بيروت ـ علي بردى

رفضت قوى الموالاة والمعارضة في لبنان الشروط المتبادلة التي وضعها كل منهما لمعاودة الحوار بين الفريقين، ما ينذر بمزيد من التعقيدات أمام الجولة الثانية المتوقعة غداً للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في شأن البنود الثلاثة من المبادرة العربية الهادفة إلى نزع فتيل الأزمة السياسية المستحكمة بين الفرقاء اللبنانيين قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب مجدداً في 27 الجاري.

فيما أفادت مصادر المعارضة أن التحرك الشعبي على الأرض قد يبدأ في 25 الشهر الجاري تحت عنوان الاحتجاج على الوضع الاقتصادي.

وأفادت مصادر مطلعة أن موسى يأمل لدى عودته للبنان في إنجاح فكرة دعوة أقطاب مؤتمر الحوار الوطني إلى الاجتماع من أجل الاتفاق على تنفيذ الخطة العربية التي تبدأ بانتخاب قائد الجيش العماد سليمان رئيساً للجمهورية، على أن تكون له كفة الترجيح في الحكومة المقبلة التي يجب أن تعد أيضاً قانوناً جديداً للانتخابات.

وأضافت أن هناك مساعي لأن تكون هذه الاجتماعات على غرار تلك التي عقدها رئيس مجلس النواب نبيه بري ابتداء من 2 مارس 2006 في مجلس النواب.

وكشفت هذه المصادر أن الأمين العام اقترح الفكرة على بري، الذي أجابه أن لا مانع من ذلك إذا رعت جامعة الدول العربية أو الوزراء العرب الخمسة هذا الحوار، لكن موسى لم يعطه جواباً في انتظار إجراء الاتصالات اللازمة في هذا الشأن.

وقال بري: laquo;لدينا تجارب سابقة مهمة وأساسية في الحوار، من الحوار الأول في مارس، إلى التشاور، والتي بحثت في كل الملفات والمواضيع وخصوصاً موضوع رئاسة الجمهورية، وحكومة الوحدة الوطنية والقانون الانتخابيraquo;. وأضاف: laquo;لا شك أن موضوع الحوار مهم جداً، ولكن مع الحوار المنتج، وليس الحوار من أجل الحوار فقطraquo;.

وأكد laquo;ضرورة عقد حوار منتج (...) مرتبطة بحضور اللجنة الوزارية الخماسية، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وإلا فإن أي حوار من دون هذه اللجنة، يعني وكأن الحوار المطلوب عقده، هو بديل عن المبادرة العربية، وهذا أمر غير وارد على الإطلاق، ولا سيما أن طاولة الحوار سواء بالنسبة إلى المعارضة أو بالنسبة إلى الموالاة، ممثلة بكل من رئيس (كتلة المستقبل) النائب سعد الحريري ورئيس (تكتل الإصلاح والتغيير) العماد ميشال عونraquo;.

كما شكك قيادي بارز في المعارضة في طرح العودة إلى طاولة الحوار، وقال: laquo;نحن متأكدون أن طرح معاودة الحوار هو من تأليف وإخراج فريق 14 آذار، وبالتالي لو كان هذا الفريق جدياً في الحوار، لما كان أفشل الحوار الذي أجراه مع الرئيس بري بإسقاط المبادرة الفرنسية، ولا كان حاور النائب ميشال عون المفوض باسم المعارضةraquo;. وجددت مصادر المعارضة تحميل الأكثرية مسؤولية فشل الجولة الأولى من مهمة موسى لأنها رفضت فكرة اللقاء بين الحريري وعون.

إلا أن مصادر في الأكثرية، أوضحت أن الحريري لم يرفض فكرة اللقاء مع عون بالمطلق، لكنه سأل: laquo;ماذا لو اختلفنا العماد عون وأنا؟ سيصير الموضوع أننا اجتمعنا ولم ننجح ويصبح تنفيذ خطة الحل العربي في مرتبة ثانية من الأهمية في وقت نعتبر أن له الأولوية الآن، فلنجمع على الخطة قبل أي شيء آخرraquo;.

وقال: laquo;لقد التقيت العماد عون في باريس، في منزل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وهذا الأمر لم يثمر أي نتائجraquo;. وأضاف: laquo;نحن لسنا منغلقين على أنفسنا، لكن هناك مبادرة عربية واضحة وصريحة لا تحتمل التأويل، والمهم أن نبدأ بتنفيذها من خلال انتخاب رئيس للجمهوريةraquo;.

وعشية عودة موسى، كشف عن اجتماع عقده بري وعون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بحضور معاونيهم النائب علي حسن خليل وجبران باسيل والحاج حسين خليل، والذي جدد فيه تفويض عون التفاوض باسم المعارضة.وأفادت مصادر المعارضة أن التحرك الشعبي على الأرض قد يبدأ في 25 الشهر الجاري تحت عنوان الاحتجاج على الوضع الاقتصادي.