يشعرون بخوف متزايد من احتمال الركود الاقتصادي.. والديمقراطيون مختلفون حيالها

واشنطن: بيتر بيكر ونيل اروين - واشنطن بوست

دعا الرئيس الاميركي بوش الى خطة لتحفيز الاقتصاد الاميركي قيمتها 145 مليار دولار تتركز على التخفيضات الضريبية للمستهلكين والاعمال لتنشيط اقتصاد بلاده، وهي خطوة ادت الى مديح، غير عادي، من الحزبين في كابيتول هيل، ولكنها لم تدعم الثقة في وول ستريت.

وقد فتحت المبادئ التي حددها بوش الطريق الى التوصل لاتفاق مع الديمقراطيين في الكونغرس يمكن التوصل اليها في الاسبوع المقبل ووضع ما يقرب من 800 مليون دولار في جيب كل دافع ضرائب اميركي بحلول الربيع المقبل، طبقا للجانبين. وقال بوش في البيت الابيض laquo;إن إقرار مجموعة قرارات تنفذية بسرعة، يمكن لنا اعطاء قوة دفع للحفاظ على اقتصاد قوي بصفة اساسية في وضع صحيraquo;.

وبعدها طار بوش بالهليكوبتر الى فرديك بولاية ميريلاند، لزيارة مصنع لآلات قطع الحشائش، حيث توقع التوصل الى اتفاق بين الحزبين. وقد كشف رد الفعل في الكونغرس الى انقسام بين الديمقراطيين في الحملة الانتخابية الذين انتقدوا مقترحات بوش، وبين هؤلاء في واشنطن مثل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي عبرت عن تفاؤلها بخصوص التوصل الى اتفاق مع البيت الابيض.

إلا ان خطة الرئيس، لم تؤد الى إقناع المستثمرين، الذين يشعرون بخوف متزايد بخصوص امكانية الركود الاقتصادي وسط ازمة مساكن وأسعار طاقة مرتفعة ونمو اقتصادي راكد. وفي الوقت نفسه شاهد السوق اخبارا سيئة بالامس، بما في ذلك اعلان شركة ريستون انها ستخفض عدد العاملين فيها بـ 4 الاف شخص بعد تخلي العديد من الزبائن عنها.

وبالرغم من اعلان بوش للخطة فقد اختتمت جميع المؤشرات الاقتصادية الاميركية بمعدلات منخفضة، فقد انخفض مؤشر داو جونز لاكبر 30 شركة بـ 59.1 نقطة او نصف في المائة. وقد تعرض بوش الى انتقاد حاد من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الذين اتهموه بإهمال 50 مليون مواطن اميركي من محدودي الدخل لا يدفعون ضرائب.

وقالت السناتور هيلاري كلينتون ان مقترحات بوش laquo;ليس لها معنىraquo;. بينما ذكر السناتور باراك اوباما انها laquo;تهمل عشرات من الاميركيين العاملين، بينما ذكر السناتور جون ادواردز ان بوش laquo;يجعل الامر اكثر سوءاraquo;.

ولكن في كابيتول هيل رحبت بيلوسي وزعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد وغيرهما من القيادات الديمقراطية ببيان بوش. وحتى ريد الذي اشتكى يوم الخميس من خطط بوش للتحدث علنا في اليوم التالي، كان راضيا ان الرئيس قد اقترب اكثر من حل وسط، كما اوضح مساعد له. وقال النائب كريس فان هولان عضو قيادة مجلس النواب الديمقراطية laquo;هناك مجال كبير لأرضية مشتركةraquo;.

وكان بوش حريصا على ترك فرصة للبدائل وهو يحدد المبادئ الرئيسية لاتفاقية التحفيز. وقال بوش لكي تكون كبيرة بدرجة كافية ومؤثرة، يجب ان تمثل واحدا في المائة من اجمالي الناتج الداخلي، من 140 الى 150 مليار دولار، ويجب ان تعتمد على حوافز ضريبية بدلا من انفاق على البنية الاساسية. وقال ان الاعفاءات يجب ان تكون مؤقتة وتطبق على الفور، ولا يجب دفعها بزيادة ضرائب اخرى. وفي اقرار لمطالب الديمقراطيين، وافق على ترك المعركة حول مد التخفيضات الضريبية التي قدمها في عامي 2001 و 2003.

وطبقا للخطة يناقش الجانبان، بطريقة خاصة، وفقا للمسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن خفض معدل الضرائب عند 10 في المائة الى صفر لمدة عام، مما يعني ان العمال غير المتزوجين لن يدفع ضرائب على مبلغ 8025 دولارا الاولى من دخله، ولن يدفع المتزوج ضرائب على مبلغ 8025 الاولى من دخله. ويعني ذلك توفير ما يقرب من 800 الى 1600 دولار سنويا. وسيدفع المبلغ الى دافعي الضرائب مباشرة على شكل شيكات. والمشكلة التي تواجه الخطة هو ما الذي سيحدث بالنسبة للعمال الذين لا يدفعون ضريبة دخل، ذكر هنري بولسون وزير الخزانة ان بوش يريد laquo;اعفاءات ضريبية واسعة النطاق بالنسبة لهؤلاء الذين يدفعون الضرائبraquo;، مشيرا الى ان هؤلاء الذين لا يدفعون ضريبة الدخل لن يستفيدون. يشار الى وجود 50 مليون اميركي لا يدفعون ضرائب دخل، وإن كانوا يدفعون الضمان الاجتماعي وضريبة الرعاية الصحية. الا ان المسؤولين في الادارة والكونغرس اشاروا الى وجود مجالات للتوصل لحل وسط. فتخفيضات الضرائب يمكن جعلها مردودة، او يمكن زيادة المبالغ التي تدفع الى محدودي الدخل، مثلما حدث عندما قدم بوش والكونغرس ما قيمته 300 دولار اعفاءات ضريبية في عام 2001 لدعم الاقتصاد. ولم ترفض الادارة الاستمرار في برنامج تحفيز يشمل عناصر تتعدى تلك التي وافق عليها بوش.

وقال بولسون ان مقترحات بوش هي laquo;مبادئ وارشاداتraquo;. وكان يرد على سؤال عما اذا كانت تعليقات بوش هي مقدمة لمشروع قانون يشمل اولويات ديمقراطية، مثل زيادة بدلات البطالةraquo;. واوضح ان هدف بوش في بيانه امس الاول هو laquo;وضع خطوط عريضة وأطر ومبادئ لبرنامج للتعجيل بالعملية، وليس برنامجا محددا يؤدي الى عدم تشجيع التعاون والمنطلقات الحزبية المشتركة.

وتأثير تلك المحفزات قابل للنقاش. فقد قدر بولسون انه سيؤدي الى خلق نصف مليون وظيفة جديدة. ولكن العديد من المستثمرين شككوا ليس فقط بمميزات الاتفاق ولكن ايضا في قدرة واشنطن على العمل بسرعة.