بعدما أبلغ موسى المعنيين بـ quot;استحالةquot; نجاح المبادرة العربية

لندن - حميد غريافي

وضعت كل الآليات التي يمكن استحضارها لتدويل الازمة اللبنانية منذ يوم الجمعة الماضي على طاولة البحث بين الامم المتحدة ومجلس الامن والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي ودول عربية بعدما تأكد للجميع ان مبادرة وزراء الخارجية العرب وصلت مع عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الى حائط مسدود raquo;اذ اطلع هذا الاخير - حسب ديبلوماسي عربي في الجامعة بالقاهرة - الدول المعنية على raquo;استحالة نجاح المبادرةlaquo;, على عكس ما كان يظهره حتى تلك اللحظة من تفاؤل مشوب بالضبابية والحذرlaquo;.
وقال عضو بارز في لجنة raquo;العلاقات الخارجية والامنlaquo; في الكونغرس الاميركي لmacr; raquo;السياسةlaquo; امس ان اعلان الرئيس المصري حسني مبارك ان المبادرة العربية اذا لم تلق القبول من الاطراف المتصارعة في لبنان raquo;فان الجميع (الدول العربية) سينفض يده من لبنان الذي يمكن ان يضيع ولا يدري احد كيف سيكون مصيرهlaquo; - ان هذا الاعلان قد يكون الخطوة الاولى التمهيدية من اهم دولة عربية في الشرق الاوسط لتدويل الازمة اللبنانية الذي لم يبق غيره كآخر الدواء بعد raquo;نفض العربlaquo; ايديهم منهاlaquo;.
وذكر النائب الأميركي في اتصال به من لندن ان الامين العام للامم المتحدة بأن كي مون والاعضاء الدائمين في مجلس الامن والرئيس الاميركي جورج بوش شخصيا خلال جولته الخليجية والقادة العرب الذين تمثلوا بوزراء خارجيتهم في مؤتمر القاهرة الاسبوع الاسبق, ابلغوا جميعا بعبارة عمرو موسى raquo;استحالة الحل في لبنانlaquo; فكان ان خرج الرئيس المصري ليعلن raquo;نفض يد العربlaquo; من لبنان ملفتا النظر الى raquo;انني اتوقع موقفا خطيرا جدا بالنسبة للبنان والمحيطين به (سورية) والمنطقة بصفة عامةlaquo; دون ان يذكر بالطبع عمن سيصدر ذلك raquo;الموقف الخطيرlaquo; الذي نفسره نحن المطلعين على خلفيات المداولات التي بدأت الجمعة الماضي في اروقة الامم المتحدة بأنه ليست أقل من تدويل الازمة اللبنانية بعد نقلها من جامعة الدول العربية الى مجلس الامن بدعم عربي بلا تحفظlaquo;.
وكشف الديبلوماسي العربي في القاهرة لmacr; raquo;السياسةlaquo; النقاب عن ان عمرو موسى raquo;ابلغ المعنيين العرب بالازمة اللبنانية ان عودته الى بيروت هذا الاسبوع لن تغير في الوضع المحتقن شيئا الا انه مع ذلك سيقوم بالمحاولة العربية الاخيرة قبل نقل الموضوع الى المجتمع الدولي على غرار ما حدث في اواخر 2004 بصدور القرار 1559 الذي اخرج السوريين من لبنانlaquo;.
وقال الديبلوماسي ان موسى قد يزور دمشق خلال وجوده في لبنان قبل نهاية هذا الاسبوع raquo;بطلب اخير من الزعماء العرب في اخر محاولة لحمل نظام بشار الاسد على التدخل لدى حلفائه (حزب الله وحركة امل والتيار العوني) للقبول بالمبادرة العربية حسب تسلسلها الذي ارتضى به وزير الخارجية السوري ووقع على وثيقته طالما ان raquo;قوى 14 آذارlaquo; الحاكمة وافقت عليها دون اي تحفظ او تفسير او تردد ما يعني ان سورية وحلفاءها هم اصل العلة ومكمن الداء وانه على نتائج زيارة موسى الى دمشق سيتقرر مصير القمة العربية المنوي عقدها في العاصمة السورية في (مارس) المقبل كما سيتقرر مصير العلاقات بين الدول العربية ونظام بشار الأسد الى مدة طويلةlaquo;.
واكد عضو الكونغرس الاميركي ان raquo;قضية تدويل الازمة اللبنانية ليست بنت ساعتها وانما هي مسألة باتت تشكل هاجسا داخل الامم المتحدة والادارة الاميركية العاملتين بكل قواهما لانقاذ لبنان من حرب اهلية جديدة بتحفيز ودعم من سورية وايران واعتقد ان المبادرة العربية التي طالبت دول الجامعة المعتدلة بمنحها فسحة من الزمن لطرحها على اللبنانيين لعلها تجترع اعجوبة الخلاص ولدت ميتة على يد السوريين والدليل على ذلك شكوك المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي والدول المغاربية في صدقية المندوب السوري وليد المعلم وهي الشكوك التي حملت وزراء الخارجية الاربعة الذين التقوا في منزل عمرو موسى على تخيير الوزير السوري بين الضغط على حلفائه في بيروت لتمرير المبادرة أو نقل مؤتمر القمة العربي من دمشق ويبدو ان بشار الاسد اختار الخيار الثاني دون ان يرف له جفنlaquo;.
وقال البرلماني الاميركي: ان نظام البعث في دمشق raquo;لم يترك خيارا للسعوديين والمصريين خصوصا سوى: اما طلب تأجيل القمة العربية أو نقلها الى مقر الجامعة العربية في القاهرة لان القادة العرب الكبار لن يحضروها لتقديم جائزة ترضية لبشار الاسد على منعه المبادرة العربية من تحقيق اهدافها ثم لرد الصاع صاعين له بmacr; raquo;نفض ايديهمlaquo; من المسألة برمتها والطلب الى الامم المتحدة بأن تتولى هي مسؤولية الازمة اللبنانية ومنع raquo;ضياع لبنانlaquo; حسب تشاؤم الرئيس المصريlaquo;.
اما ما توقعه مبارك كmacr; raquo;موقف خطير جدا بالنسبة للبنان والمحيطين بهlaquo; فقد اكد النائب الاميركي انه raquo;ليس سوى تسليم المجتمع الدولي مصير لبنان وشعبه للدفاع عنهما وحمايتهما بشتى الوسائل المتاحة من التدخل السوري - الايراني الا انني اعتقد ان التدخل الدولي سيعقب احداثا امنية مريرة وخطيرة على الساحة اللبنانية تبرر ذلك التدخل للسيطرة على الوضع فيهlaquo;.