عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز ودعنا يوم الاثنين الماضي معالي الشيخ إبراهيم ابن عبدالله العنقري، فارس العمل، الذي ارتبطت معرفتي به بحكم العلاقة الخاصة التي ربطته بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمهما الله - فقد عمل معه مدة تزيد على (50) خمسين عاماً، وكنت أرى ما يحظى به من تقدير كبير لدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - وثنائه العاطر عليه.
ثم جمعتني بمعاليه - رحمه الله - ظروف العمل الحكومي فاكتشفت فيه كنزاً من الخبرة الإدارية والعملية، والثقافة الواسعة، ووجدته رجلاً أحكمته تجارب الحياة، واجتمعت فيه مكارم الأخلاق، وجميل السجايا، وسعة الأفق.
كان - رحمه الله - عميقاً في ثقافته، ناضجاً في فكره، وهو إضافة إلى ذلك رجل المهمات الصعبة، ورجل الدولة الذي جعل من المصلحة العامة رائده في عمله، ونال بذلك ثقة ملوك هذه البلاد من خلال تقلده عدداً من المناصب.
فقد عمل مديراً لمكتب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عندما كان وزيراً للمعارف، كما عمل وكيلاً لوزارة الداخلية حينما كان الملك فهد - رحمه الله - وزيراً للداخلية، فوزيراً للإعلام، ثم وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية، فوزيراً للشؤون البلدية والقروية، وكان آخر منصب تقلده المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، كما كان عضواً في عدد من اللجان العليا في الدولة.
لقد كان - رحمه الله - من رجال الوطن الذين استوطنوا الذاكرة بوطنيتهم، وولائهم، وإخلاصهم.
إننا عندما نفارق عزيزاً فإن ذلك يترك غصة في الحلق، ودمعاً في العين.
وكنت قد تلقيت منه قبل وفاته - رحمه الله - بثلاثة أيام آخر ما خطه قلمه، رسالة رقيقة فيها النصح والمحبة، وشعرت بين حروفها بالوداع، وخفق قلبي وأنا أقرأها خوفاً عليه، وبعدها وقع أمر الله سبحانه، فالحمد لله على قضائه وقدره، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
- آخر تحديث :
التعليقات