علي سعد الموسى

ربما شفى الزميل صالح الشيحي غليلنا في الابنة (غصون) وهو يطلب بالأمس مساءلة جماعية للجيران والأقارب حول سكوتهم المريب عن طفلة تتعرض بينهم لأبشع أنواع العذاب في مأساة أجزم أنها تشبه quot;وحيدة القرنquot;. هؤلاء جميعا بحاجة إلى دروس مكثفة في الحس الإنساني، أو على الأقل إلى (كاميرات مراقبة) لشوارعهم وبيوتهم، فالذين سكتوا عن (غصون) وهم بالقرب منها، ربما ، أنهم يكتنزون في مخادعهم أكثر من (غصن) يتعرض للقطف: باختصار هؤلاء وحوش بلا ضمير ومن المنصف جدا لغصون ولكل المجتمع من حولها أن تساق هذه الوحوش إلى شاشات التلفزيون في جلسات استجواب للنفي أو الإثبات بالعلم والمعرفة.
شكرا لهيئة حقوق الإنسان، وشكرا للإنسان الذي قاد إلى أول الخيط ولو كنت صاحب جائزة وطنية للخدمة الاجتماعية لأعطيتها له. شكرا ثانيا لأصحاب الفضيلة من القضاة الذين كان حكمهم على هذه الدرجة من الإنصاف وعلى هذا المستوى من القبول الاجتماعي الجارف، ومن اليوم دعونا نعمل معاً في جبهة ردع عامة تتصدى لكل مجرم يتلبس ثوب ـ الأبوة ـ على مأساة طفل. كي لا تتكرر المأساة، دعونا نخصص رقما ساخنا للاتصال مع كل حالة تأكيد أو اشتباه لطفل أو زوجة أو خادمة يركض فوق جسدها مجرم يفتل شواربه أو امرأة تتلذذ بعذاب أبناء المرحومة أو المطلقة. أقترح أن يكون الرقم (777) لأن السبعة ـ كالكلّوب الذي يلوي الرقاب، ثم دعونا نعمم الرقم في حملة شاملة إلى كل بيت وشارع ومدرسة وشاشة فضائية. كي لا تتكرر مأساة ـ غصون ـ أدعو جهازنا القضائي بكل صدق أن يعيد النظر مرة أخرى في الحق ـ الأبوي ـ التلقائي لحضانة الأطفال في حالات الطلاق أو وفاة الأم. أنا لا أقول إن كل أب طلق ـ أم أطفاله ـ سيتحول تلقائيا إلى نسخة من أبي غصون، ولكن من يضمن لهؤلاء الأطفال أن الزوجة الجديدة لن تكون بعشر المجرمة آنفة الذكر. لماذا يحكم القضاء أتوماتيكيا للأب بالحضانة من السنة السابعة أو من ليلة زواج المطلقة السابقة فيما عشرات القصص المأساوية تولد من رحم هذه الأحكام واسألوا عن غصون فقد تكتشفون أنها وليدة حكم قضائي تلقائي. نحن لا نعيش اليوم في خيام مفتوحة، بل داخل أسوار مقفلة بالأساور، وخلف هذه الأبواب تكمن عشرات المآسي من شاكلة غصون. يذهب الأب للدوام ولمشاغله التي لا تنتهي ونحن لا نعرف كم هم العشرات الذين يئنون من وطأة العذاب في هذه الظروف: اتركوا الأطفال لأمهاتهم حتى يصلوا للحظة يستطيعون فيها الدفاع عن حقوقهم أو على الأقل يرفعون سماعة التلفون.