rlm; مكرم محمد أحمد

يحتاج الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي لما هو أكثر من المعجزةrlm;,rlm; كي تحقق رحلته الثانية الي كل من دمشق وبيروت أهدافهاrlm;,rlm; ويتمكن من إنجاز تسوية للأزمة اللبنانية تمنحها دمشق مساندة علنية واضحةrlm;,rlm; تدفع الفرقاء اللبنانيين جميعاrlm;,rlm; الموالاة والمعارضةrlm;,rlm; الي التصويت علي انتخاب العماد ميشيل سليمان قائد الجيشrlm;,rlm; الذي يتوافق الجميع علي ترشيحه رئيسا للجمهوريةrlm;,rlm; بحيث ينتهي ملء فراغ الاستحقاق الرئاسي في مرحلة أولي يتبعها تشكيل حكومة وحدة وطنيةrlm;,rlm; لا تملك الأغلبية فيها قدرة الترجيح منفردةrlm;,rlm; ولا تملك المعارضة فيها حق الفيتو علي قرارات الحكومة وتعويقهاrlm;,rlm; وينتقل فيها حق الترجيح لرئيس الجمهورية المنتخب الذي يكون له حق تعيين عدد من وزراء الحكومةrlm;,rlm; يمكنون رئيس الجمهورية من أن يكون سلطة الترجيح في أي من القرارات التي لا تتوافق عليها أصوات الأغلبية والمعارضةrlm;,rlm;

بحيث يكون أولي مهام هذه الحكومة العمل علي اصدار قانون جديد للانتخاباتrlm;,rlm; يعيد تقسيم الدوائر الانتخابية بصورة تمكن الطائفة المارونية من المشاركة العادلة في انتخابات مجلس النوابrlm;,rlm; وتأمين حقها في نصاب يتكافأ مع أعدادها في الأحياء والمناطق التي تسكنها أغلبية مارونيةrlm;

.rlm;وأغلب الظن أن يعود عمرو موسي من مهمته اليوم اذا ما تعذر اجتماع مجلس النواب اللبناني للمرة الثالثة عشرة لانتخاب العماد ميشيل سليمان بسبب استحكام الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين حول طريقة تشكيل حكومة الوحدة الوطنيةrlm;,rlm; واصرار المعارضة علي أن يكون لها حق الفيتو علي قرارات الأغلبيةrlm;,rlm; بما يمكنها من تعويق قدرة الحكومة علي تمرير قرارات بعينهاrlm;,rlm; ترفض المعارضة أن تكون علي جدول أعمال الحكومةrlm;,rlm; لعل أهمها القرارات المتعلقة بتشكيل محكمة لبنانية دولية تحاكم المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الموجودين علي لائحة قرار الاتهامrlm;,rlm; التالي يمكن أن تضم ضباط أمن لبنانيين وسوريين متهمين بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال الحريريrlm;,rlm; اضافة الي بعض المسئولين السياسيين في العاصمتينrlm;,rlm; فضلا عن عدد من القرارات الأخري المتعلقة بتطبيق قرارات مجلس الأمنrlm;,rlm; تخشي المعارضة أن يكون من بينها قرار نزع سلاح حزب الله الذي لايزال يرفض التخلي عن سلاحه بحجة أن التهديد الإسرائيلي لمناطق الجنوب اللبناني التي يسكنها أغلبية شيعية لايزال قائماrlm;,rlm;

وأن إسرائيل لاتزال تحتل مزارع شبعا التي هي في الأصل أرض لبنانية أعارتها لبنان لسوريا

كي تتمكن من مراقبة عمليات التهريب عبر مناطق الحدود اللبنانية ـ السورية ـ الفلسطينيةrlm;,rlm; وتمكنت إسرائيل من احتلالها خلال حربrlm;67.rlm;

وسوف يكون علي أمين عام الجامعة العربية عمرو موسيrlm;,rlm; أن يقدم تقريرا شاملا عن أسباب فشل المبادرة العربية في اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب يعقد يومrlm;27rlm; ينايرrlm;,rlm; يفصل فيه الأمين العام أسباب الاخفاقrlm;,rlm; ويحدد مسئولية الفرقاء اللبنانيين والأطراف العربية والإقليمية التي أعاقت تنفيذ المبادرة التي أجمع عليها وزراء الخارجية العرب في اجتماع غير عادي شاركت فيه كل الدول العربية ومن بينها سورياrlm;,rlm; التي شارك وزير خارجيتها وليد المعلم في وضع الخطوط العريضة لهذه المبادرة خلال لقاء جمع وزير الخارجية السورية ووزير خارجية كل من السعودية ومصرrlm;,rlm; الأمير سعود الفيصل وأحمد أبوالغيطrlm;,rlm; علي مائدة غداء في بيت الأمين العام للجامعة العربية حرصا علي تحقيق اجماع عربي تشارك فيه سوريا يكون سندا للأمين العام في جهوده لجمع الفرقاء اللبنانيين وكسب مساندتهم لسلة المقترحات العربيةrlm;,rlm;

التي تبدأ بانتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا للجمهوريةrlm;,rlm; خصوصا أن كل الفرقاء اللبنانيين يجمعون علي ترشيحه وفي مقدمتهم أصدقاء سوريا في صفوف المعارضة اللبنانيةrlm;,rlm; الذين كانوا أول من طرح اسم قائد الجيش مرشحا لمنصب الرئيس لدوره الوطني في الحفاظ علي وحدة الجيش اللبناني ونجاحه في أن يجعل من وحدة الجيش اللبناني العنوان الرئيسي علي وحدة لبنان بعد تعطيل كل مؤسسات الدولة اللبنانيةrlm;,rlm; ولأنه قاد عملية الهجوم علي مخيم نهر البارد واخلائه من أنصار فتح الإسلامrlm;,rlm; الجماعة الارهابية المتشددة التي استولت علي المخيمrlm;,rlm; وجعلت منه منطلقا لعمليات هجوم استهدفت الجيش اللبنانيrlm;,rlm; فضلا عن ان العماد ميشيل سليمان حافظ علي مسافة واحدة متساوية من كل الفرقاء السياسيين في لبنانrlm;,rlm; وصان الجيش اللبناني من تدخل القوي السياسية والطائفيةrlm;.rlm;

وأكثر ما يخشاه المراقبونrlm;,rlm; أن يسلط تقرير الأمين العام للجامعة العربية الأضواء علي الدور السلبي الذي لعبته دمشق برغم مشاركة وزير خارجيتها وليد المعلم في صياغة الخطوط العريضة للمبادرة وموافقته العلنية علي المبادرة في الاجتماع الاستثنائي الأول لوزراء الخارجية العربrlm;,rlm; ويكشف مواقف الفرقاء اللبنانيين في المعارضةrlm;,rlm; أصدقاء دمشقrlm;,rlm; الذين حالوا دون نجاح المبادرة برغم تأكيدات كل الأطراف اللبنانية بأن المبادرة كان يمكن أن تكون طوق النجاة والمخرج الصحيح للبنان من أزمته الصعبة بمن في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بريrlm;,rlm; الذي فوضته المعارضة متحدثا باسمها في اجتماعاته مع رئيس الأغلبية سعد الحريريrlm;,rlm; لكنه أعلن بوضوح كامل مساندته للمبادرةrlm;,rlm; لأنها تهيئ مخرجا يحفظ ماء وجوه كل الأطرافrlm;,rlm; وتضمن حلا توافقيا يمتنع فيه وجود غالب أو مغلوبrlm;,rlm; يحمي لبنان من أية مضاعفات لاستمرار الأزمة التي عوقت مصالح الشعب اللبنانيrlm;,rlm;

وعطلت مؤسسات الدولة اللبنانية أكثر من عام ووضعت لبنان علي حافة أخطار ضخمة تهدد كيان ومصير الدولة اللبنانية ووحدتهاrlm;,rlm; وتفتح الأبواب علي مصاريعها لأطراف مجهولة ومعلومةrlm;,rlm; يهمها العبث بأمن لبنان واللبنانيينrlm;,rlm; وتحويله الي سا حة اقتتال خلفية لتخليص حسابات دولية واقليمية تدفعه الي الفوضي التي يمكن أن تفتح من جديد أبواب الحرب الأهليةrlm;.rlm;

وربما يترتب علي تقرير الأمين العام قسمة جديدة للعالم العربي أشد خطرا من القسمة التي أعقبت غزو العراق الكويتrlm;,rlm; تزيد من حدة استقطاب المواقف العربية وتوسع من مساحة الخلاف والتباعد بين دمشق وباقي العواصم العربيةrlm;,rlm; وتدفع الموقف العربي نحو المزيد من الانقسامات والتمزقrlm;,rlm; وتغلق كل الفرص أمام امكان نجاح القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في مارس المقبلrlm;,rlm; التي كان يمكن أن تكون بابا جديدا للأملrlm;,rlm; يعيد دمشق الي الصف العربيrlm;,rlm; ويمكنها من أن تكون كما كانت واسطة العقد في نواة يجتمع حولها التضامن العربي تضم مصر والسعودية وسوريا والأردنrlm;..,rlm; وبسبب هذه المخاطر ربما يكون لزاما علي كل الأطراف العربية خصوصا مصر والسعودية وسوريا ألا تغلق الأبواب أمام فرصة أخيرة جديدة تستنفذ الموقف العربي من خطر استقطاب جديد يشتت جهدهاrlm;,rlm; وتتيح للأطراف اللبنانية فرصة مراجعة مواقفها بعد أن أصبح لبنان في مواجهة أخطار فوضي شاملة تحدق بمصيرهrlm;,rlm; خصوصا وأن المسرح اللبناني يشهد الآن تحركات قوي مسلحة خفيةrlm;,rlm;

تكمن داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها من عينةrlm;,rlm; فتح الإسلامrlm;,rlm; لها صلاتها المشبوهة بتنظيم القاعدةrlm;,rlm; لا تخفي اصرارها علي استخدام العنف والارهاب لتمزيق نسيج الوطن اللبناني وتغيير مساره الديمقراطيrlm;,rlm; كما حدث في مخيم نهر الباردrlm;,rlm; وثمة شبهات قوية في أن تكون هذه القوي الكامنة هي التي ارتكبت جريمة اغتيال رئيس أركان الجيش اللبناني انتقاما من الجيش علي دوره الحاسم في مخيم نهر الباردrlm;,rlm; ولو صحت هذه الظنون وهي في الأغلب صحيحةrlm;,rlm; لكان علي كل الفرقاء اللبنانيين أن يعيدوا النظر في مواقفهمrlm;,rlm; لأن لبنان يواجه مجهولا أشد خطرا علي مستقبله يتطلب اعتصام الجميع بوحدة الموقف اللبنانيrlm;.rlm;
والواضح أن عقدة الموقف اللبناني تكمن في عدد من العناصر المتداخلة أدت الي اطالة الأمد الزمني للأزمة وصعبت من فرص الوصول الي مخرج صحيح يعجل بنهايتهاrlm;.rlm;
أولهاrlm;,rlm; حدة الاستقطاب الداخلي الذي يفصل بين مواقف الأغلبية والمعارضةrlm;,rlm; واصرار كل منهما علي تغيير المعادلة السياسية لصالحهrlm;,rlm; فحزب الله يعتقد أن التوازن السكاني اللبناني يقف في صالحهrlm;,rlm; وأن الوقت قد حان لإعادة النظر في مجمل المعادلة السياسية بما يعطيه حق الفيتو علي قرارات الحكومةrlm;,rlm; أي حكومة في الوقت الذي تصر فيه الأغلبية علي حقها في القرار برغم انسحاب وزراء الشيعة الستة من الحكومة التي لم تعد في غيبة هؤلاء الوزراء تمثل طائفة من الشعب اللبناني تعتقد أنها الأكبر عددا وتستند الي قوة مسلحة تم توظيفها في الصراع العربي ـ الإسرائيلي بشكل عزز من قدرة الطائفة الشيعيةrlm;.rlm;

وثانيهاrlm;,rlm; قلق دمشق من أن يكون الهدف من المحكمة اللبنانية الدولية التي سوف يمثل أمامها المتهمون في قضية اغتيال رفيق الحريري هو حصار نظام الحكم السوري والعمل علي تغييره في ظل ضآلة الجهد الدولي والعربي المبذول لطمأنة دمشق علي أن المحكمة الدولية لن تطال أية مستويات سياسيةrlm;,rlm; ربما لا يكون لها علاقة مباشرة بأي دور تنظيمي في عملية اغتيال رفيق الحريريrlm;,rlm; الأمر الذي يجعل دمشق أكثر اصرارا علي الابقاء علي قبضتها القوية في لبنان برغم خروج قواتها العسكرية من هناكrlm;.rlm;

وثالثهاrlm;,rlm; طبيعة العلاقة بين حزب الله الشيعي وإيرانrlm;,rlm; في ظل مخاوف غربية من خطر الملف النووي الايراني وهواجس عربية من مخاطر توسع النفوذ الايراني في العراق ولبنان وفلسطينrlm;,rlm; علي حساب المصلحة العربيةrlm;,rlm; يخشي الايرانيون من أن يشكلا معا تحالفا يستهدف حصار طهرانrlm;.rlm;

ولهذه الأسباب الثلاثة ربما يطول أمد الأزمة اللبنانية الي أن تطمئن دمشق الي أنها سوف تلقي مساندة عربية ودولية كافية تصون أمنها من مخاطر يمكن أن تأتي بها المحكمة الدوليةrlm;,rlm; وتتأكد طهران من أن العرب لن يكونوا جزءا من تحالف غربي يستهدف حصار إيران وضربهاrlm;,rlm; ولا أظن أن هناك طريقا آخر أمام العربrlm;,rlm; خصوصا القاهرة والرياض سوي أن يواصلوا الحوار مع دمشق وطهران لعل وعسيrlm;.rlm;