بيروت - محمد دياب

ترخي laquo;الحرب الباردةraquo; ظلالها الداكنة على بيروت التي لم تنس ويلات الحرب اللاهبة التي دهمتها بين 1975 و1990، فكل شيء في المدينة المتعبة يوحي وكأن حرباً ما على قاب قوسين، فالحرب غالباً ما يكون أولها laquo;الكلامraquo; وهدير اليوم وكل يوم منذ نحو ثلاثة أعوام أشبه بضجيج لا يذكر إلا بقرقعة السلاح.
اتهامات من laquo;العيار الثقيلraquo;، تقاصف لا هوادة فيه بالعمالة والخيانة، تصريحات كـlaquo;الكر والفرraquo; ومعارك بالمناشير أقرب ما تكون إلى عراك laquo;السلاح الأبيضraquo; وحروب من على الشاشات والمنابر وفي الصحف... وهكذا دواليك، فالكل laquo;على سلاحهraquo; في تراشق لا يهدأ ليلاً ونهاراً، وفي laquo;الأعياد والمناسباتraquo; أيضاً.
حتى التعابير الصحافية صارت حربية: هدنة، استراحة محارب، حرب كلامية، قصف مركز على...، إطلاق نار...، اشتباك سياسي...وما الى ذلك من المفردات التي ملّ اللبنانيون قاموسها أيام حروبهم العبثية التي صالت وجالت على طول البلاد وعرضها قبل أن يسلم الجميع أمرهم لـlaquo;اتفاق الطائفraquo; العام 1989.
ولم تعد laquo;الحرب الباردةraquo; مجرد عنف كلامي، بعدما صارت لها مظاهرها، وخطوط تماسها، وبؤرها، وآخر laquo;وقائعهاraquo; كانت في أول السنة في محلة البسطة وlaquo;جوارهاraquo; يوم تسبب تمزيق صورة للرئيس الشهيد رفيق الحريري باضطرابات laquo;أهليةraquo; أسفرت عن خمسة جرحى.
والأكثر اثارة في بيروت هو انفلاش laquo;خطوط التماسraquo; الجديدة الممتدة بين الجماعات الطائفية والمذهبية وعلى laquo;الحدودraquo; الفاصلة بين مناطقها وسط منطقين سياسيين اسمهما الحركي laquo;14 مارسraquo; ذات الغالبية السنية وlaquo;8 مارسraquo; ذات الغالبية الشيعية.
خطوط تماس كالخطوط الحمر بين المناطق كالضاحية الجنوبية (معقل laquo;حزب اللهraquo;) والطريق الجديدة (معقل laquo;تيار المستقبلraquo;)، بين الشياح (معقل حركة laquo;أملraquo;) وعين الرمانة (معقل laquo;القوات اللبنانيةraquo;)، وبين الأحياء وفي داخلها كالحال بين بربور وكورنيش المزرعة، وبين حي اللجا ومار الياس، وما شابه.
والأمر لا يقتصر على الشطر الغربي من العاصمة الذي كان إسلامياً قبل أن يصبح سنياً ـ شيعياً، فهو انفلش على المناطق الأخرى ذات الغالبية المسيحية التي يتقاسم النفوذ فيها تيار الجنرال ميشال عون وتيار سمير جعجع.
مع انتهاء الحرب الأهلية اواخر العام 1990، تحوّلت laquo;خطوط التماسraquo; (التي كانت محاور مواجهة بين بيروت الغربية أي المسلمة، والشرقية أي المسيحية)، شاهداً على 15 عاماً كذاكرة جيل ووطن أنهكته الحرب التي دامت ما يقارب العشرين عاماً، وخصوصاً أن معظم معالم هذه الحرب لا تزال واضحة في هذه المناطق كالمتحف والشياح وساحة الشهداء.
ورغم الجهود كلها التي بذلت لإحلال الوفاق الوطني والترويج للتعايش بين مختلف الطوائف والمذاهب بقيت خطوط التماس تلك مصدر قلق للمواطن .
ولعل أشهر هذه المحاور هو محور laquo;الشياح - عين الرمانةraquo;، الشياح المنطقة التي كانت تسيطر عليها القوات المشتركة للحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعين الرمانة التي كانت تسيطر عليها laquo;القوات اللبنانيةraquo;، في بداية الحرب الأهلية. وبعد انسحاب الفلسطينين إثر الاجتياح الإسرائيلي استولى مسلحو حركة laquo;أملraquo; على الشياح، في حين بقيت عين الرمانة خاضعة لـlaquo;القوات اللبنانيةraquo;.
وطوال سني الحرب لم يتمكن أحد من الطرفين في فرض سيطرته النهائية على هذا المحور، إذ كانت الأمور خاضعة لعمليات الكر والفر المتبادلة على الدوام.
وتأتي أهمية هذا المحور في أنه بقي ناشطاً حتى بعد انتهاء الحرب، فالعداء بين المنطقتين بات تاريخياً واستفحل لدرجة بات من الصعب فيه السيطرة على الأوضاع حتى وصل الأمر بإطلاق البعض اسم الدولتين العدوتين على كل من الشياح وعين الرمانة، لتستمر الاشكالات الأمنية فتحشد كل منطقة جيشها المجهز بالعصي والحجارة والجنازير وفي بعض الأحيان السلاح أيضاً، فمبدأ التعايش والوفاق الوطني لم يعرف طريقاً إلى القلوب هناك ولم يعفُ الله عما مضى. فالمسلمون والمسيحيون لم يجدوا القدرة على حب بعضهم بعضاً هناك. معظم الاشكالات كانت تبدأ بحادث فردي تمتد بذوره وتنتشر في كلا المنطقتين المتقابلتين والتي يفصل بينهما شارع طويل هو طريق صيدا القديمة (مع الإشارة إلى أن الشياح اليوم هي منطقة تابعة لـ laquo;حزب اللهraquo; وحركة laquo;أملraquo; في حين أن عين الرمانة تابعة في غالبيتها لـlaquo;القوات اللبنانيةraquo; وlaquo;الكتائب اللبنانيةraquo; وبشكل أقل لـlaquo;التيار الوطني الحرraquo;)، وكل شيء مسموح في هذه الحرب بما فيها الضرب تحت الحزام وتكسير السيارات وواجهات المحال التجارية وصولاً إلى القتل كما جرى في يوليو من العام 2005، إذ شهد المحور أعنف إشكالٍ له منذ خمسة عشر عاماً.
الحروب المتجددة غالباً ما تنتهي بدخول شبان إحدى المنطقتين الى الأخرى وفي الغالب من يتمكن من دخول منطقة الآخر والانسحاب منها بسرعة موقعاً أكبر ضرر ممكن يعد منتصراً في واحدة من جولات معركة غير معلنة، لتبدأ بعدها حالات الاستنفار القصوى، تخوفاً من أي رد فعلٍ انتقامي قد ينفذه الخاسرون.
مع بداية اعتصام المعارضة ونصب الخيام في وسط بيروت الذي ترافق مع توتر سياسي حاد واتهامات متبادلة من العمالة إلى الخيانة، ازداد الإحتقان في الشارع البيروتي واتخذ منحىً أكثر خطورة ليتحول مذهبياً بين السنة والشيعة في الباطن وبين مؤيدي laquo;تيار المستقبلraquo; ومؤيدي حركة laquo;أملraquo; وlaquo;حزب اللهraquo; في الظاهر، ما أدى إلى إحلال الهدوء النسبي على محور الشياح عين الرمانة، ما خلا بعض التوترات التي يسارع الجيش إلى قمعها بعد ما اتخذ لنفسه موقعاً دائماً على الحدود مقابل laquo;الدولتينraquo; عند مستيرة الطيونة، لتبدأ رحلة المحاور الأبدية في بيروت بالتوالد بين المناطق التي تشهد وجوداً سنياً وشيعياً متداخلاً.

محور قصقص
في 8 ديسمبر 2006 ولدى مرور الحشود العائدة من اعتصام وسط بيروت في محلة قصقص بالقرب من مستديرة شاتيلاً (وهو الحد الفاصل من الجهة الشرقية بين طريق الجديدة معقل laquo;تيار المستقبلraquo; في بيروت والضاحية الجنوبية، وتحديداً الشياح حيث أرض حركة laquo;أملraquo;)، اندلعت أولى بذور المواجهات متخذة شكل المواجهة المسلحة، ما أدى إلى مقتل الشاب أحمد محمود التابع لحركة laquo;أملraquo;، والذي تبنته المعارضة شهيداً أول لها.
رد الفعل الانتقامي جاء سريعاً، وبما أن شبان الشياح قد كسبوا ما يلزم من الخبرة في الكر والفر من خلال تجاربهم السابقة في عين الرمانة فقد قاموا بهجومٍ خاطف ليلاً على أحياء وشوارع منطقة الطريق الجديدة القريبة من قصقص مخلفين وراءهم أضراراً مادية في السيارات والمحال التجارية وموقعين بعض الجرحى، ما حدا بالجيش اللبناني إلى إقفال خط قصقص بالكامل بوجه السيارات والمارة ووضع دوريات مؤللة على مداخل الطريق الجديدة لأيام عدة، قبل أن يعود ويفتح الشارع تحت رقابة مشددة من آليات الجيش وعناصره. وأصبح هذا الحادث بمثابة إعلان غير رسمي عن ولادة أول خط تماس غير رسمي في المرحلة الجديدة من الحياة السياسية اللبنانية بعد عهد الاستقلال الثاني.
المواجهات التي تنقلت في تلك الليلة بين مختلف الأحياء البيروتية من كورنيش المزرعة إلى حي اللجا والبسطة وبرج أبي حيدر دفعت بأبناء المناطق المختلفة إلى تجهيز أنفسهم واتخاذ الاحتياطات المناسبة تحسباً لأي هجوم مفاجئ فشكلوا مجموعات حراسة تسهر طوال الليل وتكون مستعدة في النهار لأي خرق حفاظاً على أمن المنطقة.

الأمن الذاتي
بدأت الأحزاب المسيطرة في كل منطقة بالقيام بتفريغ عناصر منها يكونون من أبناء المنطقة وفرزهم في مجموعات تتوزع على مدخل كل شارع وزقاق مع الإشارة إلى عدم وجود مظاهر مسلحة واضحة للعيان.
ظاهرة الأمن الذاتي هذه كانت منتشرة في أيام الحرب الأهلية مع فارق أنها كانت تتخذ شكل الحواجز الطيارة التي توقف السيارات والمارة وتدقق في أوراقهم الثبوتية، فإذا ثبت أن أحد الموقوفين على الحاجز هو من laquo;طائفة معاديةraquo;، قام المسلحون باختطافه والتحقيق معه تحت التعذيب وفي الغالب لن يعرف مصيره، وإذا كان الموقوف محظوظاً فسيقتل فوراً بسبب طائفته من دون أن يخضع للتعذيب.
ومع انتهاء الحرب الأهلية اختفت هذه الظاهرة، باستثناء الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ إن عناصر laquo;حزب اللهraquo; يتولون مهمة الأمن هناك تحت اسم laquo;الانضباطraquo;، وهو ما يعده الحزب من ضرورات المقاومة، نظراً إلى وجود المربع الأمني الذي يحوي أماكن إقامة قياديي الحزب ومن الواجب حمايتهم، على حد تعبيرهم، وعناصر الانضباط مخولون ايقاف أي مشتبه به أو سيارة يشك بأمرها واقتياد laquo;المشبوهينraquo; الى التحقيق من قبل محققين خاصين في الحزب، فإذا تم التعرف عليهم وتبينت حجة عدم عمالتهم أو استهدافهم للحزب يجري الاعتذار منهم والإفراج عنهم. عناصر الانضباط قبل حرب يوليو 2006 لم يكونوا معروفين ولم يكن ثمة ما يمكن تميزهم به، أما خلال الحرب فقد انتشروا بسلاحهم الكامل في الضاحية الجنوبية وبعد الحرب باتوا يرتدون بزات خاصة كتب عليها laquo;الانضباطraquo;، وهم يتولون تنظيم السير وضبط الأمن في الضاحية ويرجع laquo;حزب اللهraquo; هذا التصرف إلى laquo;إهمال الدولة للضاحية الجنوبية وعدم الاهتمام بتطويرهاraquo;، بسبب موقف أبنائها الداعم للمقاومة، على قوله.
وفي نهاية العام 2006 كانت ظاهرة الأمن الذاتي معممة على المناطق كلها في بيروت. محمد، أحد القادة لمجموعة أمن ذاتي في طريق الجديدة، يعتبر أن laquo;ظاهرة الأمن الذاتي ظاهرة صحية، وهو لا يرى فيها إلغاءً لدور الدولة والأجهزة الأمنية بل عنصراً مكملاً لها laquo;نظراً إلى الوضع الأمني السيئ والعبوات المتنقلة فنحن نقوم بمساعدة الأجهزة الأمنية عبر التبليغ عن أي أمر قد يثير الشبهاتraquo;. ورغم كلام محمد إلا أن هذه المجموعات الأمنية تتحول مجموعات laquo;مقاتلةraquo; لدى حدوث أي إشكال.

محور بربور - الطريق الجديدة
ورغم انتشار هذه المجموعات الأمنية، إلا أن هذا لم يكن ليمنع المواجهات من الحدوث. في 23 يناير 2007، دعت قوى المعارضة اللبنانية إلى إضراب مفتوح شل حركة البلاد، وعمد فيه مؤيدو قوى المعارضة إلى قطع الطرق بالإطارات المحروقة والحجارة. وعند محلة كورنيش المزرعة، بالقرب من جامع جمال عبد الناصر على مدخل الطريق الجديدة، قام شبان المعارضة بقطع الطرق، ما أدى إلى استفزاز أهالي منطقة الطريق الجديدة، الذين نزلوا إلى الشارع محاولين إعادة فتح الطريق، وسرعان ما تطور الأمر إلى التراشق بالحجارة والمواجهة بالعصي قبل أن يقوم الجيش بإطلاق النار في الهواء وتفريق الحشود laquo;المتحاربةraquo;.
الطريق لم تفتح والتوتر مازال سائداً، فالقصة كما يقول سلام، أحد المشاركين في المواجهة laquo;مش قصة رمانة، بل قصة قلوب مليانةraquo;. القلوب الملآنة هذه دفعت بحراس الأمن الذاتي إضافة إلى laquo;المدنيينraquo;، إلى الاشتباك مجدداً على تقاطع بربور ـ طريق الجديدة. بربور استدعت laquo;احتياطييهاraquo; من حي اللجا والخندق الغميق والبسطة، إلا أن طريق الجديدة لن تكن لتقف مكتوفة، فهي أيضاً كانت قد جهزت نفسها واستدعت فرق الدعم المدججة بالحجارة والعصي من حي الطمليس وأرض جلول وصبرا فكانت الواقعة. الجيش المنهك بعد نهار طويل لم يستطع ضبط الأمن، والمواجهات التي اندلعت على الخط الفاصل بين بربور والطريق الجديدة استمرت لأكثر من ساعة قبل أن يتمكن الجيش بمساعدة القوى الأمنية ووحدات التدخل السريع (الفهود)، من السيطرة على الوضع، لتعود الحياة بذلك إلى هذا المحور الذي كان في منتصف الثمانينات ناشطاً ، إذ أعلنت حركة laquo;أملraquo; المرابطة في بربور، الحرب على حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) التي كانت الطريق الجديدة مقرها. ورفض زعيم laquo;المرابطونraquo; إبراهيم قليلات التخلي عن حركة laquo;فتحraquo;، بعدما شنت حركة laquo;أملraquo; حرب المخيمات عليها بإيعاز سوري، وتمكنت حركة laquo;أملraquo; بدعم من الجيش السوري آنذاك ومساعدة laquo;الحزب التقدمي الاشتراكيraquo; من قهر laquo;المرابطونraquo; ودخول منطقة طريق الجديدة فاعتقلت شبان المنطقة وربطتهم بالسلاسل وجعلتهم يمشون في شوارع الطريق الجديدة تحت أعين أهلهم ليكونوا عبرة.
laquo;تلك الحادثة لم تكن لتنسىraquo;، كما يقول العم أبو عبود، ويضيف: laquo;وإن كنا قد سامحنا وقلنا عفا الله عما مضى فإننا لن نقبل بتكرار الأمر مجدداًraquo;.
محور بربور طريق الجديدة تجدد في ذلك اليوم، وعاد إلى الحياة بقوة بعد فترة سُبات طويلة. وإلى اليوم يسود التوتر على هذا المحور الوهمي غير المعترف به وتندلع الاشتباكات عند كل مناسبة كمرور مواكب احتفالية (كما حدث في 14 أغسطس من العام المنصرم في ذكرى حرب يوليو)، أو لدى تعليق صورة أو يافطة، إذ تبدأ المواجهات والمنتصر هو من يستطيع laquo;اقتحامraquo; أكبر عدد ممكن من عواميد الكهرباء واقتلاع الأعلام والصور العائدة للطرف الآخر.

الخميس الأسود
مناطق البسطة وحي اللجا والخندق الغميق والنويري والتي كان يقتصر دورها على إمداد المتخاصمين بالعديد، لم يطل بها الأمر لتصبح مناطق مواجهة. ولهذه الأحياء خصوصيتها فهي قريبة بعضها من بعض وتكاد تكون منطقة واحدة كما أن ثمة تداخلاً شيعياً وسنياً بين السكان، لأنه عند اندلاع الاشتباكات ما من شوارع يمكن أن تكون بمثابة خطوط تماس يقف كل طرف في جهة فما يفصل بينهم ما هي إلا أبواب البيوت وحجارتها، لأن معظم الأبنية يقطنها سكان من الطرفين وتجد صور الشهيد رفيق الحريري بالقرب من أعلام laquo;أملraquo;، لذا فهذه الأحياء من أخطر الأماكن التي يمكن أن تكون معدة للمواجهة.
في يوم الخميس 25 يناير 2007 حدث إشكال بين طلاب المعارضة وطلاب الموالاة في الجامعة العربية، سرعان ما امتد إلى خارج الجامعة وانتشرت المظاهر المسلحة وعمليات القنص وأتت الإمدادات بالعديد من كل حدب وصوب لكل من الطرفين ولساعات عدة استمرت المواجهات التي أشعلت فيها الإطارات وقطعت الطرق وراح ضحية المواجهات أربعة قتلى. وبعد هدوء نسبي في أول ساعات المساء انتقلت المواجهات إلى بقية المناطق فاندلعت الاشتباكات على محور قصقص ومحور بربور ـ الطريق الجديدة وامتدت إلى البسطة ومارالياس وحي اللجا والخندق الغميق، لتبدأ قصة هذا المحور الجديد بالتشكل حتى اليوم، إذ يكون على الدوام بؤرة توتر. وحصل أخيراً إشكال في البسطة على خلفية تعليق صورة للرئيس رفيق الحريري أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى في اليوم الأول قبل أن يعود التوتر في اليوم الثاني مخلفاً خمسة جرحى.
ورغم تعدد الإشكالات وتنوع ما يمكن استخدامه بها في المحاور الجديدة laquo;الوهميةraquo; وغير الرسمية إلا أن محور الشياح ـ عين الرمانة يبقى أخطرها وأكثرها توتراً رغم حال الهدوء التي يعيشها، إذ لا يمكن مقارنة أي محور بوحشية ما كان يجري هناك.
وبما أن الأزمة السياسية عصية على الحل، كما يبدو الأمر حتى الآن، تبقى تلك المحاور على ما هي عليه محاور وهمية تتغلغل في عقول الناس وتشن عليهم الحرب النفسية فيصاب المواطن بالهلع لدى سماعه أي صوت غير اعتيادي ويبقى الجيش اللبناني على زاوية كل مفرق وشارع كقوات فصل تحسباً لأي إشكال قد يندلع فجأة فما من أحد اليوم يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يكون عليه حال الشارع ولا أن يقول laquo;سالكة وآمنةraquo;، كما كان يقول الصحافي المرحوم شريف الأخوي عبر أثير الإذاعة اللبنانية أيام الحرب الأهلية.