدود الخاصة بدولة فلسطينية مستقلة.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده في رام الله بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان الرئيس بوش قد أكد على نفس الفكرة حين قال للصحافيين: quot;أعتقد بأنه من الممكن. ليس من الممكن فحسب، بل إنه سوف يحدث أن يتم التوقيع على معاهدة سلام مع حلول الوقت الذي أغادر فيه مكتبي في البيت الابيض. هذا هو ما أعتقدهquot;.

وأضاف الرئيس بوش في أداء عالي النبرة، والمصمم بوضوح فيما يبدو لتحدي المتشككين: quot;إنني على ثقة من أنه مع تقديم المساعدة المناسبة، فإن دولة فلسطين ستظهر إلى الوجود، وأنا واثق من أنها حين تظهر، فإن ذلك سيكون خطوة رئيسة باتجاه السلامquot;.

كان الآلاف من رجال الأمن الفلسطينيين والأميركيين قد فرضوا عملياً ما يشبه نظاماً لمنع التجول على رام الله في اليوم الذي كان فيه السيد بوش أول رئيس أميركي يزور مبنى المقاطعة، حيث كان السيد ياسر عرفات قد أقام تحت الحصار الإسرائيلي قبل عدة سنوات. وكانت عموم المنطقة المحيطة بمجمع المقاطعة قد أقفلت أمام حركة المارة وحركة السير، فيما أقيمت عدة نقاط تفتيش للتحقق من هويات العابرين.

كان ضباب كثيف قد لف كلاً من رام الله والقدس القريبة منذ الصباح الباكر، وهو ما أفضى إلى إلغاء لتوجه السيد بوش على متن طائرته العمودية quot;البحرية 1quot; وأجبره على التوجه إلى رام الله براً. وفي الغضون، حظرت السلطات التي انشغلت بتأمين سلامة الزعيم الأميركي على السكان المحليين الصعود إلى أسطح منازلهم لمشاهدة وصول السيد بوش.

مع ذلك، يقول منتقدون إن السيد بوش قد فشل طيلة سبع سنوات من رئاسته في وضع ثقل واشنطن وراء السعي لوضع حد للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني المستمر منذ 60 سنة، بينما يعتقد قليلون بإمكانية التغلب على كل تلك الخلافات التاريخية خلال الاشهر الإثني عشر التالية، والتي يغذ فيها السيد بوش خطاه من أجل إنقاذ سمعته وإرثه في المنطقة.

ووفقا لاستطلاع نشرت نتائجه في اسرائيل مؤخراً، فإن 77% من المواطنين تساورهم الشكوك في أن تفلح زيارة السيد بوش بدفع مفاوضات السلام إلى الأمام. أما الرئيس الفلسطيني السيد عباس الذي كان يقف إلى جوار السيد بوش أثناء المؤتمر الصحافي، فقال إنه يأمل بأن تكون هذه هي السنة التي ستكرس لخلق السلام.

وحث السيد عباس ضيفه على الضغط على إسرائيل من أجل تخفيف القيود الأمنية في الضفة الغربية، وهي قيود يقول الفلسطينيون إنها تكبل مجتمعهم واقتصادهم، بالإضافة الى حثه على وقف الاستيطان اليهودي. وقد أجاب الرئيس بوش بقوله: quot;إنني أستطيع أن أرى مشاعر الاستياء، لكنني أفهم أيضا أن الناس في اسرائيل.... يريدون ان يعرفوا إذا ما كانت ستوفر لهم الحماية من القلة العنيفة التي ترتكب جرائم القتل.

لكن الرئيس الاميركي الذي ينظر إليه العديد من المراقبين العرب على أنه مفرط في الانحياز الى جانب اسرائيل قال ايضا إن على اسرائيل ان تضمن ان يكون للدولة الفلسطينية المستقبلية أراض موحدة، لا تكون محاطة بالمستوطنات اليهودية والحواجز الأمنية. وقال ان رؤيته الخاصة للدولة الفلسطينية هي رؤية دولة متماسكة، وأن حل quot;الجبنة السويسريةquot; لن يكون مجدياً عندما يتعلق الامر بأراضي دولة.

كانت المشكلة الكأداء في اجتماع بوش وعباس هي مشكلة غزة، حيث يعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني تحت حكم حركة حماس. وقال السيد بوش إن المجموعة الاسلامية لم تقدم للشعب الفلسطيني أي شيء سوى البؤس. وكانت حركة حماس قد اكتسحت حركة فتح العلمانية التي يتزعمها السيد عباس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الاراضي الفلسطينية في كانون الثاني-يناير 2005 . وفي حزيران-يونيو 2007، قامت حركة حماس باجتثاث القوات الموالية لفتح في قطاع غزة، بعد اسبوع من الاقتتال الفئوي في شوارع القطاع.

من جهته، حث السيد بوش اسرائيل، التي تشن غارات ضد المتشددين في الضفة الغربية، على عدم الاقدام على اي عمل من شأنه ان يضعف القوات الامنية التابعة للسيد عباس، والتي تأمل واشنطن بأنها ستكون في المستقبل عمادا لدولة ديمقراطية.

لأنه ضعيف سياسيا، أمل السيد عباس بأن تعطي زيارة السيد بوش دفعة تعزيزية لموقفه في أوساط الفلسطينيين الذين يتطلعون بتشوف إلى إحراز تقدم على صعيد وضع حد للاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي تحقيق حلمهم باقامة دولة مستقلة.

وكان السيد بوش قد عقد مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود أولميرت في القدس قبل مباحثاته مع عباس، وقال إنه كان quot;مفعماً بالأملquot; إزاء فرص إحلال السلام، لكنه اعترف بقوله: quot;إنني لست تحت أي أوهام. سوف يكون هذا عملاً شاقاًquot;..