جيفري جتلمان - إنترناشيونال هيرالد تربيون

هدأت حدة الاحتجاجات في كينيا أخيراً يوم الجمعة الماضي، فيما أعلن زعماء المعارضة المغضبين بسبب نتائج الانتخابات التي جرت الشهر الماضي عن أنهم بدلوا تكتيكاتهم من تنظيم المظاهرات في الشوارع إلى فرض أشكال من المقاطعة.

وبعد ثلاثة أيام من المسيرات التي عمت أرجاء البلاد، والتي تحولت إلى معارك مع ضباط الشرطة، بدت البلاد تقريباً هادئة في أغلب المناطق، سوى بعض نقاط الاشتعال. وقال شهود عيان أن ضباط الشرطة أطلقوا النار وقتلوا شخصين على الأقل في كيبيرا، وهي منطقة أكواخ ضخمة تقع في أطراف العاصمة نيروبي. وفي وقت سابق من يوم الجمعة الماضي، قام الرعاع باقتلاع قضبان خط سكة الحديد الذي يمر عبر كيبيرا حيث كان قد تم نهب قطار شحن يوم الخميس.

أما في موباسا، ثاني أكبر المدن الكينية بعد نيروبي، والتي تعتبر ميناءً رئيسياً لكل شرق إفريقيا، فقد خرج مئات المحتجين من المساجد موجهين الدعوة لإجراء انتخابات جديدة.. وهناك اعترضتهم قوات الشرطة بقنابل الغاز وطلقات الأسلحة النارية. وقال شهود عيان إن شخصاً واحداً قتل، ما رفع عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة للاضطرابات إلى أكثر من 20 شخصاً، بمن فيهم عدة أطفال.

تشير سياسة عدم التسامح التي تنتهجها الشرطة الكينية انتقادات متزايدة، إذ يحث الدبلوماسيون الغربيون المعتمدون في نيروبي الحكومة على السماح بإقامة المسيرات السلمية المحظورة حالياً، والتوقف عن استخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين غير المسلحين. وقد دأب زعماء المعارضة ومؤيدوهم على الاحتجاج على الانتخابات التي جرت في كانون الأول-ديسمبر التي أعلن على إثرها فوز الرئيس مواي كيباكي بفارق ضئيل عن معارضه الرئيس رايلا أودينغا، على الرغم من وجود دليل واسع الانتشار على أن مسؤولي الانتخابات قد تلاعبوا بالنتائج خلال تعداد أصوات الناخبين.

يوم الجمعة، أعلن كونسوريتوم من مراقبي الانتخابات الكينية ومجموعات حقوق الإنسان عن أن عدة ممارسات شاذة كانت قد ارتكبت في عملية الانتخاب، وإلى حد كان من المستحيل معه القول بمن هو الفائز في الحقيقة، وهو موقف عكسه أيضا دبلوماسيون أميركيون قاموا بإجراء تحليلهم الخاص من جهتهم.

أما ديفيد نديي، وهو باحث في مجموعة مناهضة الفساد quot;الشفافية الدولية Transparency International إن مسؤولي الانتخابات قد سلبوا أصواتاً من أودينغا وأضافوها إلى أصوات كيباكي خلال إحصاء الأصوات. وأضاف نديي: quot;إن أصوات التشكيك كافية لتغيير نتيجة الانتخابات الرئاسيةquot;.

لكنه لم يكن من الواضح حجم الأثر الذي سيحمله ذلك، خاصة وأن كيباكي ودائرته المغلقة من المستشارين المحيطين به أصروا على أن الرئيس فاز في الانتخابات بشكل نزيه، وعلى أنه لن تكون هناك عملية إعادة للانتخابات.. وفي الغضون، يبدو الموضوع الآن وأنه سيتركز حول اقتسام السلطة، فيما قال زعماء المعارضة إنهم يرغبون في مناقشة أي ترتيب مع كيباكي طالما أن وسطاء دوليين يتوسطون في المباحثات، وهو شرط ظلت ترفضه الحكومة حتى الآن.

أما بالنسبة للمقاطعة، فقد قال سليم لون، وهو ناطق بلسان أودينغا، إن الخطة ينبغي أن تستهدف التركيز على مقاطعة الأعمال التجارية التي يمتلكها حلفاء كيباكي، مثل واحد من أكبر معامل الألبان في البلاد مثلاً، بالإضافة إلى شركة حافلات في نيروبي. وقال لوني: إن الاستراتيجية هي إضعاف أولئك المتسمين بالتشدد، والذين يستخدمون ثروتهم من أجل تقويض الديمقراطيةquot;.

وكانت الحكومة قد قالت إن الاقتصاد الكيني الذي ظل طويلاً، وحتى الشهر الماضي، دينامو شرق إفريقيا، قد بدأ يعاني.