مأمون فندي

laquo;البشت قال ليraquo; هي عبارة تشبه إلى حد كبير في بلاد الغرب عبارة laquo;صرح مصدر مسؤولraquo;، لأن الذين يلبسون البشوت laquo;هكذا يجمع بشت في اللغة المحليةraquo;، هم أعيان القوم وسادته، فتكون laquo;البشت قال ليraquo; بمعنى الذي قال لي المعلومة أو الخبر هو رجل مهم ذو ثقل ومكانة.

في مصر، هناك مدرسة laquo;الطشت آلليraquo;، أما في الخليج، فهناك مدرسة laquo;البشت آلليraquo;، وlaquo;آلليraquo; بالعامية المصرية تعني laquo;قال ليraquo;، والبشت هو كلمة فارسية الأصل يطلقها أهل الخليج على نوع معين من العباءات، ولا يمكن فهم الخليج دونما فهم البشت، واضح في كلمة البشت حالة الاشتباك الخليجي الفارسي التى تسيطر على الأحداث هذه الأيام، والبشت، لغير الخليجيين، هو عباءة رجالية من الحرير غالية الثمن، يرتديها أعيان القوم فوق الملابس لحضور الحفلات الرسمية، والبشت يعادل في دلالته الاجتماعية laquo;التكسraquo;، أو البدلة الرسمية السوداء في الغرب.

وعندما يقولون في الخليج laquo;البشت قال ليraquo; فهي عبارة تشبه إلى حد كبير في بلاد الغرب عبارة laquo;صرح مصدر مسؤولraquo;، لأن الذين يلبسون البشوت laquo;هكذا يجمع بشت في اللغة المحليةraquo;، هم أعيان القوم وسادته، فتكون laquo;البشت قال ليraquo; بمعنى الذي قال لي المعلومة أو الخبر هو رجل مهم ذو ثقل ومكانة.

صوتياً، هناك ما يشبه كلمة laquo;بشتraquo; في اللغة الإنكليزية مع مبادلة الحرفين الأخيرين، وهي بالطبع كلمة نابية في الغرب، فإذا شتم شخص ما بأنه laquo;صن أوف أ بتشraquo; فمجازاً هذه الشتيمة ترمز إلى أصل وضيع. أما في الخليج، فالعكس تماما، فعبارة laquo;صن أوف أ بشتraquo; ترمز إلى من ينحدرون من أصول عريقة من أبناء القبائل المعروفة أو من الوجهاء والأثرياء.

الفكرة هنا هي أن العالم العربي اليوم يتأرجح في كثير من مدارسه الفكرية بين مدرسة laquo;البشت قال ليraquo; وهي تحافظ على مظاهر الوقار والاحترام، ومدرسة laquo;الطشت قال ليraquo; التى تحمل كثيراً من السوقية، ومدرسة ما بين بين، أو الذين رقصوا على السلم، أو مدرسة الـlaquo;هشتك بشتكraquo;.

تسيطر على المنطقة اليوم أحاديث المتاجرة بالوطنية لمن ينتمون إلى جماعة laquo;الطشت آلليraquo;، هؤلاء يدعون حب الفلسطينيين في المجال الصحفي العام ولكنهم يكرهونهم في بلدانهم وينظرون إليهم على أنهم مزاحمون لهم في اللقمة. على الأقل، جماعة laquo;البشت آلليraquo; منحت بعض الفلسطينيين جنسيات بلدانها، أما جماعة laquo;الهشتك بشتكraquo; فهي اليوم التي تتبنى موضوع laquo;الشحنraquo; العابر للحدود. قبل زمن الفضائيات كانت كل دولة عربية تشحن أهلها من خلال إعلامها الحكومي لكراهية الخارج حتى تتغاضى الجماهير عن مشاكل الداخل. أما اليوم فجماعة laquo;الهشتك بشتكraquo; هي التي تتولى عمليات الشحن الأممية من أجل مزيد من الانتحاريين.

نسمع في عالمنا العربي اليوم عن برلمانيين يطالبون حكوماتهم بمنع الرئيس الأميركي من دخول أراضيهم لأنه laquo;مجرم حربraquo;، كما يدّعون، وكأن حكاية مجرم حرب هذه ليست مصطلحاً قانونياً، لا يوجد في برلمانات العالم كلها من يطلقون أحكاماً متهورة كهذه، فالدنيا لا تؤخذ عبطاً أو استعباطاً.. وهذا هو جوهر مدرسة laquo;الطشت آلليraquo; التى بدأت عدواها تنتشر في دول الخليج. نفس الأصوات التي تدعي الوطنية الزائفة هم أكثر الناس غرقاً في الفساد، إنها أحوالنا، laquo;صن أوف أ بشتraquo;.