فيكتور ديفيز هانسون - لوس أنجلوس تايمز
بعد أن ابتعدت حرب العراق عن بؤرة الاهتمام،قفزت قضية الهجرة غير الشرعية إلى صدارة الأحداث وتحولت إلى أحد محاور الحملة الانتخابية الرئاسية. فالشعب يريد أن يرى تحركا والمرشحون يحاولون التفاعل مع الجمهور.
فقد واجهت هيلاري كلينتون أول تحد في حملتها الانتخابية التي كانت تسير بخطى مؤكدة نحو نيلها الترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي واجهت أول تحد عندما تلعثمت حول سؤال سهل في إحدى المناظرات الانتخابية بشأن منح رخص القيادة للمهاجرين غير الشرعيين، وعاد السيناتور جون ماكين إلى الأضواء بعد أن تراجع عن دعمه لإصلاح قانون الهجرة الذي لم يضمن في البداية إغلاق الحدود.
كما أن العمدة السابق رودي جولياني لم يعد يؤيد إنشاء مدن محمية تحول دون اعتقال المهاجرين غير الشرعيين. فقد أصبح ما بين عشية وضحاها معاد للهجرة غير الشرعية شأن المحافظ السابق مايك هوكابي.
السيناتور باراك أوباما قد يتحدث عن laquo;التغييرraquo;، غير أن عدم وضوح رؤيته بشكل نسبي حول الهجرة غير الشرعية لا يمكن أن يستمر للأبد، ففي مرحلة من المراحل يجب أن يقدم اقتراحات محددة في هذا الشأن. منذ فترة، خسر مؤيدو الحدود المفتوحة جولة النقاش. فأغلبية الأميركيين يريدون إغلاق الحدود الآن قبل غدا ولا يهتمون البتة بمثل تلك الأوصاف مثل laquo;معاداة الهجرةraquo;، laquo;العنصريةraquo; وlaquo;نزعة الحمايةraquo; وغيرها.
إنهم يعلمون أن ما يهم المكسيك في المقام الأول هو إرسال من لا تستطيع توفير المأوى والغذاء لهم إلينا ومن ثم تستطيع الحصول من خلالهم على مليارات الدولارات التي يرسلونها إلى أهاليهم بمجرد الوصول إلى الولايات المتحدة.
في الآونة الحالية يتبين أن القلق من الهجرة غير الشرعية قد طفا إلى السطح بشكل مكثف كي يبعث رسالة تفيد في أغلب الأحوال أن الأميركيين من أصل أفريقي مصابون بالهلع من عصابات المهاجرين غير الشرعيين في لوس أنجلوس وأن الأميركيين من أصل آسيوي مصابون بالإحباط من أنه في الوقت الذي ينتظر فيه أقاربهم من حاملي الشهادات الجامعية سنوات كي يهاجروا بشكل شرعي إلى أميركا، فإن الألوف من حاملي شهادات الثانوية العامة في المكسيك يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.
الديمقراطيون قد يفقدون أصوات الملايين في ظل تجاهلهم قضية الهجرة غير الشرعية وهجومهم على هؤلاء الذين يتملكهم القلق من دخول مئات الألوف من المهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد سنويا، ثم يتحدثون عن العمال الضيوف وإمكانية منحهم عفوا عاما قبل أن يذكروا أي شيء بشأن إغلاق الحدود.
غير أن المرشحين الجمهوريين في الوقت نفسه، عليهم التزام الحرص. فإذا كان الحديث عن عفو عام يمنح لهؤلاء المهاجرين هو أمر قد يتسبب في خسارة الديمقراطيين ملايين الأصوات، فإن الترحيل الكلي لهؤلاء المهاجرين ليس بالأمر الصائب عمليا وأخلاقيا. فتهجير هؤلاء الآن قد يشبه ما حدث في الماضي من تقسيم شبه الجزيرة الهندية بين الهند وباكستان.
الأمر الذي قد يعطي الديمقراطيين فرصة استغلال الموقف بشكل شرعي. إذن ما الذي يجب على المرشح الكيّس فعله في الفترة المقبلة حيال هذه القضية؟ الدعوة إلى إغلاق الحدود الآن من خلال أسوار حديدية ووضع مزيد من الحراسة وفرض عقوبات على أصحاب العمل الذين يوظفون مهاجرين غير شرعيين وتطبيق القانون في هذا الشأن واستعادة الثقة في التنوع العرقي بالإصرار على تعلم المهاجرين الشرعيين للإنجليزية ولعادات وتقاليد الولايات المتحدة الأميركية.
أخيرا ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين ينتهكون القانون والذين ليست لديهم وظائف أو الذين وصلوا لتوهم للبلاد. بعض من هؤلاء المهاجرين لن تروق لهم أجواء تطبيق القانون هذه وسيرحلون طواعية عن البلاد. بعضهم قد يكون لديه تاريخ إجرامي أو لم يعملوا من قبل ومن ثم يجب ترحيلهم أيضا.
غير أن هناك الملايين ممن يلتزمون بالقانون والذين يمكثون في البلاد منذ سنوات طويلة ـ هؤلاء يتمنون البقاء في أراضينا وينبغي لنا السماح لهم بالبقاء والتقدم للحصول على جنسية في حال إذا كانوا مستعدين لتعلم اللغة الإنجليزية والعادات الأميركية بشكل سريع. يجب على المرشحين الديمقراطيين المخاطرة بإغضاب ناخبيهم عن طريق استبعاد الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين.
والديمقراطيون ينبغي لهم تأييد إغلاق الحدود بسرعة وبشكل فعال في الوقت الذي يتعين عليهم البعد عن الجبن وعدم الانصياع إلى ضغوط الجماعات المنادية بالحدود المفتوحة. هذه الإجراءات هي ما يريدها الناخبون الآن. ومن ثم فإن مرشحي الحزبين في الأشهر القليلة المقبلة إما سيتحركون بناءً على ما سبق ذكره أو سيخسرون الانتخابات.
- آخر تحديث :
التعليقات