جهاد الخازن

شن الرئيس بوش حربه على الإرهاب، فزاد الإرهاب حول العالم في السنوات السبع الأخيرة، ودعا الى الديموقراطية في البلدان العربية، فلم تتقدم الديموقراطية في أي بلد وتراجعت في بعضها، (قرر حكام متنورون في بعض بلداننا السير في تجربة الديموقراطية من دون أي علاقة بموقف أميركي أو تأثير، والحاكم لو قرر الغاء الخطوات الديموقراطية كلها لاستطاع... يعني لا ديموقراطية).

وزارنا الرئيس وتحدث حديثاً طيباً عن دولة فلسطينية ويجب الاعتراف له بذلك، غير أنه دعا أيضاً الى تحالف ضد ايران، وقال إن ايران تؤيد الإرهاب وتموله وهي خطر على السلام الدولي.

لا أعتقد بأن أحداً من مضيفيه العرب صدّقه، حتى وبعض الدول التي زارها يشكو بمرارة من مواقف ايرانية، ويشعر بقلق مبرر ازاء طموحاتها الإقليمية.

اذا كان هناك من صدّق الرئيس فعندي له هدية هي مؤتمر صحافي عقده جورج بوش في واشنطن في 6/3/2003، أي قبل أيام من غزو العراق، واستعين بنص وزعه البيت الأبيض وقعتُ عليه صدفة وأنا أعود الى ملف عندي يضم نصوص خطابات ومؤتمرات للرئيس للمقارنة بشيء قاله في أبوظبي.

الرئيس بوش قال:

- الديكتاتور العراقي عمل laquo;حفلةraquo; ودمر بعض الصواريخ، إلا أن استخباراتنا تظهر انه فيما كان يدمر هذا العدد القليل كان يواصل انتاج النوع نفسه من الصواريخ.

- الخبراء العراقيون لا يزالون يخفون عناصر بيولوجية وكيماوية حتى لا يكتشفها المفتشون. وفي بعض الحالات نقلت هذه العناصر الى أماكن جديدة كل 12 أو 24 ساعة، أو وضعت في سيارات في أماكن سكنية.

- نعرف من مصادر استخبارات متعددة أن النظام يهدد علماء الأسلحة العراقيين اذا تعاونوا مع المفتشين، وهناك أجهزة تنصت عليهم أثناء اجراء مقابلات معهم.

- هذه ليست أفعال نظام يريد نزع سلاحه، بل هي أعمال نظام يمارس خدعة ويتحدّى العالم.

- بريطانيا العظمى واسبانيا والولايات المتحدة قدمت مشروع قرار (في مجلس الأمن) يعلن أن العراق فشل في الالتزام بالقرار 1441 (صدر في أيلول/سبتمبر السابق) ولا ينزع سلاحه.

- صدام حسين يمتلك أسلحة رعب، ويوفر المال والتدريب للإرهابيين، وهؤلاء مستعدون لاستعمال أسلحة دمار شامل ضد الولايات المتحدة.

- صدام حسين وأسلحته خطر مباشر على هذا البلد، وعلى شعبنا والناس الأحرار جميعاً.

- اذا فشل العالم في مواجهة تهديد النظام العراقي فستواجه الأمم الحرة أخطاراً هائلة غير مقبولة. ان هجمات 11/9/2001 أظهرت ماذا فعل أعداء أميركا بأربع طائرات. ولن ننتظر لنرى بلداناً إرهابية أو إرهابيين، وما يفعلون بأسلحة دمار شامل...

أتوقف هنا لأقول إن ما سبق جزء بسيط وترجمة مختصرة لحديث الرئيس بوش في بدء مؤتمره الصحافي، وتبع ذلك أسئلة من الصحافيين، وأكمل بردوده وباختصار شديد:

- نحن نتشاور مع حلفائنا في الأمم المتحدة، إلا أنني أعني ما أقول، فهذه آخر مراحل الديبلوماسية، وقد كان عند صدام حسين 12 سنة للتخلي عن أسلحته.

صدام حسين تهديد لبلادنا. 11/9 غيرت التفكير الاستراتيجي، أو على الأقل غيرت تفكيري. مهمتي حماية الشعب الأميركي. كنا نقول إن هناك محيطاً يحمينا من هذا الإرهاب، ولكن 11/9 أظهرت ان المنظمات الإرهابية تستطيع استعمال أسلحة الدمار الشامل داخل بلادنا.

- أعتقد بأن صدام حسين خطر على بلادنا ويهدد منطقته... هو يملك أسلحة دمار شامل وقد استعملها. هو يدرّب ويموّل منظمات من نوع القاعدة... ثمن عدم القيام بعمل يفوق كثيراً ثمن العمل.

- هو يتقن الخداع وليست لديه أي نية لنزع أسلحته.

- أنا مقتنع بأن العراق المحرر سيكون مهماً لتلك البقعة المضطربة من العالم. الشعب العراقي قادر على حكم نفسه بنفسه. العراق مجتمع متقدم. العراق عنده المال. العراق سيوفر مكاناً، حيث يرى الناس الشيعة والسنّة والأكراد يتعاملون معاً ضمن فيديرالية. العراق سيكون حافزاً على التغيير الايجابي

أتوقف هنا مرة ثانية وقد ضاق المجال، وأقول إن كل كلام جورج بوش، بما فيه ما لم أترجم، كان خطأ فاحشاً أو كذباً صارخاً، والنتيجة أن العراق دُمّر على رأس أهله، وهناك مليون ضحية يطالبون بالعدالة.

أرجو فقط أن يتذكر زعماء المنطقة، كلام جورج بوش عشية الحرب على العراق وهم يسمعونه يتحدث عن الديموقراطية وفلسطين، وخصوصاً خطر ايران.