محمد صالح المسفر

المجلس الوزاري العربي الذي عقد تحت علم جامعة الدول العربية في القاهرة في الأسبوع الماضي للنظر في الشأنين اللبناني والفلسطيني قبل ارتكاب الجيش الصهيوني المذبحة الشنيعة لسكان غزة الصابرة وقبل فرض الحصار الشامل والظلام الدامس على قطاع غزة وحرمان ما يزيد على مليون ونصف انسان من كل مقومات الحياة الإنسانية، نسأل ماذا نتج عن ذلك الاجتماع؟ تبادل الوزراء الميامين الابتسامات وكلمات المجاملات الدبلوماسية الباردة، وخرج المصورون والصحفيون من القاعة، وأغلقت الأبواب، وظن البعض أن في أجواء الاجتماع مواقف حاسمة جازمة في الشأنين اللبناني والفلسطيني، فوجئ بعض الوزراء الميامين ببيان عنوان laquo;المبادرة العربيةraquo; في الشأن اللبناني، وقف أحد الوزراء الميامين وسأل رئاسة الاجتماع الوزاري متى تمت صياغة هذه المبادرة، جئنا من عواصمنا لمناقشة هذين الشأنين - اللبناني والفلسطيني - ولم تتم مناقشة أي منهما، تطلبون منا تبني هذه المبادرة ونحن لا نعلم من الذي صاغها ومن هي الأطراف التي قدمتها وما هو الموقف العربي في حال فشلت هذه المبادرة؟ وزير عربي آخر راح يهمس في أذن الوزير المجاور له قائلاً laquo;نحن شهود ماشافوش حاجةraquo; وزير عربي آخر يقول لزميل له laquo;المبادرة صاغوها الكبارraquo; رد عليه الوزير الآخر laquo;ونحن كبار ولسنا من صغار مؤتمر فيينا عام 1815مraquo;.

وراح وزير عربي يقول عدتم من مؤتمر أنابوليس، والأوضاع في غزة تتردى يوماً بعد يوم والرئىس بوش يزور عواصم عربية، نريد مناقشة الشأن الفلسطيني إذا كانت مشاركتنا حتى في صياغة المبادرة العربية في شأن لبنان محظورة، ميمون من ميامين العرب في قاعة الاجتماعات قال: أهل الشأن الفلسطيني يطلبون مزيداً من الوقت للتشاور مع قياداتهم ووضع لبنان حرج لأنه بلا رئيس للجمهورية، ونحن حريصون على استقرار لبنان.

يا للهول!! مذبحة في غزة وصمت القبور يخيم على قصور وغرف نوم حكام العرب، لايريدون مشاهدة الأخبار العالمية لأنها تنقل صور وصرخات شعب يستغيث اخوانه العرب والمسلمين جراء حرب الإبادة التي تشنها عليهم قوى الشر والإرهاب الصهيو-أمريكي.

بيانات الشجب والإدانة العربية تتوالى على وسائل الإعلام بكل استحياء وحذر.

الشعب العربي من محيطه إلى خليجه يريد أن يرى أفعال حكوماته لايريد أن يسمع بياناتها الخجولة في هذا الشأن، الشعب العربي لايريد أبناء الحكام العرب ولا جنودهم يحاربوا إسرائيل إطلاقاً. ماذا يريد الشعب العربي؟

إنه يريد فتح المعابر المصرية - الفسطينية ليتمكن شرفاء العرب من ايصال الماء والدواء والغذاء والكساء لمليون ونصف عربي مسلم محاصرين في قطاع غزة.

نذكر اخواننا في مصر بأن متطوعين عرباً توافدوا على مصر للذهاب إلى نجدة الجيش الثالث المحاصر في سيناء بعد حرب 1967 من قبل الجيش الصهيوني، والتضامن مع ذلك الجيش العربي وشعب مصر وشارك بعض المتطوعين العرب في معركة رأس العش المشهورة، نطالب القيادة المصرية على وجه التحديد والشعب المصري أن يكسروا الحصار الظالم عن غزة وذلك بتحطيم حواجز معبر رفح.

الشعب العربي يطالب الدول النفطية التي عقدت صفقات تسلح مع زعيم الإرهاب الدولي الرئيس بوش الأمريكي أن تجمد تلك الصفقات حتى تردع إسرائيل عن عدوانها على الشعب الفلسطني، نريد من حكام الخليج مواقف رجولة زعامة في انقاذ الفلسطينيين من الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضدهم، إذا كانت مصر حبيسة مساعدات أمريكية غير مجدية، وإذا كانت مشغولة بعملية التوريث السياسي ولاتستطيع الفعل، فإنكم ولاة الأمر في دول مجلس التعاون لاتخضعون لتلك المخاوف، اعملوا على إنقاذ قبلتكم الأولى فلسطين.

(2) من العار أن نسمع بعض الأصوات النشاز الفلسطينية التي تتداول الظهور على شاشات وسائل الإعلام ينحون باللائمة على ما يجري في غزة على اخوانهم المحاصرين هناك، من العار على السلطة الفلسطينية الحاكمة في رام الله أن تقمع المسيرات السلمية الاحتجاجية على ما يجري لأهلهم في غزة وتعتقل النشطاء منهم.

يا للهول!! قيادي في رام الله يعلن على الدنيا بأن المعابر لا أحد يستطيع فتحها لأن هناك اتفاق إسرائيلي - فلسطيني أوروبي ولابد من اجماع على فتحها، ويقول هذا المسؤول اننا في السلطة لانستطيع أن نوقف التفاوض مع إسرائيل، إلا بقرار عربي.

يا للمذلة والإهانة لتلك القيادة الانهزامية، ألا يتذكر مؤتمر قمة الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي التي خولت منظمة التحرير بأنها الممثل الشرعي والوحيد فأي تخويل يريد الميامين في رام الله؟ هل اتفاق أوسلو أخذ فيه رأي العرب؟

uuml; آخر القول:

صبراً يا أهل غزة فإن فرج الله قريب.