عضوان الأحمري

لأن الفاضي يعمل قاضي، فإن كثيراً ممن يعانون من quot;الفضاوةquot; لا يعملون كقضاة فقط، بل متسلقين على أكتاف أي شيء، حتى لو كان هذا الكتف مخلوعاً سياسياً أو عسكرياً.
يقول الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء يوم أمس quot;المحكمة الأمريكية العليا تدرس ما إذا كانت ستقبل دعوى تطعن في quot;أهليةquot; الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بدعوى أنه لا يملك شهادة ميلاد تثبت أنه أمريكي بالميلاد وليس بالتجنس. ويلتئم قضاة المحكمة العليا للنظر في الدعوى وسط صخب معارضي انتخاب أوباما الذين قرروا الاعتصام أمام مبنى المحكمة في واشنطنquot;.
المثير أن من قام بإثارة هذا الموضوع هو الصحفي الأمريكي لبناني الأصل جوزيف فرح والذي حاول أن يطيح بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بسلسلة تحقيقات أجراها حول انتحار محامي البيت الأبيض فينس فوستر في عام 1993. وتولى رئاسة تحرير صحيفة ناجحة في كاليفورنيا، لكنه هبط بتوزيعها بنسبة 30%!
مثل هذه القصة تثبت أن هناك من امتهن تصيد الأخطاء بل الأحداث، ليكون نجمها بأي طريقة كانت. سواء كانت هذه النجومية سلباً أو إيجاباً، فالمهم لديه النجومية التي يريد أن يحصدها حتى لو من ثمار الزقوم!
أوباما نجح في الوقت الذي خرج فيه محللو العرب يقولون إن هناك مؤامرة، وهو الوقت نفسه الذي انتفعت من انتخابه بعض الجمعيات المناهضة للعنصرية. لكن المنتفعين أكثر هم الذين يبحثون خلف الناجح، ليس كيف نجح، لكن لماذا هو بالذات!
أعود إلى الصحفي جوزيف فرح، الذي أعتقد أنه لو شارك في جمع الأصوات للدفاع عن قضية عربية من القضايا التي تثار لتجييش الرأي العام الأمريكي لنجح، لأنه كما يقول الخبر كذلك استطاع جمع أكثر من 45 ألف صوت كمطالبة للجهات الدستورية الأمريكية بإلزام الرئيس الجديد بإبراز شهادة الميلاد!. ماذا لو أبرزها أوباما، وكانت صحيحة!